أكد مدير التكوين والتعليم المهنيين رشيد لوحي ل "المساء"، أن كل الظروف مهيأة لضمان حسن استقبال المتربصين الجدد تحسبا للدخول المهني المقبل 2018 2019، حيث يُنتظر التحاق ما يزيد عن 13 ألف متربص في مختلف التخصصات التي توفرها مراكز ومؤسسات التكوين، التي يرتقب أن تتعزز بفتح تخصصات جديدة، من شأنها إتاحة الفرصة للشباب لاختيار ما يناسبهم بأريحية. كما يتم عقد اتفاقيات مع مختلف الشركاء لتمكين الشباب من الإدماج المهني، في حين يُنتظر إعادة دراسة جديدة للخرائط البيداغوجية للمؤسسات التكوينية، لإعطاء نفَس جديد للقطاع وفق تطلعات المتربصين ومرافقة آفاق التنمية. ❊❊ ما هي العروض المتاحة للمتربصين تحسبا للدورة التكوينية في سبتمبر 2018؟ ❊❊— قمنا بإعداد عروض تسمح بتلبية احتياجات السوق من اليد العاملة، لاسيما في بعض المهن التي تكتسي أولوية بالنسبة للقطاع وبالخصوص الفلاحة والتكوينات قصيرة المدى المتوجة بشهادة تكوين، إضافة إلى مهن الفندقة والسياحة لتحضير يد عاملة مؤهلة لهذا القطاع الذي يعرف انتعاشا بالولاية، والذي يكتسي أهمية في مخطط الحكومة. وهناك مهن وتخصصات مختلفة في شعب مرتبطة بالصناعة بدون نسيان تخصصات البناء والأشغال العمومية. ويعرف القطاع انتعاشا وتنمية في مختلف البلديات، وأُدرج محور جديد في السنوات الأخيرة، يتعلّق بالاقتصاد المعرفي، حيث نعمل على تنويع التخصصات الموجهة لذوي مستوى دراسي سنة ثالثة ثانوي، لمزاولة تكوينات تقني سام لمدة 30 شهرا في مختلف التخصصات، لاسيما في مجال الإعلام الآلي والرقمنة والتغذية والصناعة وغيرها. ❊❊ كم عدد المتربصين المنتظرين في الدخول المهني المقبل؟ — ❊❊ تم إحصاء أكثر من 13 ألف منصب تكويني جديد مفتوحة بمختلف مؤسسات ومراكز التكوين بالولاية تحسبا للدخول المهني المقبل دورة سبتمبر. وتضم الشبكة الولائية 5 معاهد وطنية متخصصة و31 مركز تكوين وتمهين، إلى جانب 10 ملاحق وفروع منتدبة بالوسط الريفي، لتمكين المرأة الماكثة بالبيت والريفية من الاستفادة من تكوينات في تخصصات مختلفة. ❊❊ ما هي التخصصات الجديدة المنتظر أن يتعزز بها القطاع؟ ❊❊— في كلّ دورة تكوينية يتم إدراج وفتح تخصصات جديدة في مخطط التكوين. وفي هذه الدورة تم رصد 9 تخصصات جديدة، مرتبطة أساسا بشعبة الفندقة والسياحة. وهناك تخصصان في المجال بمستوى تأهيل تقني سام وشهادة الكفاءة المهنية "المستوى التأهيلي الثاني"، إضافة إلى تخصص ثالث في مجال صيانة تجهيزات الإعلام الآلي وفي مجال شبكات المواصلات، ورصد تخصص جديد يتمثل في وضع شبكات أجهزة المواصلات ومستوى تأهيل رابع وكذا خياطة نساء. وتتطلب عروض التكوين والتخصصات المختلفة النظر وأخذ بعين الاعتبار مميزات وخصائص الولاية، والطلبات المقدّمة من طرف شركاء القطاع، حيث إنه متفتح، ويعمل على إعداد اتفاقيات مع مختلف الشركاء؛ من غرف مهنية مختلفة واتحادات ولائية لمختف الشعب ومختلف المصالح اللامركزية، إضافة إلى مؤسسات اقتصادية كبرى، تقدم لنا بصفة دورية، طلبات. ويتم إدراج التخصصات بما يتماشى مع الطلبات المقدمة من طرف المحيط الاقتصادي. وعن قريب سيتم إعادة النظر، وتقديم دراسة جديدة بالنسبة للخرائط البيداغوجية للمؤسسات التكوينية، بغية تقديم مشروع للجنة الولائية للشراكة التي يشرف عليها الوالي. وسيتم العمل على تجديدها في الأيام القليلة القادمة، لإعطاء نفس جديد لهذه الوتيرة. هذه البطاقة الجديدة ستنبثق عنها مخططات تكوينية دورية تكون ملائمة للطلبات المقدمة على مستوى كل البلديات والدوائر وفقا للاختصاصات والمؤهلات الموجودة بالمقاطعات المختلفة، بدون أن ننسى أن القطاع يقوم بتعزيز قدرته بفضل تجهيزات تربوية ومكونين جدد وبرامج بيداغوجية جديدة وهياكل جديدة. ❊❊ يلتحق بمؤسسات التكوين كل سنة متربصون جدد، هل هناك تزايد في العدد أم تراجع؟ ❊❊ — قطاع التكوين بولاية تيزي وزو يسجل ككل سنة، نفس وتيرة الإقبال. وبالنسبة لدورة سبتمبر الجاري، تم تسجيل إقبال وتقرب الشباب من مكاتب الإقبال والتوجيه عبر المؤسسات التكوينية. ويتم توجيه وإرشاد المتربص. وتم إحصاء أكثر من 500 مسجل في نمط التكوين الإقامي مقابل نفس العدد في نمط التكوين عن طريق التمهين في مختلف التخصصات، علما أن التسجيلات متواصلة إلى غاية 15 سبتمبر، ويمكن تمديدها بالنسبة لتخصصات لم تصل إلى التعداد الكافي لفتح الفروع، وسيكون الدخول المهني يوم 23 سبتمبر. ❊❊ هل من المنتظر فتح مؤسسات تكوينية جديدة موازاة مع الدخول المهني المقبل؟ — ❊❊ تضم الولاية مؤسسات تكوينية وإنجازات مهمة، وسجل القطاع في السنوات الأخيرة، تسلّم عدة مشاريع، وخلق مؤسسات تكوينية جديدة، بما يسمح بالحصول على شبكة مكثفة. وتحسبا للدخول المهني المقبل سيتم فتح مؤسستين تكوينيتين، إحداهما معهد وطني متخصص في التكوين المهني بأزفون، سيتم فتحه بصفة جزئية وتدريجية، باعتبار أن المعهد أنشئ وفقا لمرسوم، وتحصلت المديرية على ميزانية التسيير الأولية لهذه المؤسسة التكوينية. كما سيتم توظيف مستخدمين، وتركيب التجهيزات المختلفة المبرمجة بهذا المعهد لفتحه لاستقبال المتربصين في ظروف جيدة، إلى جانب مركز التكوين المتواجد بالمنطقة إلى حين التسلم الكلي للمعهد الذي سيوفر ظروف تربص مريحة ومواتية للمتربصين. والمؤسسة التكوينية الثانية المنتظر استلامها معهد للتعليم المهني بواد فالي، الذي يضمن استقبال التلاميذ الناجحين في السنة الرابعة متوسط، والموجهين إلى قطاع التكوين لمتابعة مسار التكوين، حيث إن المعهد متخصص في شعب الصناعة، في مسعى لمرافقة آفاق التنمية المسطرة من طرف السلطات المحلية والمركزية. ويضاف إلى جانب هذه المرافق الجديدة، ضمان خدمة الإطعام على مستوى مراكز تكوين قديمة، منها مركز تيزي غنيف، بني يني، آيت شافع وسيدي نعمان، زيادة على إدراج نظام داخلي على مستوى مركزي التكوين لآيت شافع وتيزي غنيف بقدرة استيعاب تصل إلى 60 سريرا لكل نظام داخلي. ❊❊ وماذا بخصوص فتح فروع منتدبة بالمناطق النائية لتقريب التكوين من المرأة الريفية؟ ❊❊ — بالنسبة للفروع المنتدبة لتكوين المرأة الريفية وتقريب قطاع التكوين منها، يتم فتحها عبر البلديات بطلب من رؤسائها ومن الجمعيات، وتخص الصناعات التقليدية؛ بغية الحفاظ على الإرث الثقافي المحلي. ويُعتبر هذا أحد المحاور الأساسية التي تضمها سياسة القطاع، ففي كل دورة تكوينية يتم رصد مناصب تكوينية في هذا المجال للحفاظ على هذا الرصيد الهام، زيادة على المشاركة في مختلف المهرجانات للرقي وتطوير التراث غير المادي للولاية. ويسعى القطاع إلى ضمان فتح فروع منتدبة بالوسط الريفي، لتمكين المرأة الريفية والماكثة بالبيت، من الاستفادة من تكوينات، من خلال فتح فروع جديدة. وأحيانا يتم تجديد الفرع بنفس البلدية أو تحويله إلى بلدية أخرى، ومع كل دورة يتم الاستجابة للطلبات المقدمة وإشباعها. وبخصوص الدورة التكوينية المقبلة فلم تتحصل المديرية على أي طلب لفتح فروع منتدبة جديدة، لكن القطاع على استعداد لفتح أي فرع وتدعميه بالأساتذة المكونين في حال تم تقديم طلب من طرف البلديات أو الجمعيات الناشطة في مجال التكوين. ❊❊ استفاد الطاقم العامل بالمطاعم المدرسية مؤخرا، من تكوينات، كم عدد المستفيدين؟ وما هو الهدف؟ — ❊❊ إضافة إلى التكوينات الأولية الموجهة لفئة الشباب غير المكوَّنين وغير المؤهلين التي يقدمها قطاع التكوين، فإنه مستعد لرفع مستوى أداء المستخدمين الموجودين في مختلف القطاعات، حيث تم إبرام اتفاقيات في هذا المجال، وهذه المرة تم برمجة انطلاقة دورة تكوينية لفائدة عمال المطاعم المدرسية بالطور الابتدائي بالتنسيق مع مدير الإدارة المحلية، طبقا لتوجيهات الوالي ووفقا للاتفاقية المبرمة ما بين وزارتي الداخلية والتكوين والتعليم المهنيين. واستفاد من هذه الدورة التكوينية 2022 عاملا، مع فتح 19مؤسسة تكوينية وتسخير مؤطرين في مجال الطبخ والإطعام خلال العطلة الصيفية. ونُظمت زيارة لبعض مؤسسات التكوين للاطلاع على الظروف المسخرة لهذا التكوين، الذي مكن العمال من الاستفادة من تكوينات في 7 وظائف، منها مسيّر مطعم، طباخ، رئيس مطبخ، مساعد طباخ، أعوان الصيانة والنظافة، غسل الأواني وغيرها. ومع بداية السنة الدراسية ستكون هذه الفئة مؤهلة لمباشرة العمل كل حسب مجال عمله، ما يسمح برفع مستوى الأداء وتحسين خدمة الإطعام من حيث تحسين الوجبة الغذائية والنظافة والأمن وغيرها. ❊❊ أمضت مديرية التكوين والتعليم المهنيين عدة اتفاقيا تشراكة، هل من اتفاقيات جديدة موازاة مع الدخول المهني المقبل؟ — ❊❊ طبعا، ففي كل دورة تكوينية تقوم مديرية التكوين المهني بعقد اتفاقيات شراكة مع عدة شركاء. وحاليا هي بصدد إعداد مختلف المشاريع، والاتصال بمختلف الشركاء. وسيتم مزج المحورين لضمان علاقات وطيدة مع مختلف المتعاملين الاقتصاديين والاجتماعيين. وإلى حد الساعة تم الإعداد لعقد 5 اتفاقيات مع كل القطاعات تتضمن 5 محاور في استقبال متربصين بالقطاع لضمان تربصات تطبيقية، واستقبال متربصين ذوي مستوى التأهيل في تقني سام في إطار إعداد تقارير نهاية التربص، واستقبال طالبي التكوين في مجال التمهين لاستفادتهم من عقود التمهين، والمحور الرابع عن إمكانية استفادة مستخدمي الشريك من تربصات في إطار التكوين المستمر، والمحور الخامس يتعلق بضمان بعض التمارين التطبيقية عند الشريك الاقتصادي في إطار ما يسمى بالتكوين الإنتاجي، وتم تحديد حاليا 5اتفاقيات لكن يمكن رفع العدد لاحقا. ❊❊ يتخرج عدد كبير من المتربصين سنويا، كم كان عدد خريجي القطاع في العام الماضي؟ ❊❊ — قطاع التكوين يقوم بتحرير محاضر بداية السنة التكوينية التي تنطلق في شهر سبتمبر، ومحاضر نهايته تكون في سبتمبر أيضا حتى إن أنهى المتربصون تكوينهم خلال شهر جوان. وبالتقريب هناك نحو 6 آلاف متوج بشهادة في دورة تكوينية، يغادرون مؤسسات ومراكز التكوين بحوزتهم شهادات تكوينية، تفتح لهم آفاق الشغل وبناء مستقبلهم، كل حسب مجال اختصاصه والتكوين الذي قام به. وأود الإشارة إلى أن كل أنماط التكوين متوفرة، حيث هناك عروض تكوين في الإقامي وفي التمهين والدروس المسائية وغيرها، وأجهزة التكوين قصيرة المدى الموجهة لمختلف شرائح المجتمع، لضمان تكوينات قصيرة المدة تتراوح بين 3 أشهر و6 أشهر في مختلف التخصصات، لاسيما المطلوبة من طرف المتعاملين الاقتصاديين وشباب الولاية، لتسهيل عملية الإدماج المهني عند الحصول على شهادة دولة أو تأهيل. ❊❊ قطاع التكوين المهني يستقطب كل سنة المتسربين من قطاع التربية، هل يمكن تقديم رقم أو نسبة؟ — ❊❊ بالنسبة لهذه القراءة وكقطاع التكوين، لا يتم استقطاب المتسربين من المدارس فقط حتى وإن كان العدد لا يفوق 5 آلاف؛ فالرقم غير مضبوط؛ على اعتبار أن قطاع التربية يعمل على إتاحة فرصة التعليم للراسبين، وبالتالي تمكينهم من التمدرس من جديد والالتحاق بمقاعد الدراسة. وبخصوص قطاع التكوين يتم مع كل دورة تكوينية فتح مناصب تكوين، مثلا سيتم فتح ما يزيد عن 13 ألف منصب تكوين في السداسي الأول تحسبا لدورة سبتمبر. وفي دورة فيفري يتم فتح نحو 11 ألف منصب تكوين، حيث يكون عدد مناصب التكوين يفوق 20 ألف منصب، فالقطاع لا يعمل على تقديم فرص التكوين للمتسربين فقط وإنما يتعدى هذه النظرة لتوجيه مختلف شرائح المجتمع؛ من شباب وحتى كهول نحو التكوين بأنماطه المختلفة، فمخططات التكوين طموحة بما يسمح بالتكفل بطلبات مختلف الشرائح الاجتماعية والمتسربين من قطاع التربية، الذين يتم أخذهم بعين الاعتبار وضمان مناصب تكوين لهم. ❊❊ كلمة أخيرة؟ ❊❊ — شكرا على هذه الالتفاتة التي تُعدّ من العمليات المنتهجة من طرف القطاع للترويج لفرص التكوين المقدمة لفائدة مختلف شرائح المجتمع. ولا يخفى على الجميع أن "المساء" من الجرائد التي تهتم بهذه المسائل؛ لما لها من أهمية لتأهيل طالبي التكوين في مختلف المهن وتسهيل ولوج عالم الشغل. وعمل قطاع التكوين بالولاية على تحضير كل الظروف لهذه الدورة مع القيام بحملة واسعة ومكثفة لاستهداف النتائج المروجة. والشكر للجريدة للمرافقة في هذا المسار، وأبواب القطاع مفتوحة في أي وقت.
