300 مليون أورو لمشاريع ناجعة بالضفة الجنوبية للمتوسط

مبادرة التنمية المستدامة للإقتصاد الأزرق

اعتبر وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، عبد القادر بوعزغي، أمس، ندوة الأطراف المشاركة في مبادرة التنمية المستدامة للاقتصاد الأزرق في غرب البحر المتوسط "واست ماد"، فرصة مناسبة لمناقشة وإثراء مشاريع مشتركة لتجسيد الاقتصاد الأزرق في منطقة غرب المتوسط، خاصة وأن الاتحاد الأوروبي أبدى نيته في مرافقة وتموين المشاريع الناجعة بالمنطقة، فيما اقترحت الهيئات العالمية المانحة خلال لقاء الخبراء أمس، تمويل مشاريع ناجعة بأكثر من 300 مليون أورو لتفعيل الاقتصاد الأزرق.
وأشار الوزير في كلمته الافتتاحية، إلى أن المجالات والاستثمارات المقترحة للشراكة تشمل النشاطات التي لها علاقة بتوفير الأمن الغذائي مع اقتراح حلول حول إشكالية ندرة المياه، بالإضافة إلى تطوير الطاقات المتجددة والعمل على الحفاظ على الموارد البحرية، متعهدا بقبول كل المشاريع التي من شأنها خلق مناصب شغل مبتكرة ومستدامة.
وبخصوص الإجراءات التي اتخذها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، تحسبا لإطلاق الاقتصاد الأزرق، الذي يعد مفهوما جديدا للاستثمار الناجع، ذكر الوزير بالإصلاحات التي عرفتها الواجهة البحرية للحد من كل أشكال التدهور والتلوث البيئي والاستغلال العشوائي للموارد.
على صعيد آخر، طمأن الوزير الباحثين ومسؤولي الهيئات الممولة للمشاريع، بتأكيده على أن الجزائر تعمل على تطوير قدراتها المتعلقة بالمراقبة البحرية، من خلال إنشاء نظام معلوماتي متكامل للرصد والمراقبة وتسيير الأمن البحري والمينائي، بهدف تسهيل عملية تبادل المعلومات والبيانات الرقمية بين كل الهيئات المحلية والدولية، ما يسمح حسبه بفهم أفضل لكل ما له علاقة بالملاحة البحرية والتصدي لأي مساس بسلامة السلع والأشخاص والبيئة.
من جهته، أكد رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي بالجزائر، جون أوروك، أن الاتحاد الأوروبي قام شهر أكتوبر الفارط بإطلاق دعوة للترشح لإنجاز مشاريع مدعمة بغلاف مالي بقيمة 19 مليون أورو، بهدف انتقاء وتمويل المشاريع الناجعة في مجال الاقتصاد الأزرق في الضفة الجنوبية للبحر المتوسط، مشيرا إلى أن مبادرة "واست ماد" تتطلب عملا دقيقا لتنفيذها.
ووجه المسؤول الأوروبي عبر تصريح ل«المساء" دعوة لكل المستثمرين والشباب من حاملي المشاريع، للاطلاع على موقع الاتحاد على الأنترنت للتعرف على شروط ومعايير الاستفادة من الدعم والمرافقة.
بدوره، أشار مدير التعاون مع الاتحاد الأوروبي بوزارة الخارجية، علي مقراني، إلى أن الاقتصاد الأزرق بالضفة الشمالية للبحر المتوسط سمح بإطلاق استثمارات بقيمة 556 مليار دولار مع خلق 3,5 مليون منصب شغل، وهي نفس قيمة الاستثمارات التي تطمح الجزائر إلى خلقها محليا، وذلك من خلال استقطاب مشاريع الشباب، لما يخدم تنمية كل النشاطات عبر الساحل واستغلال كل الثروات الطبيعة والبشرية.
للتذكير، شارك في ندوة الأطراف المشاركة في مبادرة التنمية المستدامة للاقتصاد الأزرق في غرب البحر الأبيض المتوسط أمس، 200 خبير، منهم 90 خبيرا دوليا، بالإضافة إلى عدد من المستثمرين الأجانب والهيئات المتخصصة في تمويل المشاريع المتعلقة بالاقتصاد الأزرق.
وسيتم اليوم، خلال أشغال اجتماع الوزراء حول مبادرة "واست ماد" للدول الأعضاء في مجموعة 5+5، المصادقة على توصيات ندوة الخبراء وعلى إعلان الجزائر الذي سيتضمن خطة عمل للشروع في تنفيذ المشاريع المتفق عليها.