يواصل المخرج الجزائري محمد شرشال الدفاع عن مهنة الممثل المسرحي، ويكاد في كل مناسبة يحيي عملهم الدؤوب في إنجاح أي عرض مسرحي، وعاد أول أمس بالمسرح الوطني الجزائري "محي الدين بشطارزي"، ليؤكد أنه مع الممثل المبدع المطلع، ولا يميل إلى الممثل المقيد بدور، ووصفه كببغاء يعيد ما هو مطلوب منه، مشيرا إلى أن الأمر لا يسمح للفنان الممثل أن يمد بقدراته الأدائية. قال محمد شرشال، خلال لقاء نظمته الاتحادية الجزائرية للفن والثقافة والفنون، يوم السبت بدار "محي الدين بشطارزي"، إنه يعتبر الممثل شريكا في العمل المسرحي، وليس عروس قراقوز يقوده المخرج كما يشاء، وتابع "احترم الممثل، أطلب منه أن يكون مبدعا، وليس ممثل ببغاء"، وأردف "ويمكنني أيضا أن أتخلى على الممثل إذا كان فاشلا وليس لديه إمكانيات". جاء حديث شرشال عن الممثل، بمناسبة إعادة مسرحية "جي بي أس"، بعد أن غابت عن الخشبة أكثر من سنة ونصف السنة، إذ أكد أن العمل طرأت عليه تعديلات، منها استبدال الممثلين سيد أحمد دحام وأسماء شيخ بجلال دراوي من مسرح سكيكدة ونوال مسعودي من مسرح باتنة، وعوض محفوظ مشرف الممثل الراحل محمود حموم، الذي توفي السنة الماضية، بسبب فيروس "كورونا". العمل الذي توج في 2019 بجائزة أحسن عرض عربي بمهرجان المسرح العربي، دورة عمان بالأردن، حسب شرشال، هو عمل مخبري يتطور باستمرار، ومن شأن الممثلين الجدد أن يعطوه نفسا جديدا وقوة في الإبداع أيضا. ويستعد فريق "جي بي أس" للمشاركة في أيام قرطاج المسرحية، شهر ديسمبر الداخل، حيث ستكون العودة بتقديم مجموعة من العروض، بداية من 17 نوفمبر الجاري بالمسرح الوطني الجزائري "محي الدين بشطارزي". بالمناسبة، تحدث شرشال عن مسرح الطفل الذي يراه صعبا جدا، وأنه الاختصاص الذي يجب أن تنتهي عنده أي تجربة إخراجية، لكنه في الوقت الحالي، لا يفكر في إعادة تجربته الوحيدة في هذا المجال، وقال إنه ربما سيعرج إليها لاحقا، مشيرا في الوقت نفسه، إلى بعض المخرجين الذين يستهلون مسيرتهم بمسرح الطفل، ويعتبر هذا الأمر خطأ جسيما. كما دعا المخرج إلى إعادة معهد برج الكيفان إلى مكانته الأكاديمية الأولى، وأن يعود اسمه معهد فنون العرض، وإحالة تخصص السمعي البصري إلى معهد آخر متخصص، مشيرا إلى أن الدولة قادرة على ذلك. وانتقد بشدة نظام الدراسة "أل أم دي" في المعهد، ذلك أن الطالب المتحصل على شهادة البكالوريا بمعدل ضعيف، يرسل تلقائيا لمعهد برج الكيفان، وهو ما قد يعنى أن الطالب يدخل رغم عنه مجالا لا يحبه، ف«الفن، كما قال شرشال، رغبة، ومرحبا بتفعيل البكالوريا الفنية".