كشف مدير دار أدليس بلزمة للنشر ياسين قعودة، ل "المساء"، عن مواصلة الدار مشروعها المتعلق بالنشر، والذي لاقى رواجا، وعرف نجاحا معتبرا بفضل جهود أسرة الدار، والتفاف الكتّاب والقراء حوله من خلال طاقاتهم الإبداعية، التي خلقت نجاحات متتالية على جميع الأصعدة. أوضح ياسين ل "المساء"، أن دار أدليس تسعى لاستكمال هذا المشروع، من خلال تعزيز علاقات الصداقة، والتعامل الجاد، داعمة جميع الطاقات المعرفية والإبداعية والعلمية لمؤلفيها وخاصة الشباب منهم، الذين يُعتبرون جسرا لمستقبل الدار. وفي هذا تعمل الدار على مرافقة جميع الكتّاب الهواة على اختلاف أعمارهم وتوجهاتهم، ودعمهم لتثبيت خطواتهم الأولى في عالم الكتابة، من خلال هذا المشروع الاستثنائي، حيث تهتم بكل نص جاد، ترى فيه ثمرة النور، وإمكانية أن يصبح صاحبه كاتبا جيدا في المستقبل، تحت شعار "في كل بداية جيدة تتراءى نهاية رائعة". كما أطلقت أدليس بلزمة مشروع الترجمة منذ مدة، والذي عملت من خلاله، على ترجمة عناوين عالمية مهمة في مختلف المجالات بطبعة جزائرية، لتقريبها من يد القراء بأسعار معقولة. وتسعى، الآن، لتطوير مشروع الترجمة، ليشمل ترجمة أعمال جديدة غير معروفة في الوطن العربي، من خلال التعاقد مع مترجمين أكفاء في مختلف اللغات، علاوة على تعاقدها مع دار نشر مرموقة في مصر، وهذا ما سيسمح بمشاركة إصداراتها في واحد من أكبر المعارض العربية، معرض القاهرة. وبالمقابل، تحدّث ياسين عن المساهمة الجادة والفعالة للدار في تطوير صناعة الكتاب في الجزائر، من خلال سياستها التي تسعى فيها إلى تحري المصداقية والنزاهة والانتقاء. كما تهتم بنشر المخطوطات الجادة في الجانب السردي المتعلق بالرواية والقصة والنصوص والمسرح، إلى جانب الأعمال البيداغوجية، والأكاديمية، والأعمال المترجمة. وقال ياسين: "بعد وصول العمل إلى الدار، يتلقى المؤلف رسالة، تفيد بتسلّمه في مدة لا تتجاوز اليوم، حيث يتم توجيه العمل من طرف مدير النشر، إلى مجموعة لجان لتحرّي صحة العمل، وجواز نشره، والرد على الكاتب في مدة لا تتجاوز الأسبوع". وتابع: "يتم توجيه العمل بداية، إلى لجنة القراءة، التي تقوم بقراءة العمل حرفا حرفا، وتقديم ملاحظات، وتقرير مفصل بالسلب أو الإيجاب، فإذا تم رفض العمل يتم إخبار المؤلف بذلك، مع مجموعة ملاحظات. أما إذا تم قبول العمل فيتم توجيهه إلى لجنة التحرير إذا كان بحاجة إلى تدخّل عميق. ويُعطى للجنة التدقيق اللغوي، مباشرة، إذا كان بحاجة إلى معالجة لغوية فحسب". وتابع مجدَّدا: "إذا تم توجيه العمل إلى لجنة التحرير، فيعني ذلك أن العمل بحاجة إلى بعض التدخلات العميقة، خاصة في ما يخص الأعمال السردية. ويتم توجيه الملاحظات التي هي بحاجة إلى تحرير، من طرف لجنة القراءة، إلى الكاتب، فإذا وافق على التحرير تشرع اللجنة في عملها. كما يتم توجيه العمل بعد مروره على اللجنتين السابقتين، إلى لجنة تدقيق، حيث يهتم المدقق اللغوي للدار، بمعالجة جميع الأخطاء اللغوية والتركيبية والنحوية والإملائية في الكتاب. وقبل ذلك يتم احتساب تكلفة التدقيق، ليتم إخبار الكاتب بذلك قبل الشروع في العمل. وبعد المرور على جميع اللجان السابقة، ينتقل الكتاب إلى مرحلة التصفيف والتنسيق الداخلي، ليتم إخراجه فنيا بحلة جيدة يستحسنها الطرفان (الكاتب والقارئ)"، يضيف ياسين. وذكر ياسين اهتمام مصمم الدار بتصميم غلاف الكتاب، محافظا على الهوية البصرية لدار النشر، وآخذا في الحسبان الفكرة التي يود الكاتب تجسيدها ليخرج الغلاف بحلة جيدة، في حين تخصص الدار لكل لجنة بريدا إلكترونيا تابعا للدار ومنفصلا في نفس الوقت، ليتم توجيه الكاتب، مباشرة، للتعامل شخصيا مع اللجنة، وطرح جميع ملاحظاته وأفكاره حول الكتاب. ولا يتم الشروع في العمل حتى يتم الاتفاق على جميع التفاصيل المادية والمعنوية وتوقيع العقد. وأكد ياسين عدم اشتراط الحضور الشخصي للكاتب إلى مقر الدار بباتنة، بل تبقى تلك رغبة الكاتب. أما إذا كان الكاتب يعاني من ظروف تمنعه من الحضور الشخصي، فتكتفي الدار بالتواصل الإلكتروني لاستكمال تفاصيل العقد. ويتم توصيل نسخ الكتاب بعد طبعه، عن طريق البريد، إلى عنوان الكاتب. وتعتمد دار أدليس على تمويل ذاتي محدود. وتتعاون مع الكتاب وفقا لعقود تعاون مختلفة، تحدَّد حسب جدية العمل، ورؤية الناشر له. كما تتراوح مدة الطباعة بين 45 و90 يوما. ويتم استثناء الأعمال المشاركة في التظاهرات والمسابقات وغيرها، من خلال تسريع عملية الطبع. وأشار ياسين إلى مراعاة الدار المعايير الفنية والجمالية في إخراج الكتب مراجعة وتصميما وتدقيقا وطباعة. كما تهتم الدار بالترويج الإعلامي لكتّابها، وأعمالهم، ومرافقتهم في التظاهرات الثقافية، ودعمهم بكل الطرق، إلى جانب سعيها إلى تطوير عملية توزيع مؤلفاتها، من خلال تعاقداتها مع مختلف المكتبات والمتاجر الإلكترونية في بقاع الوطن. كما تسعى إلى توسيع عملية التوزيع لتشمل خارج الوطن، وترشيح الأعمال الأدبية لمختلف الجوائز المحلية والدولية المرموقة.