صادق المشاركون في الدورة التكوينية حول تقوية القدرات التنظيمية للجمعيات الشبانية الناشطة في البلديات الحدودية لولاية تلمسان في طبعتها الأولى، التي احتضنها بيت الشباب "خياط محمد بن عمر" في ندرومة، من تنظيم جمعية "الطفولة السعيدة" لولاية غرداية بتمويل ومساهمة من وزارة الشباب، على توصيتين عمليتين، أهمّها تحضير مشاريع جمعوية محلية، والانطلاق في برمجة تكوينات بالبلديات والقرى الحدودية، وكذا تنظيم زيارة ميدانية إلى جمعية "الطفولة السعيدة"، والاطّلاع على تجاربها الميدانية، ومتابعة عرض مشاريعها. إطلاق مشروع دعم قدرات الجمعيات الشبابية في المناطق الحدودية من قبل جمعية الطفولة السعيدة لولاية غرداية، يأتي ضمن مشروعها الجديد الذي يتماشى مع خطتها الاستراتيجية الجديدة 2025 - 2030، بالتركيز على محور تكوين وتأهيل قدرات الجمعيات الشبانية المحلية في المناطق الحدودية، وتفعيلها مع التنمية المحلية، أولى محطاتها من أقصى غرب الوطن من تلمسان الحدودية، وبالضبط في بلدية ندرومة، وهذا بعد مشروع قافلة المقاولاتية والشباب سنة 2023؛ حيث جاء تجسيدا لرؤية وزير الشباب لتفعيل المؤسسات الشبانية عبر ولايات الوطن، وجعلها أكثر جاذبية بمثل هذه البرامج الجادة. واستفاد من هذه الدورة التكوينية 35 مشاركا أو ممثلا للجمعيات الشبانية الناشطة، منهم 20 جمعية شبانية محلية على مستوى 6 بلديات حدودية نموذجية بولاية تلمسان، من رئيس الجمعية أو النادي، والنائب، والأمين العام أو أمين المال، من تأطير مكونين في الجزائر ذوي كفاءة وخبرة في التأهيل، وتكوين الجمعيات والمجتمع المدني. وتميزت أشغال الدورة التكوينية من خلال برنامجها المسطر على مدار يومين كاملين، بعرض ومناقشة عدة محاور في محور التسيير الإداري للجمعيات من خلال مبادئ تسيير الجمعيات: الكفاءة والشفافية والقبول الاجتماعي، إلى جانب إبراز أهمية ودور الجمعية العامة، ووثيقة الاعتماد، والقانون الأساسي، والنظام الداخلي والسجلات الإدارية، وكذا التقارير الأدبية والمالية، والتوظيف في الجمعية، مركزين فيها على أهمية التكوين والتأهيل، ومنوهين بمبادرة جمعية الطفولة السعيدة في تأهيل الجمعيات. كما استمع المشاركون إلى عرض مركّز قدمه الأمين العام حول تجربة جمعية الطفولة السعيدة، واحترافيتها في مجال التسيير الإداري والمالي وتسيير المشاريع، وكذا الوقوف على أبرز نقاط القوة للاستفادة من تجربتها، مؤكدا على استعداد الجمعية للمرافقة، على غرار تجارب أخرى ناجحة في مناطق حدودية من الوطن. وتميّز اليوم الأخير من أشغال هذه الدورة التكوينية، بالتركيز على محور التسيير المالي للجمعيات وفق التنظيم المعمول به؛ حيث استفاد المشاركون من العديد من المكتساب المعرفية، من خلال أهمية توظيف الموارد المالية للجمعيات من خلال آلية الميزانية السنوية، والتمكن من توظيف الموارد والمصاريف وفق الأطر القانونية، مع التعاقد مع محافظ الحسابات كما ينص عليه القانون، فضلا عن تبسيط محور آليات تنويع مصادر تمويل المشاريع للجمعية بين التمويل المحلي والمركز، وحتى الأجنبي شرط احترام الضوابط القانونية، من خلال المادة 30 من قانون الجمعيات 12/06، ليُفسح بعدها المجال لطرح الأسئلة والاستفسارات المتعلقة ببعض الإشكالات المتعلقة بالتسيير المالي والإداري.. وغيرها من النقاط المتعلقة بتسيير الجمعيات، وهذا من قبل المشاركين الممثلين للجمعيات الشبانية المحلية الناشطة في البلديات الحدودية لولاية تلمسان. ويأتي هذا المشروع تنفيذا لتوصيات جلسة العمل، التي جمعت إدارة جمعية الطفولة السعيدة لولاية غرداية، بوزير الشباب المكلّف بالمجلس الأعلى للشباب، مصطفى حيداوي، في ماي 2025، وذلك في إطار التنسيق المشترك مع وزارة الشباب، والاستفادة من التجربة الميدانية المتميزة للجمعية الممتدة على مدار عشرين سنة من العمل؛ إذ تمّ اختيار 4 ولايات حدودية نموذجية للانطلاق في هذا المشروع الهام، وهي تلمسان، وتندوف، وبرج باجي مختار، وسوق أهراس، مع التركيز على مقاربة الوعي، والتحسيس بأهمية دور الجمعيات الشبابية في المناطق الحدودية؛ باعتبارها شريكا محوريا في مسار التنمية.