من المرتقب أن يُعرض على الجمهور الجزائري، بداية شهر يناير 2026، الفيلم التاريخي الجزائري الجديد "أحمد باي" بقاعة الزينيت في قسنطينة، بعد مسار إنتاج طويل تخلّلته تحضيرات دقيقة وتحديات فنية وتاريخية كبيرة، حيث أن تصويره انطلق خلال صيف سنة 2018. الفيلم من إخراج الإيراني جمال شورجة، ويعدّ من الأعمال السينمائية التي تراهن على إعادة إحياء الذاكرة الوطنية من خلال معالجة سينمائية لشخصية تاريخية محورية في تاريخ الجزائر. ومع اقتراب موعد عرضه الرسمي، يُنتظر أن يشكّل فيلم "أحمد باي" حدثًا سينمائيًا بارزًا في الساحة الثقافية، على أن تتبعه عروض وطنية عبر مختلف ولايات البلاد. يتناول الفيلم سيرة أحمد باي، آخر بايات الدولة العثمانية ومؤسّس المقاومة الشعبية في بايلك الشرق، الذي اشتهر بموقفه الصارم الرافض لكلّ مساومات المستعمر الفرنسي، مفضّلًا طريق الجهاد والتضحية دفاعًا عن الجزائر. وقد اختار صُنّاع العمل اللغة العربية الفصحى لتكون لغة الفيلم، انسجامًا مع روح المرحلة التاريخية التي يغطيها، والتي تمتدّ من سنة 1826 إلى غاية 1852، وهي فترة مفصلية في تاريخ البلاد وبداية الاحتلال الفرنسي. انطلق تصوير الفيلم قبل 8 سنوات في سياق فني خاص، حيث تطلّب المشروع منذ بدايته أبحاثًا تاريخية معمّقة لضمان الدقة في نقل الوقائع والأحداث والشخصيات. هذا العمل انعكس بشكل واضح على مستوى التحضير للديكورات والأزياء وطبيعة المشاهد، ما جعل من الفيلم تجربة إنتاجية معقّدة مقارنة بالأعمال السينمائية التقليدية. وقد صُورت جميع مشاهد الفيلم داخل الجزائر، وبالتحديد في المدينة السينمائية بالعاشور، التي تحوّلت إلى فضاء مفتوح لإعادة بناء ملامح القرن التاسع عشر. وشملت العملية تشييد ديكورات تحاكي العمران والأسواق والمقرات الإدارية والعسكرية لتلك المرحلة، اعتمادًا على تصاميم أنجزها مهندسون معماريون جزائريون، تحت تأطير فني إيراني، فيما أُنجزت أشغال البناء والتجهيز والشطب بأيدٍ جزائرية، في تجربة جمعت بين الخبرة التقنية والدعم المحلي. أُسند دور البطولة في الفيلم إلى الممثل الجزائري محمد طاهر زاوي، الذي يجسد شخصية أحمد باي، إلى جانب مشاركة واسعة لعدد كبير من الممثلين والممثلات الجزائريين، ما منح العمل بعدًا جماعيًا يعكس طبيعة المقاومة الشعبية خلال تلك المرحلة التاريخية.