كشفت مصادر إعلامية إسبانية مؤخرا أن نفقات الإحتلال المغربي للصحراء الغربية منذ عام 1975 كلفت المغرب 95 مليار دولار أي بمعدل 2.8 مليار في السنة·وقالت صحيفة "الباييس" الإسبانية أن هذا الحجم المالي الضخم خصص في الإنفاق وتجهيز جيش يبلغ تعداده 360 ألف عسكري منهم 130 ألف الى 160 ألف لازال النظام المغربي يحتفظ بهم في هذه المستعمرة الاسبانية السابقة· وأضافت الصحيفة أن الحكومة المغربية خصصت أيضا 25 مليار دولار أخرى للنفقات المدنية واعتمدت في هذه المعلومات على رجل اقتصاد مغربي مستقل وهو فؤاد عبد المومني·وقد اعتبر هذا الأخير في نفس الصحيفة أن هذه النفقات تعيق بشكل كبير التنمية في المغرب لكونها تتعلق باستثمارات لا تخضع إلى أي منطق اقتصادي أو اجتماعي· ولكن نفقات الرباط لتكريس احتلالها للصحراء الغربية لم تقتصر فقط على الجانب العسكري، حيث أشارت صحيفة "الباييس" الى أن المغرب قام بتنظيم عدة فعاليات ثقافية في مدن صحراوية محتلة على غرار الصالون الدولي الاول للمهاري بالعيون المحتلة والمهرجان الكبير لموسيقى الراب بمدينة الداخلةالمحتلة· وقد خلص المختص والاقتصادي المغربي إلى أن تكلفة النزاع في الصحراء الغربية حتى وإن ظلت من الطابوهات الذي يرفض النظام المغربي الكشف عنها لأنها تضر بشكل كبير بالتنمية الاقتصادية وتؤدي إلى إضعاف النمو الاقتصادي السنوي في المغرب بنسبة 1 إلى 2%· ويأتي الكشف عن هذه الحقائق في وقت تقوم فيه السلطات المغربية بتصعيد عسكري كبير في المنطقة إذ بعد اقتنائها لأسلحة من اسبانيا وفرنسا والولايات المتحدة شرعت منذ مدة في تجميع عتاد عسكري مكثف من جرافات وناقلات جنود جنوب المغرب وبالتحديد في منطقة "زوك" على الحدود مع إقليم الصحراء في تحضير لعملية اقتحام للأراضي الصحراوية المحتلة · وكانت صحيفة " الصباح" المغربية كشفت قبل ثلاثة أيام عن استعدادات للجيش المغربي بمنطقة " أوسرد" التي لا تبعد كثيرا عن بلدة تيفاريتي المحررة وذلك بغرض فرض إجراءات مناورات استفزازية· ويشرف على هذه العملية حسب نفس الصحيفة قائد القوات المسلحة المغربية عبد العزيز بناني· وأمام التصعيد المغربي نددت منظمة "انتر فايث" الدولية غير حكومية بالاعتقالات التعسفية التي تمارسها السلطات المغربية في الأراضي الصحراوية المحتلة أمام مجلس حقوق الانسان التابع للمنظمة الأممية والذي يوجد مقره بجنيف السويسرية· وتأسفت المنظمة للوضع المزري الذي يعاني منه قرابة 60 معتقلا سياسيا صحراويا في سجون الاحتلال والذين دخلوا قبل أيام في اضراب مفتوح عن الطعام احتجاجا على ظروف اعتقالهم السيئة· كما أعربت عن بالغ انشغالها للوضع المتدهور للسكان المدنيين الصحراويين في المدن المحتلة والذين يتعرضون لحملات قمع همجية وانتهاكات جسيمة في مجال حقوق الانسان على يد أجهزة القمع المغربية·وطالبت في الأخير الحكومة المغربية بالتعاون مع المجتمع الدولي لتمكين المراقبين الدوليين وخاصة وفد البرلمان الأوروبي من التوجه بكل حرية إلى المدن الصحراوية المحتلة لتقييم الأوضاع هناك