للمسرح الجهوي لتيزي وزو نصيب من المشاركة في تظاهرة ''تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية''، حيث قدم مؤخرا بدار الثقافة ''عبد القادر علولة'' بتلمسان مسرحيته ''لسان الدين ابن الخطيب''، وهو العلامة الأندلسي الذي وجد في تلمسان ملاذا له، بعد هروبه من ظلم الحكام ودسائس الحساد. وتحكي مسرحية ''لسان الدين ابن الخطيب''، من إخراج لزهر بلباز وكتابة حسان ملياني، حياة هذا العلامة الأندلسي الذي لقب بذي الوزارتين، وتقلّد مناصب رفيعة في حكم أبي الحجاج يوسف ومن ثم إبنه الغني بالله، كما تخصص في الطب والفلسفة والأدب، إلاّ انّه تعرّض بحكم علمه وحظوته عند الحكام إلى الكثير من الدسائس والمكائد ليقتل في الأخير بعد هروبه من الأندلس. ومزجت المسرحية التي مثل فيها 29 ممثلا، واستغرق إنجازها 46 يوما، بين اللوحات التاريخية ونظيرتها الراقصة، فارتدت هذه المسرحية لباسا راقصا حينا من الزمن، ورداء تاريخيا أحايين أخرى، كما قدّم هذا العرض مقاطع من بعض الموشحات التي كتبها العلامة ومن بينها''جادك الغيث''، فجاء في مقاطع منها: جادك الغيث إذا الغيث هما يازمان الوصل بالأندلس لم يكن وصلك إلا حلما في الكرى أو خلسة المختلس في ليال كتمت سر الهوى بالدجى لولا شموس الغرر مال نجم الكأس فيها وهوى مستقيم السير سعد الاثر وانتقل مخرج العمل من مشهد إلى آخر في ظرف قصير، حتى لا يشعر الجمهور بالملل باعتبارأنّ العمل يتطرّق إلى شخصية تاريخية عاشت الكثير من الأحداث، وهذا بحكم باعها الكبير في الحكم والعلم في عصر الفتن بالأندلس، فكان عملا مسرحيا خفيفا، إعتمد على الفرجة من خلال الرقصات والأغاني والأزياء المذهبة والكثيرة الألوان. إلاّ انه يمكن أن يعاب على هذه المسرحية قلة تسليطها الضوء على الشخصيات الممثلة، فلم يدخل صاحب العمل في عمق الشخصية المحورية ''لسان الدين بن الخطيب''، ولم نشعر بهيبة هذه الشخصية الفذة ولا بالصراعات التي كانت تدور في دواخله، بفعل ما كان يتعرض له من دسائس خاصة من طرف إبن الزمرك الذي أوقع بينه وبين الحاكم الغني بالله، فيهرب العلامة إلى تلمسان ومن ثم إلى فاس ويقتل هناك. بالمقابل، جاء تمثيل الفنانين وفي مقدمتهم عبد الحميد قوري في المستوى، كما جاء نص العمل والذي كتبه حسان ملياني باللغة العربية الفصحى، وسينزل طاقم هذه المسرحية ضيفا على المسرح الوطني الجزائري في الثامن من جويلية الجاري، بعد أن جال ولايات الغرب الجزائري. للإشارة، شارك 29 ممثلا في مسرحية''لسان الدين إبن الخطيب''وهم؛ حميد قوري، جمال طيار، أمحمد حاج سعود، عبد العزيز شارف، وائل بوزيدة، أحمد مرزوقي، بوعلام ماقور، علي تامرت، سيد أحمد قارة حسن، أمين بوترفاس، عبد الرزاق قوادري هباز، محفوظ بركان، زهير الأكريماري، سعدة زيتوني، رزيقة عيبود، منال نعمان، صورية نايت عبد الرحمن، كهينة حجاج، نسيم أيمن، كسيلة مكسيم، نور الدين كريم، مالك سقني، يوسف شايط، على حمدان نور الدين، لويزة أوفلا، ميليسة أوفلا، وردة والي، ياسمين علام وماهوش مجيد.