أكد السفير الفلسطيني بالجزائر، حسين عبد الخالق، أن القيادة الفلسطينية غير مستعدة للتنازل قيد أنملة عن أي حق من حقوق الشعب الفلسطيني المغتصبة، وستوظف كل الوسائل والخيارات المتاحة من اجل تحقيق حلم الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وفي كلمة ألقاها أمس، بمناسبة إحياء السفارة الفلسطينية للذكرى ال66 للنكبة بحضور الجالية الفلسطينية المقيمة بالجزائر، أكد السفير عبد الخالق، أن الشعب الفلسطيني أمامه العديد من الخيارات لاسترجاع حقوقه المغتصبة وعلى رأسها حق العودة، والإفراج عن كافة الأسرى وغيرها من الحقوق التي تنكرها إسرائيل. وحتى وان أكد أن الفلسطينيين يبقون متفتحين على كل الخيارات، إلا انه أشار إلى أنه لا يمكن القبول بالتفاوض من اجل التفاوض الذي يسمح فقط لإسرائيل بمواصلة عدوانها دون أن تجد رادعا لها. ووصف المفاوضات مع إسرائيل بمعركة صعبة وشرسة تساوي في شراستها المقاومة الشعبية السلمية على ارض الميدان، والتي أكد أنها تمكنت من تحقيق عدة مكاسب ومنها اعتراف عدة دول بفلسطين، وحصولها على صفة العضو المراقب بالأممالمتحدة إضافة إلى انضمامها لعدة معاهدات واتفاقيات دولية. واعتبر الدبلوماسي الفلسطيني، أن كل ذلك وسع دائرة التضامن مع الشعب الفلسطيني على المستوى الدولي، ووضع في المقابل إسرائيل في حرج كبير وأصبحت اليوم تلقى الرفض من أطراف أجنبية بدليل أنها تواجه الآن حملة غربية لمقاطعة منتجاتها المصنعة في المستوطنات. ورغم صعوبة التفاوض مع المحتل فقد أكد السفير، أن المفاوض الفلسطيني لن يتنازل عن أي من الحقوق ولن يعترف أبدا بيهودية إسرائيل في موقف أجمعت عليه كل الفصائل الفلسطينية دون استثناء. ورغم أن السفير عبد الخالق، حمّل حكومة الاحتلال مسؤولية فشل عملية السلام التي أطلقتها الولاياتالمتحدة بين الجانبين شهر جويلية الماضي، لمدة تسعة أشهر بسبب نقضها للمعاهدات والاتفاقيات الدولية والثانية الخاصة بتسوية القضية الفلسطينية، فقد أكد أن إسرائيل ما كانت لتستمر في تعنتها لو لم تجد إدارة أمريكية داعمة لها ومنحازة تماما لأطروحاتها. وهو ما جعله يبقى إمكانية اللجوء إلى المجتمع الدولي ممثلا في الأممالمتحدة من اجل طرح القضية الفلسطينية مجددا على طاولته خاصة في حال استمر الانحياز الأمريكي المفضوح للطرف الإسرائيلي. ولدى تطرقه إلى مسألة المصالحة الفلسطينية والاتفاق الموقع مؤخرا بين حركتي فتح وحماس بغزة، أبدى السفير الفلسطيني تفاؤلا كبيرا بنجاح هذا الاتفاق وقال إنه وعلى نقيض المرات السابقة فإن اتفاق غزة هو الأكثر جدية والأكثر قناعة بدليل انطلاق المشاورات بين مختلف الفصائل الفلسطينية لتشكيل حكومة التوافق الوطني. وقال عبد الخالق، إنه سيتم الإعلان عن تشكيلتها قريبا، حيث ستوكل لها مهمة تنظيم الانتخابات الرئاسية والبرلمانية وتسيير الشؤون الداخلية للمواطن الفلسطيني، مع تأكيده أن الشأن السياسي والقرارات السياسية تبقى دائما من صلاحية منظمة التحرير الفلسطينية. وأكد السفير الفلسطيني في الأخير على أهمية إحياء مثل هذه المناسبات التي رغم ما حملته ولا تزال تحمله من آلام ومآس للشعب الفلسطيني فإن هذا الأخير يبقى متمسكا بهويته وبحقوقه، ويبقى دائما يتذكرها حتى لا ينسى أحد من أبنائه أرضه وارض آبائه وأجداده التي اغتصبتها عصابات صهيونية شرسة عام 1948، لتقيم دولتها "العبرية". في هدف أكد عبد الخالق، انه لن يتحقق مادام الفلسطينيون متمسكين بهذه الأرض ومستعدين دائما لدفع الثمن غاليا لعودة الأرض المغتصبة لأحضان أصحابها الحقيقيين. وأشار في هذا السياق إلى أن النكبة التي كانت لها تداعيات قاسية خاصة في تمزيق النسيج الاجتماعي الفلسطيني، وبقدر ما يتذكرها الفلسطينيون اليوم بألم شديد فهي أيضا مؤامرة يبقى كل فلسطيني على قناعة تامة بعدم نجاحها مهما طال الزمن.