وحده صدام حسين من غير رؤساء وملوك العرب ما يزال يحتل القلوب وما يزال في الوجدان العربي خاصة لدى الأجيال الجديدة التي تكن لهذا الرجل احتراما كبيرا، فصفحات التواصل الاجتماعي على الانترنت، لا تخلو من الترحم عليه والتذكير بخصاله في مناسبة وفي غير مناسبة، في الوقت الذي دخل حكام العرب من خليجهم إلى محيطهم مزبلة التاريخ أحياء وأموات، لقد اختار صدام حسين فعلا الموتة التي تليق به كزعيم، وربما كان عليه أن يموت في زمن أشباه الزعماء لأن هذا الزمن لا يقبل بالرجال، فقد ظهر أن الرجل من زمن غير الزمن الذي عاش فيه لهذا فإن وجوده كان متعارضا مع الواقع العربي فكان لا بد عليه أن ينتهي وما اروعها من نهاية، ففي الوقت الذي كان يعتقد الكثيرين من خصومه أن الرجل سيدخل مزبلة التاريخ بعد موته، وجدوا أنفسهم داخل هذه المزبلة دون أن يدروا وهم على قيد الحياة، ويدخل هو التاريخ من بابه الواسع حيا وميتا، وربما يتساءل البعض لماذا لا يستطيع زعمار العرب أن يكونوا نصف ما كان عليه الراحل صدام حسين، والجواب بسيط جدا، هو أن الرجولة والإباء والشهامة والشرف والشجاعة كلها خصال لها ثمنها، وزعماء العرب ليسوا مستعدين ليدفعوا الثمن، والثمن هو منصبهم وحياتهم، لقد مات صدام حسين ولكنه مات ليحي، ويحي غيره ليموتوا وشتان بين الحي والميت .