أجمع خبراء في مجال مكافحة الإرهاب، على أن الجانب القانوني وحده "غير كاف" لمحاربة الإرهاب بالمنطقة، مشيرين إلى ضرورة خلق و تفعيل مشاريع تنموية للنهوض بالمستوى المعيشي المتدهور لسكان المنطقة. الوفد الموريتاني:"يجب خلق مشاريع تنموية في المنطقة و تعزيزها" أكد الوفد الموريتاني مختار و لد سالم،على هامش الملتقى الذي تمحور حول " آليات محاربة التطرف" أن مكافحة الإرهاب المنتشر بالساحل الإفريقي لا يحدث إلا من منظور شمولي، في إشارة منه إلى أن الجانب القانوني و خص بالذكر "قانون تجريم دفع الفدية" التي بادرت به الجزائر، غير كاف لوحده أمام تقهقر الأوضاع المعيشية لأهالي المنطقة، الأمر الذي يدفع بالجماعات الإرهابية، استغلال ظروفهم الاجتماعية لتجنيدهم و دمجهم في صفوف هذه الجماعات، من خلال إغرائهم بالمبالغ المادية، معتبرا في ذات الحين أن الأصل القانوني مهم جدا، كمعتمد يمكن على أساسه إرساء مواد تضبط و تحدد هذه الظاهرة. و بما أن المنطقة لازالت تتخبط في مشاكلها الداخلية، ليس فقط في الحروب الأهلية و القبلية بين الطوائف و إنما حتى الجانب الاقتصادي المتدني، هذه العوامل الرئيسية أثارت لعاب الجماعات الإرهابية باستهدافهم السكان العامل على تقويته، و كحل لهذا الأمر، أكد مختار ولد سالم على أهمية وضع آليات تنموية تكون مكملة و متكاملة مع الترسانة القانونية التي أعدتها الجزائر بالتعاون مع دول الساحل الإفريقي، حتى تكون النظرة "شمولية" لا تقتصر فقط على الجزء القانوني جامعة بين الجانب السياسي، الأمني، الاجتماعي، الاقتصادي للتمكن من مكافحة هذه الجريمة، مشيرا إلى أن انعدام استراتيجيات التنمية في بلدان المنطقة هو عامل محفز للإرهابيين لتكثيف نشاطاتهم ومضاعفتها. سي عفيف: وزارات دول المنطقة تعمل على الحد من مشكل الفقر و البطالة قال عبد الحميد سي عفيف و هو رئيس لجنة الشؤون الخارجية و التعاون و الجالية بالمجلس الشعبي الوطني، أن الهلال الأحمر الجزائري و الجمعيات الوطنية الأخرى تعمل بقوة في منطقة الساحل الإفريقي من أجل دعم و مساندة سكانها، مؤكدا أن وزارة العمل بالتنسيق مع وزارة التضامن، تعملان على تسجيل مشاريع تنموية من شأنها أن تحد من مشكل الفقر و البطالة، و التكفل بحاجيات مواطني البلدان الأعضاء. و بناء على هذا قال سي عفيف أن الجانب التنموي ضروري و هو ما دفع هذه البلدان التباحث في آليات التنمية الاقتصادية من خلال تسجيل مشاريع لصالح هؤلاء السكان، باعتبار أن تدهور الأوضاع و الأزمات بالمنطقة أصبحت تشكل فضاء مريح للإرهاب و فرصة لتسجيل قوائم جديدة لإرهابيين جدد.