تطرق السيد عبد الله قصير المدير العام لقناة المنار اللبنانية في حوار خص به جريدة "المستقبل''الجزائرية إلى أهم التحديات التي تواجه الاعلاميين العرب لايصال قضايا شعوبهم إلى العالم وتبليغ سواء بالصورة والصوت أو عن طريق المكتوب حقيقة ما يجري في الساحة العربية والدولية من أحداث باحترافية ومهنية عالية في مواجهة التعتيم الاعلامي والسياسي عن المكتسبات والانجازات المحققة خصوصا في المجال الاعلامي في العالم العربي والاسلامي. المستقبل : برغم الحرب العدوانية التي دامت 33يوما وقصف مقر قناة المنار الا انك لم تتوقف عن اعطاء مقابلات صحفية لكل وسائل الاعلام. هل تحولتم من نقل الخبر الى الخبر بحد ذاته؟. المنار: اجريت 50 مقابلة ونحن تحت القصف باعتبار ان المنار في اثناء الحرب كانت في قلب الحدث وأنا قمت بنوع من أنواع التحدي بعدم إغلاق هاتفي الجوال بطريقة لجأت إليها وهي أن لا أحمله، وكنت أرد على الهاتف بعد دقائق من الاتصال بي، فتواصلي مع العالم الخارجي لم ينقطع إلا أني كنت متاوريا على الانظار ولا اظهر بصفة عادية لاني ببساطة كنت مستهدفا، وكنت ألبي أي مقابلة اعلامية بترتيب اجراءات امنية معينة. وكنا نعتبر هذا نوعا من انواع التحدي والانتصار على الواقع الذي يريد الاسرائيلي ان يفرضه علينا والذي يريد ان يقطع تواصلنا مع الاعلام الدولي، واعتقد بان هذا العمل الاعلامي المتمثل في 50 مقابلة صحفية على امتداد 33 يوما من الحرب كان له وقع كبير لايصال مظلومية المنار إلى العالم، وقد ذكر تحقيق لجنة فينغراد التي حققت في الهزيمة الاسرائيلة ان اسرائيل لم تهزم فقط عسكريا وسياسيا بل هزمت كذلك اعلاميا . المستقبل: قلت في أكثر من تصريح انك لم تتفاجأ لقصف مقر قناة المنار بقدر ما تفاجأت بصمت الجهات الاعلامية العربية واللبنانية وعاتبت حينها وزير الاعلام البناني غازي العريضي. المنار: لم أتفاجأ لانه كان هناك تواطؤ أمريكي إسرائيلي اوروبي منذ عام 2003 عندما اتخذ قرار محاكمة قناة المنار في فرنسا، وكانت محاكمة سياسية بثوب قانوني وهم أبلغونا في الكواليس وتحت الطاولة ان القضية سياسية ونحن فقط ادوات لتنفيذ هذا القرار، وهي صفقة ابرمت بين فرنسا والكيان الصهيوني في هذا الموضوع، ومن تلك اللحظة قرأنا ذلك بأنه بمثابة الضوء الاخضر لاسرائيل لتقوم باي عمل ضد المنار، وعندما أتى القرار الاخر في 2004، القرار الامريكي الذي صنف قناة المنار قناة ارهابية، أدركنا انه صك على بياض لإعطاء الاشارة لقصف قناة المنار من دون اي حاجز سياسي، لذالك نحن لم نتفاجأ وكنا مستعدين ومنه كانت إجراءاتنا احتياطية واحترازية منذ ذاك الوقت. المستقبل: لم تجبني عن موقفكم من صمت الاعلام العربي واللبناني؟ المنار: بالتاكيد كان مفاجئآ وكان لي عتاب ولوم كبيران على الاعلام العربي وعلى بعض وسائل الاعلام اللبنانية، حيث لم تكن ردة فعله واستنكاره لقصف المنار بشكل المطلوب والواضح، انما انا كنت اشعر أن هناك خسارة للاعلام العربي واللبناني في عدم تضامنه وليس خسارة فقط لقناة المنار، لان الاعلام اللبناني تحديدا تلقى ضربات بعد ان تلقت قناة المنار العديد من الضربات، ولعل قصف اعمدة الارسال والبث لقناة "ال بي سي" التي طالما كانت تعتبر نفسها خارجة موضوع الحرب ودائرة الاستهداف، فلم تسلم من العدوان الاسرائيلي، دليل على ضرورة التضامن بين وسائل الاعلام والاعلاميين عندما تواجه أي تحد من هذا النوع. المستقبل: ما ردك على من يقول إن قناة المنار ثكنة عسكرية بامتياز؟ المنار: (ضحك جدا) انه امر مضحك وغير واقعي وغير صحيح اطلاقا. هذه المنار بكل شفافيتها وبكل وضوحها، هذا المبنى لا يضم اي عسكري او شيء يرمز لواقع عسكري، وكل عملنا هو عمل مدني بحت وكل عملنا اعلامي وصحفي والنسبة الكبرى من عمال وموظفي قناة المنار هم خريجو كليات الاعلام وليس كليات عسكرية. المنار تدعم والمقاومة وتتبنى وتنتهج خط المقاومة في الصوت والصورة . المستقبل: أنتم شديدو الحساسية وتعتمدون مبدأ الغربلة والفلترة في محاولة الانضمام إليكم وحتى زيارتكم أو إقامة روبرتاج على اقسام قناتكم ما سر هذه الحساسية المفرطة. المنار: انت طلبت موعدا ولبي لك في أقل من 24 ساعة هل رأيت ما يقال عنا! المستقبل: (مقاطعا) ممكن لأني فقط جزائري!!! المنار: (ابتسم ) فهذا يدل على أن الكلام الذي يقال في هذا الامر غير صحيح وغير دقيق، وقد كنت اخبرتك أني أجريت 50مقابلة ونحن تحت القصف وكنت مستهدفا شخصيا ومع ذلك كنت ألبي الدعوات وعندنا هنا قسم يختص في دراسة مثل هذه الطلبات التي ذكرتها ونتجاوب معها إيجابيا . المستقبل: بعد نسف المقر انقطع البث دقيقتين لأسباب تقنية، وكان لديكم مخبأ سري للبث، هل هذا تم بتوجيهات وتعليمات وتدخل مباشر لسماحة السيد حسن نصر الله؟ المنار: سماحة السيد حسن نصر الله لا يتدخل في مثل هذه الامور التفصيلية والمنار هي مؤسسة من الناحية المالية والادارية مستقلة عن الحزب. المستقبل: (مقاطعا) لكن يا سيدي يملك حزب الله الاغلبية من أسهم قناة المنار أليس كذلك؟ المنار: صحيح يملك حزب الله 55 من اسهما، لكنها ادارة مستقلة لا تتلقى تعليمات " شولازم تعملو شو لازم تسوو او اعملو هيك او سوو هيك"، مجلس ادارتها هو من يقرر وكنت قد ذكرت لك قبل قليل ان مقاضاة القناة في فرنسا ثم التصنيف الامريكي لقناة المنار على انها قناة ارهابية، هو ما جعلنا نتخذ الاحتياطات وحتم علينا أن يكون لنا البديل في حالة قصفنا، ومنه كان هذا البديل جاهزا. صحيح لم يكن لنا المقدرة المالية الكافية التي تجهز هذا المكان بكامل التجهيزات المطلوبة لكن كان لدينا تجهيزات الحد الادنى التي تمنع التوقف وتجعلنا نستمر في البث. المستقبل: لكن عندي دليل يؤكد التدخل المباشر لحزب الله وهنا اعود بك لحرب تموز في اشتباك بين حزب الله ورتل من الجيش الاسرائيلي، اعلنت كل القنوات مقتل 40 جنديا إسرائيليا في حين أنتم أعلنتم مقتل 12 جنديا وعادت كل القنوات الى الرقم الذي اعلنتموه ما تفسيركم؟. المنار: هذا ليس تدخلا وإنما هو دلالة على تحري المصداقية عند المحررين في قناة المنار في غرفة الأخبار الذين اتصلوا بغرفة عملية المقاومة اثناء الحادثة وزودوهم بالمعلومات والارقام الدقيقة. المستقبل: (مقاطعا) ألا يعد هذا تدخلا صريحا وواضحا في صياغة الاخبار من طرف غرفة عمليات حزب الله لا غرفة الاخبارلقناة المنار؟. المنار: هذا ليس تدخلا. التدخل عندما يكون هناك تعليمة من الحزب بمعنى تعمل كذا أو لا تفعل كذا او عندما انت تكون على علاقة طيبة مع حزب الله وتتصل للتحري حول المعلومة الدقيقة ويعطونك إياها هذا وصول الى مصدر الخبر وهذه ميزة للمنار لديها علاقات خاصة مع حزب الله تستطيع أن تجلب معطيات ومعلومات دقيقة وسريعة ومؤكدة. المستقبل: اثناء حرب تموز حظي كل من غسان بن جدو من قناة الجزيرة اثناء الحرب، وبتول نعيم من قناة المنار ومريم بسام من تلفزيون الجديد بعد الحرب على مقابلة مع سماحة السيد حسن نصر الله هل هذا الانتقاء على أساس الولاء أم الكفاء؟. المنار: هي في الحقيقة كانت مدروسة هذه المسألة، وهي لفتة وفاء لصحفيين كان لهم دور مميز وخاص في اثناء الحرب، وأنا أتذكر كيف نزل غسان بن جدو الى شوارع الضاحية الجنوبية وبث برنامجه "حوار مفتوح" على المباشر وكان في لحظات من الخطر وكان ايضا دائما الى جانب المقاومة والشعب اللبناني في مواجهة العدوان الذي يتعرض له، وكانت هذه اللفتة وفاء من سماحة السيد حسن نصر الله له وهو اهلا لذلك، اما الاخت بتول نعيم فكانت المذيعة الوحيدة المصرة على أن تذيع الاخبار، وعندما شاهد سماحة السيد حسن نصر الله أنها المذيعة الوحيدة التي كانت أناء القصف تذيع الاخبار وبقيت مصرة، أراد أن يلتفت لها لفتة وفاء وتكريم. المستقبل: ألا يعد هذا دليلا على الولاء لا الكفاء؟ المنار: أبدا لا....غسان ليس منتسبا لحزب الله ولا علاقة له به، وبتول ايضا ليست عضوا في حزب الله او منتسبة له، والعاملون في قناة المنار على فكرة ليس بالضرورة أن يكونوا منتسبين لحزب الله. المستقبل: لنذهب الى الخلاف بين مصر وحزب الله اين وصل التراشق الاعلامي بين قناة المنار والقنوات المصرية على اثر اكتشاف خلية حزب الله في مصر. المنار: لم يكن هناك تراشق بين المنار والقنوات المصرية. والمنار تعاطت مع موضوع الازمة بين السلطات المصرية وحزب الله بمهنية عالية. نحن من القنوات التي اكتفت في هذا الموضوع تحديدا بما يقوله حزب الله وما تقوله السلطات مصرية. المستقبل: هل تم استضافة من يدافع على وجهة النظر المصرية وكيف عالجتم هذا الحدث من زاوية إعلامية وبالتحديد في إطار التحليل السياسي؟. المنار: نعم .. الحلقة الوحيدة التي تمت فيها المعالجة على مستوى التحليل السياسي وطرح الاراء كان فيها ثلاثة ضيوف، كان هناك النائب جمال عبد الفتاح من الحزب الحاكم المصري ومنتظر الزيات يدلي برأيه من ناحية القانونية، وهنا في الاستيديو كان أنيس النقاش وبالتالي كانت حلقة متوازنة وليست حلقة تقدم رأيا على حساب رأي آخر، ولم نعالج هذه القضية أو نتاولها بأي نوع من انواع الموقف او المزايدة ولم يكن هناك بيننا سجال. المستقبل: وكيف اذًا تعاملتم وتعاطيتم مع الهجمة الشرسة من وسائل الاعلام المصرية خاصة وبعض وسائل الاعلام العربية عامة على حزب الله؟. المنار: بتوصيفي للواقع وللحادث الذي وقع في الايام الماضية كانت هناك حملة اعلامية مصرية جيّش لها الكثير من وسائل الاعلام والفضائيات المصرية والعربية التي تتعاطف مع السلطات المصرية، لكن لم يكن في المقابل حملة اعلامية مضادة وانما كان هناك توضيح لموقف لا اكثر. المستقبل: حديث يدور حول امكانية إغلاق مكتبكم في القاهرة واستقالة مراسلكم هناك محمود بكري هل كان ذلك تحت وابل الضغوط ام تحت طائل الاغراءات. المنار: الاخ محمود بكري كان قبل هذا الحادث قد اعلمنا انه ينوي ترك قناة المنار للانتقال الى قناة الساعة المصرية التي تبث في مصر، واليوم كانت هنا فاطمة بن حوحو رئيس إدارة قناة الساعة وصرحت لي أنها هي من ضغطت على محمود حتى يترك قناة المنار وقالت له يا إما أن تكون هنا أو هناك، لا يجوز ان تظهر على شاشاتين، وقلت لها لك كامل الحق في ذلك وهذا الموضوع ليس له علاقة بالحادث الاخير ونحن اصلا ليس لدينا مكتب في القاهرة، ولكن عندنا مراسل في القاهرة وبعد أن ترك محمود بكري القناة نحن بصدد البحث عن مراسل بديل. المستقبل: السيد حسن نصر الله قال"لابد من اقتحام الجبهة المصرية بالصدور لفتح معبر رفح وعلى كل من يرتدي البزة العسكرية أن لا يستجيب لمسؤوله" ألا يعد هذا دعوة صريحة لقلب نظام الحكم في مصر؟. المنار: انا لا اعتقد أن تأويل كلام سماحة السيد حسن نصر الله في هذا الاتجاه هو تاويل دقيق او ناجح، لان كل ما قصده سماحة السيد حسن نصر الله أعاد توضيحه في خطاب اخر، هو لم يدع للتمرد او لقلب نظام الحكم وانما هي دعوة أخلاقية وانسانية بأنه كيف يمكن لعربي يرى ما يرى في غزة ولا تتحرك عواطفه أو يقول لمسؤوله متى يبقى المعبر مغلقا، وإلى متى لا تتحرك مشاعره. المسألة مسألة تحريك لعواطف الانسانية وليس فيها أي هدف سياسي أو أمني لا سمح الله. المستقبل: هل يعني أن كل ما قاله زلة لسان فقط؟؟ المنار: لا اعتقد انها زلة لسان لان سماحة السيد حسن نصر الله بقي مصر على موقفه. المستقبل: هناك الان الى حد ما هدوء لهذه الزوبعة الاعلامية والسياسية بين مصر وحزب الله هل هو الهدوء الذي يسبق العاصفة؟. المنار: بالاصل لم يكن هناك طرفان يتسجالان كان هناك طرف واحد يهجم على سماحة السيد نصر الله، عندما تحدث حول موضوع المعبر وهو موضوع طبيعي للحديث لفك الحصار على غزة، وهو إذا كان تحدث مع المصريين فلأن له ثقة وأملا في اخونه المصريين والعرب. هو لم يطلب من الاسرائيليين وإنما تكلم مع المصريين. المستقبل: هل افهم منك أن اعتراض نصر الله كان اعتراضا على الاداء وتسيير الازمة أثناء حرب على غزة؟. المنار: أكيد على الاداء وليس على الشعب او النظام، واعيد واكرر وأؤكد انه لم يكن هناك سجالا إعلاميا، كان هناك نوع من حملة اعلامية مصرية على حزب الله وشخص سماحة السيد حسن نصر الله، وبالمقابل لم تقابل هذه الهجمة بهجمة مضادة الا ما تعلق بتوضيح المواقف ليس الا، وهذا دليل على أن حزب الله وسماحة السيد حسن نصر الله لم يفكرا في يوم الايام في فتح جبهة او معركة مع السلطة المصرية او مع اي نظام او سلطة عربية، لذ لك اعتقد عندما توقفت الحملة وعندما شعر اصحابها انها لا تؤدي اي غرض يصب في مصلحة مصر او مصلحة فلسطين، اعتقد بان هذه الحملة في طور الانحصار والهدوء وخصوصا عندما تحول الملف الى الحيز القضائي ولم يعد هناك حاجة الى المزيد من الاثارة في هذا الموظوع. المستقبل: نعود لقناة المنار ماذا عن حرمانكم من القمر صناعي (هود بارد) ووصفكم بقناة إرهابية من طرف الولايات المتحدة الامريكية ومعاداة السامية من طرف الدولة الصهيونية؟. المنار: الموضوع كان سياسيا بحتا وبرغم أننا حرمنا من القمر الاوربي، لكن مازلنا موجودين على الاقمار العربية والقمر الاندونسي ووجودنا على الاقمار الصناعية الاربعة نحن نبث الان في كل من المنطقة العربية وشمال افريقيا وشرق اسيا واستراليا واندونسيا وكذلك على الجزء الاكبر من اوربا، لانا حرمنا من البث على القمر الاوربي وليس من البث في أوربا عبر الاقمار العربية ومنه نحن لم نحرم من المشاهدة في أوربا. المستقبل: روبرت مينار أمين عام "مراسلون بلا حدود" تجرأ وزار مقر قناة المنار اثناء الحرب بعد قصفها وفزع من هول التدمير، وقال" هذا يعد خرقا لاتفاقيات جنيف" ما تعليقكم على زيارته؟. المنار: هذا الرجل كان له لفتة خاصة للمنار اثناء الحرب وجاء من أوروبا فقط للتضامن مع قناة المنار وكان جريئا في تنقله الى موقع قناة المنار المقصوف وادلى بتصريحه من هناك، وهذا الرجل نذر حياته للدفاع عن الصحافة وحرية الصحافة وهو رجل يستحق الشكر والتقدير. المستقبل: لننتقل الى الملف اللبناني الداخلي وبالتحديد الحيز الاعلامي، وهنا أعرج على وجهة نظر خصومكم من القنوات بوصفكم قناة شيعية بامتياز وأنكم وقعتم في فخ المغالطة والتهويل والتضليل وتأجيج الطائفية والتحريض..... كيف ترد على هذه الاتهامات؟. المنار: في الحقيقة في الساحة اللبنانية لا يستطيع أحد أن ينكر أن وسائل الاعلام وبالتحديد القنوات السبع هي مصنفة سياسيا ثم مذهبيا وطائفيا، لا احد يستطيع ان ينكر ذالك وبالاصل أعطيت التراخيص بالطريقة اللبنانية المعروفة في توزيع الحصص بين الطوائف والقوى السياسية، فانا لا انكر بان القناة الارضية للمنار تمثل حزب الله وتمثل قوى المعارضة في لبنان، وهي تتبنى المذهب الشيعي في برامجها وحصصها الدينية، وهذا الامر طبيعي في لبنان، لان كل قناة لها لونها الخاص السياسي والمذهبي فقناة "أل بي سي" او "المستقبل" لكل منهما لونها السياسي والمذهبي. المستقبل: واين الشفافية والحياد والالتزام المهني في التعاطي الإعلامي؟ المنار: المهنية لا تعني اطلاقا ان لا تتبنى موقفا سياسيا في تعاطيك الاعلامي. المستقبل: هل يعني أنه لا يوجد إعلام مجاني أو "ببلاش"؟ المنار: لا لا "مافيه اعلام حيادي" في كل العالم لا يوجد اعلام حيادي، أنا اسالك هل تعتبر" سي ان ان" صادقة او حتى متوازنة في تعاطيها مع المواقف العربية . المستقبل: (مقاطعا) هل يعني رفض قناة "البي بي سي" نداء او بيان استغاثة غزة دليل على عدم الحيادية؟. المنار: نعم نعم... اين الحيادية هنا واين الحيادية في "سي ان ان " ولا توجد حيادية في اي وسيلة اعلامية. لا نختبىء وراء اصبعنا، كل وسيلة إعلامية لديها رسالة ولديها اهداف ولديها خلفية سياسية وقيمية تستند اليها في تعاطيها مع اي حدث من الاحداث، وما يميز قناة على أخرى طريقة المعالجة، عندما تتعاطى مع المعالجة بطريقة مهنية بمعنى ان تضيء على كامل جوانب الموضوع وتقدمه الى المستمع، ولو قدمت الموضوع برؤية سياسية فأنت تقوم بعملية مهنية، اما ان تقدم الموضوع في جانب من جوانبه فقط وتغفل الجوانب الاخرى او تضلل او تنحاز بتغيير الحقيقة او بقلب الحقائق او المغالطة فأنت هنا لست مهنيا، وعندما اقول إن لك قناة بلون سياسي ومذهبي، هذا لا يعني اطلاقا نزع صفة المهنية عن هذه القنوات بل يوجد تنافس مهني وان كان بنكهة اللبنانية، والكل يشهد حتى المنافسين والخصوم أن قناة المنار قناة مهنية. المستقبل: كيف كان موقفكم عندما تم الاعتداء على قناة المستقبل واقتحام مقر جريدة المستقبل التابعة للحريري عندما اصطدم الفريقان واشتبكا بالسلاح في وسط بيروت في ماي 7002 ؟ المنار: نحن اصدرنا بيان استنكار وتعاطف مع المستقبل وابدينا استعدادا لأي مساعدة تقنية أو مهنية. نحن نفصل بين موضوع الاختلاف السياسي وبين الزمالة المهنية، وبالتالي الزمالة المهنية تبقى راسخة وثابتة وبعيدة عن الاختلاف او الخلاف السياسي. المستقبل: هل سنشهد توأمة بينكم وإحدى القنوات اللبنانية. المنار: لا يحصل هذا، لان لبنان بلد التنوع: 18 طائفة في لبنان.... المستقبل: (مقاطعا) هل التوأمة ليست تنوعا؟ المنار: التوأمة ليست تنوعا، هي نوع من انواع الهولدينغ والهلدوينغ "تبعنا " هو الوطن!! المستقبل: خسائر المنار بعد الحرب قدرت ب:15مليون دولار فما هي المكاسب اذن؟ المنار: المكاسب كانت معنوية لان المنار كانت شريكة المقاومة في صناعة النصر العزيز والتاريخي، وقد ذكر تقرير فينوغراد أن إسرائيل هزمت عسكريا وإعلاميا واعترف العدو بذلك، وقدمنا هذا الانتصار الى العالم العربي والاسلامي بكل تفاصيله سواء من خلال الصمود الشعبي أو قصص الشهداء والمجاهدين وقصص المقاومين والملاحم البطولية التي صنعوها أو بعودة المهجرين الى قراهم أو بخطابات سماحة السيد نصر الله التي كنا نبثها مباشرا. المستقبل: هل أنت من أنصار النظرية التي مفادها أن الاعلام صار هو من يحسم المعركة على الارض؟. المنار: لا اعتقد ان الاعلام وصل الى مستوى يكون سلاحا حاسما. لا تستطيع ان تصنع او تحسم معركة في عمل اعلامي فقط. تستطيع ان تساند معركة بالعمل الاعلامي اما الفعل الاساسي يبقى للمجاهدين في الميدان. المستقبل: مسلسل (الشتات) الذي جلب لكم معاداة السامية عندما تم عرض حلقة من حلقاته تصور كيف يحتفل اليهود بعيد الفصح وكيف يصنعون فطائر من دم طفل مسلم بعد أن تم قتله كيف تعاملتم مع الضغوط لمنعكم من عرضه. المنار: هنا اريد ان اوضح ان مسلسل الشتات ليس انتاج المنار، هو انتاج سوري والمنار اشترت هذا الانتاج من شركة سورية وتم عرضه في شهر رمضان دون رقابة مسبقة، ولو كنا راقبناه مسبقا (وهذا دليل اننا لسنا متزمتين في الرقابة) او كنا نعلم ما في هذه الحلقة لما كنا عرضناه أو حذفنا هذا المشهد. المستقبل: (مقاطعا) كيف لم يتم مراقبته مسبقا، هل يعقل هذا في قناة تقول إنها تعتمد على المهنية والاحترافية؟. المنار: شركة سورية اعطتنا في الاول حلقات منه، رأيناه جيد فعرضناه، وصاروا يرسلون لنا الحلقات وراء بعض (كل يوم بيومه) فلم نكن نلحق على مراقبة الحلقات التي ترسل لنا وهنا وقع الخطأ، ولو كنا نعلم بالتحديد ما في هذه الحلقة لكنا حذفناه او لم نعرض هذه الحلقة أصلا، ونحن اعترفنا امام المحكمة في فرنسا أن هذا الامر وقعنا فيه بالخطأ ونحن مستعدون لاصلاح هذا الخطاء ولا نقدم على نشر مسلسل الشتات مرة اخرى اذا حصلنا على حقوق البث من جديد في القمر الصناعي (هود بارد). المستقبل: (مقاطعا) هذه العصا والجزرة سيدي وليست المهنية التي تحدثت عليها. المنار: بالتأكيد العصا والجزرة. نحن نعمل بقناعتنا وأخلاقياتنا وبضميرنا، لأن قرار منعنا من البث في اوربا كان قرار سياسيا بامتياز. المستقبل: هل استجبتم لقرار المحكمة الفرنسية وتوقفتم على عرض مسلسل. المنار: لم نوقف عرض المسلسل، ولكن لم نعد بثه مرة اخرى، لقناعة لدينا بانه ليس صحيحا أن نقدم نوعا من هذه الاعمال التي يفهم منها بانها موجهة لمعاداة دين معين لاننا نحترم الديانات السماوية . المستقبل: هولوكوست غزة، قناة العربية تصف الطفل الذي يجهز عليه الجندي الاسرائيلي بالقتيل، في حين قناة الجزيرة وقناة المنار تسميانه بالشهيد تعليكم؟. المنار: طرح هذا السؤال في الدورة 14 للجنة الاتحاد وبالتحديد كان النقاش حول هذه النقطة او هذا السؤال، وحاول مندوب قناة العربية الدفاع عن هذه النقطة بالذات بان قناة العربية لا تستطيع ان تبحث في المصطلحات او تغير في هذه المصطلحات في 30 ثانية، لان كل 30 ثانية هناك خبر جديد ولا يستطيع ان يدقق هذا شهيد او قتيل في 30 ثانية، وهو يريد أن يعطي الخبر فرد عليه مندوب قناة المنار بأن الشهيد لا يتغير وأن الشهيد يبقى شهيدا حتى بعد مئة سنة، والقتيل يبقى قتيلا ولو بعد مئة سنة، وبالتالي يجب أن نصل الى تصنيفات تليق بقيمنا ومشاعرنا وإعلامنا العربي. المستقبل: خديجة بن قنة وعبد القادر عياض الجزائريان وليلي شايب ومحمد كريشان التونسيان وهشام آل البرا وناصر عبد الصمد المغربيان نجوم قناة الجزيرة وأحد أهم كوادرها، ما تعليقك على هذه الكفاءات المنحدرة من المغرب العربي. المنار: هؤلاء فتحت أمامهم هذه الفرصة واستثمروها بشكل سريع والمغرب العربي ينتج طاقات إعلامية واعدة وجيدة ويضخ كوادر للاعلام العربي وأتمنى أن يكون لدينا مقدم اخبار لقناة المنار من الجزائر. المستقبل: (مقاطعا) أنتم قناة شيعية ولا ترضون من هم خارج هذا الاطار؟ المنار: القناة الارضية شيعية اما الفضائية فلا، وعندنا مقدم أخبار مغربي وآخر مصري وثالث فلسطيني، وعندنا خلف الكاميرا العراقي والسوداني وهم ليسوا شيعة. المستقبل: اظنها رشة ملح على طبخة فقط. المنار: ضحك....ليست كذلك نحن قناة مفتوحة ومتفتحة على الطاقات العربية والاسلامية ونؤمن بالتنوع واتمنى ان يكون بيننا جزائريون. المستقبل: نختم معك حوارنا على ذكرك كلمة الجزائريين ماذا تقول للمشاهد الجزائري المتابع لقناتكم؟. المنار: نعتز بزيارتكم الى لبنان عامة وقناة المنار خاصة، ونعتبر ان اهتمامكم وزيارتكم الى لبنان هو دليل الشعور القومي والعربي والاسلامي، وانكم إخوة نرتبط معكم برابطة الدين والدم والعروبة واللغة ورابطة القضايا والمصالح المشتركة وفي مقدمتها قضية فلسطين والمقاومة وقد نرتبط في هذه القضية تحديدا مع الجزائر لأنها بلد المليون ونصف المليون شهيد. واتمنى لكل أهل الجزائر المزيد من الوئام الداخلي والمزيد من الاستقرار والهدوء والمزيد ايضا من تحقيق الامنيات على المستوى التنموي والتطوير لهذا البلد العظيم والجميل. المستقبل: كلمتك لجريدة المستقبل ولوسائل الاعلام الجزائرية؟ المنار: زيارتكم تشعرنا بالاعتزاز وتشعرني بالتقدير لكل هذه العواطف والمشاعر النبيلة التي يكنها الصحفيون الجزائريون لقناة المنار . حاوره من بيروت: فاروق مازوزي
