شنت الأجهزة الأمنية بتبسة، منذ مطلع الأسبوع، حملة اعتقالات لتفكيك شبكات الدعم والإسناد، أو ما يطلق عليه بالخلايا النائمة بمناطق عقلة قساس وبجن وقنتيس، 80 كلم شمال غرب عاصمة الولاية. حسب المعلومات التي لم تتسرب من الجهات الرسمية، فإن عدد الموقوفين وصل إلى 60 عنصرا من مختلف الأعمار، من بينهم عضو سابق بأحد المجالس الشعبية البلدية. وجاءت هذه الضربة القوية التي وجهتها قوات الأمن، وعلى رأسها الجيش الوطني الشعبي، التي تعتبر من أكبر العمليات، على خلفية مقتل دركي ينحدر من ولاية الشلف، وجرح اثنين آخرين من مرافقيه، كانوا يوم 9 أفريل في مهمة نقل محاضر الفرز وصناديق الانتخابات من بلدية قنتيس إلى العقلة وباغتتهم مجموعة إرهابية مجهولة العدد، تنشط بالمنطقة بقذيفة ''أربيجي 7''، قبل أن تتحرك قوات الجيش والدرك في عملية تمشيط واسعة النطاق، تمكنت من خلالها من توقيف أخطر إرهابي بالمنطقة، وأقدم عنصر في المجموعة وهو ''خضراوي فريد '' البالغ من العمر35 سنة، المعروف باسم المونشو، المنحدر من منطقة العقلة، كان قد انظم للجماعات الإرهابية سنة 1994. وقد أدت اعترافات ''المونشو'' إلى توقيف شريك له، كان يخبئ بحوزته قطعة سلاح نوع كيلاشينكوف، وما يزيد عن 900 خرطوشة، كما مكّن تشديد الخناق على كل المسالك المؤدية لجبل الجرف وقنتيس ورأس العش، مصالح الأمن من تفكيك أكبر خلية دعم وإسناد، وجهت لأغلبية عناصرها عدة تهم ثقيلة، منها عدم التبليغ عن مجموعات إجرامية. وفي سياق متصل، تقوم قوات المدفعية التابعة للجيش منذ يومين، بدك مركز لمعاقل المجموعات الإرهابية بمناطق قنتيس ورأس العشن، وهي العملية التي لم تتأكد بعد حصيلتها الأولية. وعلى صعيد آخر؛ علم أن مصالح الدرك قد فتحت تحقيقا معمقا على خلفية انفجار اللغم الذي أودى مساء السبت الماضي، بمنطقة سكياس، 30 كلم جنوبي دائرة بئر العاتر، بحياة أحد أعيان مدينة بئر العاتر ''بوعمرة سليمان البالغ من العمر55 سنة، وإصابة ثلاثة آخرين بجروح خطيرة، من بينهم رئيس بلدية بئر العاتر، كانوا في رحلة صيد، ولا يستبعد أن يشمل التحقيق عناصر الحراسة القائمة على هذا أنبوب الغاز الدولي، العابر نحو تونس باتجاه إيطاليا، والذي عرف عملية تفجير سابقة خلال سنة 2003، بواسطة عبوة ناسفة من طرف مجموعة دموية تخريبية.
