نقول ونؤكد القول،أنه لو لم يكن لفرنسا ضد الشعب الجزائري إلا جريمة 8 ماي 1945 ،لكفاها لأن تدان وأن يقتص منها بعد أن تعتذر وتعوض الدولة الجزائرية وأهالي الضحايا ،بل وفوق ذلك أن تحارب وتقاتل ردا لكرامة ودماء الأبرياء الذين قضوا غدرا وغيلة،بل وأقول صادقا وإن اعتذرت فرنسا المجرمة على رؤوس الأشهاد وعوضتنا فلن يجزي ذلك مطلقا،لقد تجاوزت جريمتها جميع الخطوط الحمراء وفاقت كل الجرائم التي ارتكبت على مر الزمان،حتى أن أثارها مازالت بادية للعيان،ناهيك عن شواهد التاريخ التيتعد خير شاهد عن مجزرتها المروعة..؟ فلا يكفي فرنسا وأذنابها أن ندينها وأن نطالبها بالتعويض العادل والمنصف،وإنما أن تعتذر رسميا عما ارتكبت،فنذكر على الأقل وكعينة،ما أرتكب في حق أطفال مدرسة ابتدائية بهيليوبوليس في قالمة،الذين ذهبوا ضحية أحداث تقشعر لهولها الأبدان،حيث لم يكتف أحد المعلمين العنصريين المدعو "هونري غاريفي"والذي وثق فيه تلاميذه الأبرياء،الذي خرج بهم في نزهة مدرسة عادية،فأعدهم بدم بارد،بعد أن رتب لذلك مسبقا.. ! ولم يكتف بجريمة هذه،بل وأحرق جثثهم الطاهرة في أفران الجير (مرسال لافي) بالمنطقة انتقاما من الشعب الجزائري الذي طالب بالحرية في أعقاب الحرب العالمية الثانية،لقد كان حقيقة "هولوكوست" بامتياز قامت به فرنسا ضد الجزائريين الابرياء..! إنه ليس في عنق فرنسا هذه الجريمة النكراء فقط،ولكن في حقها ألاف الجرائم منذ أن وطئت أقدام عساكرها النجسة تراب أرض الجزائر المطهرة ،فهي لا تحصى كان آخرها ما أرتكبه جنودها خلال الثورة وعشية الاستقلال..! فكيف ننسى كل أولئك الشهداء وكيف نغفر لفرنسا جرائمها التي تعد تصفية وإبادة للجنس البشري،لقد عممت ذلك فكان كل جزائري يتعرض للتنكيل والقتل دون أدنى رحمة منها،ومن يقرأ تاريخ تلك المرحلة وما قبلها يدرك جليا وبوضوح مدى الحقد الدفين والمعلن الذي كانت تكنه فرنسا الصليبية لهذا الوطن والمواطن ومازالت تحمله..؟ مهما اعتذرت فرنسا وكانت بيننا وبينها علاقات وعوضتنا ملء الدنيا ذهبا،لا يمكن أن نطوي هذه الصفحة أو ننسى تلك الجرائم،إنها حقيقة جراح عميقة غائرة في قلب كل جزائري ومحفورة في الذاكرة الجماعية لأبناء هذا الوطن المفدى الذين ضحوا من أجله والذين لا يرضون عنه بديلا..؟! خليفة عقون