تشهد محطات البنزين بولاية خنشلة منذ أيام، طوابير شبه دائمة لطالبي التزويد بمادتي المازوت والبنزين، لتعلن بذلك عودة الأزمة مرة أخرى بعد فترة الهدنة التي فرضتها الانتخابات التشريعية. لازالت سيارات «هيليكس» و»اللوغان» بالإضافة إلى سيارات من نوع «بيجيو 505»، ترسم ديكور مشهد محطات البنزين بسبب الطوابير اليومية للتزود بمادة المازوت الموجَّهة للتهريب نحو الحدود التونسية الجزائرية، وهي الظاهرة التي عرفتها ولاية خنشلة منذ السنة الماضية. هذه الأزمة أثّرت على الفلاحين والناقلين في تعطّل أعمالهم على أساس الموسم الفلاحي بولاية خنشلة بدأ في الاستعداد له؛ إذ يقوم الفلاحون بإعداد خزّان لمادة المازوت بالمنطقة الجنوبية؛ قصد مواجهة أي طارئ أمام ظاهرة التهرب الذي يعرفه تراب الولاية، وقد بلغ في شهر أفريل الماضي أكثر من 7000 لتر، تم إحباط تهريبه نحو الحدود التونسية. وقد خلّفت عملية ندرة الوقود استياء كبيرا لدى أصحاب المركبات، الذين قضوا بالمحطة العمومية الوحيدة المفتوحة بطريق باتنة يوما كاملا تحت لهيب الشمس دون أن يتمكنوا من تزويد سياراتهم بالوقود، والتي سرعان ما نفدت بها الكمية الموجودة لتغلق أبوابها هي الأخرى أمام الزبائن، كما فعلت المحطات الأخرى، وهو الأمر الذي لم يجد له الفلاحون مخرجا من أزمة المازوت التي افتعلها مهربو هذه المادة الطاقوية، في ظل غياب الحلول الناجعة التي تضع حدا لهذه الظاهرة التي بدأت تستفحل وتفادي هؤلاء المهربين الحواجز الأمنية بشتى الطرق والأساليب، لتبقى معاناة سكان خنشلة متواصلة بسبب شبكات تهريب المازوت بالمنطقة.