استمرار جرائم العنف العرقي في البلاد لقي 23 شخصا مصرعهم فيما أعتبر نحو 300 آخرين في عداد المفقودين في هجوم شنّه مسلّحون على إحدى القرى وسط مالي. وذكرت السلطات المالية، في بيان رسمي أن مسلحين هاجموا قرية تقطنها قبائل تعود لعرقية “الفولاني” التي تمتهن الرعي وسط البلاد وقتلوا 23 شخصا فيما لا يزال مصير نحو 300 آخرين مجهولا. وأضاف البيان، أن قريتين تسكنهما عرقية “الفولاني” تعرضتا مساء الأحد الفارط لهجوم مماثل من قبل مسلحين من عرقية “الدوجون” دون أن يتم تحديد حصيلة المعارك، حيث يندرج الهجومين ضمن سلسلة الهجمات الدامية المتبادلة بين الرعاة والمزارعين التي أجّجها الوجود المتزايد للجماعات المسلحة بالمنطقة. هذا وأشارت السلطات المالية، إلى أن هذه الأحداث الدامية تأتي بعد ساعات قليلة من حادثة منفصلة وقعت بوسط مالي وقتل فيها 12 مدنيا، منهم رضيعين في انفجار حافلة عقب اصطدامها بلغم أرضي ما أسفر عن مقتل جميع ركابها. وكان مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية قد أعلن قبل أيام عن تصاعد العنف المسلّح في منطقة الساحل الإفريقي، ما أدى إلى مستويات غير مسبوقة من النزوح القسري وحالات الطوارئ الإنسانية في المنطقة. للإشارة، فإن الهجومات جاءت عقب قرار مجلس الأمن الدولي بالإجماع تمديد مهام بعثة الأممالمتحدة لحفظ السلام في دولة مالي “ميونيسما” لسنة أخرى، مع توسيع مهامها لتشمل حفظ الأمن والسلام في منطقة وسط مالي الذي يشهد منذ أشهر تصاعد أعمال العنف ذات الطابع العرقي بين قبائل “الفلاني” وقبائل “الدوغون” ما أدّى إلى مقتل مئات القتلى في صفوف المدنيين.