كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن الغرب هو أهم ممول للنشاط الإرهابي شمال مالي، حيث يتلقى الجهاديون أموالا طائلة من الفديات بشكل يساعد على التزود بالسلاح واتساع نفوذ هذه الجماعات، ونقلت الصحيفة عن عمر ولد حماها وهو قيادي سابق في جماعة أنصار الدين في أن العديد من دول الغرب تدفع مبالغ هائلة للجهاديين في شمال مالي، وأوضح أن جمع أموال ضخمة من الفدى تعد مصدر تمويل الجماعات الإرهابية ومصدرها الأساسي من الدول الغربية. وأشارت الصحيفة إلى أن عمليات الاختطاف تعتبر صناعة مربحة للمتطرفين في غرب إفريقيا، وتوفر لهم دخلا صافيا يقدر بعشرات الملايين من الدولارات خلال السنوات القليلة الماضية، وهو ما عزز سيطرتهم على شمال مالي وصعب بشكل كبير خطط حملة عسكرية بقيادة أفريقية لاستعادة الأراضي التي يسيطر عليها الإسلاميون. وأشارت الصحيفة إلى أن عددا محدودا فقط من الدول مثل أمريكا وبريطانيا والجزائر أعلنت رفضا قاطعا دفع أي فدية للإرهابيين، بينما باقي الدول الأوروبية لا يزال موقفها غامضا، وأنها تقوم بدفع المال لتحرير مواطنيها دون إعلان ذلك حيث إنه في فرنسا، فإن السلطات لم تعلن رسميا أو علانية حظر دفع الفدى. وذكرت الصحيفة أن المخاطر المباشرة التي يتعرض لها 10 أوروبيين و3 جزائريين لا يزالون محتجزين تتمثل على حد قول ولد حماها "إنه سيتم في أول غارة قطع رقابالضحايا وأن أي تدخل سوف يواجه بمقاومة كبيرة". وذكرت الصحيفة أن القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي حصلت على ما يقرب من 90 مليون دولار أو أكثر من الفدى خلال العقد الماضي، ما حولها إلى واحدة من أغنى وأكثر الجماعات المسلحة، وأوضحت أن مالي وجيرانها لا يزالون يهرولون من أجل تجميع جنودهم وأموالهم وخطتهم القابلة للتنفيذ من أجل إعادة السيطرة على الأرض التي خسروها. وفي الواقع فإن مالي التي من المفترض أن تقود الهجوم الدولي ضد الإسلاميين، ليس لديها حتى الآن حكومة مستقرة، مضيفة أن رئيس وزراء البلاد استقال بعد اعتقاله من قبل مجموعة من الجنود يوم غد الاثنين. وأضافت الصحيفة أنه مع مناقشة الأممالمتحدة خطط التدخل العسكري في شمال مالي، فإنه يبدو أن الجهاديين في الإقليم يعملون على اصطياد المزيد من الرهائن، وأنه منذ ثلاثة أسابيع مضت، تم اختطاف سائح فرنسي في مالي كما تم اختطاف خمسة عمال في المساعدات الإنسانية في النيجر في أكتوبر الماضي، وذلك بعد فترة هدوء مؤقتة استمرت لأشهر.