شركة سيرو-الشرق تستنزف المال العام وتتلاعب بالفواتير

تحايلت على عشرات العمال وشغّلتهم بدون عقود عمل

تحايلت شركة أشغال الطرق "سيرو-الشرق" على الحكومة، واستنزفت الملايير من المال العام، بتضخيم فواتير مواد البناء والعتاد الخاص بالمشروع لإنجاز منشآتين فنيتين بمفترق الطرق على الطريق الوطني رقم 80 باتجاه مدينة عين البيضاء بولاية أم البواقي.
وكشفت فواتير الشركة، بحوزة "السلام" نسخ منها، تضخيم أسعار وتكاليف اقتناء مواد البناء الخاصة بالمشروع المسجل برسم سنة 2012 ضمن المخطط الخماسي الثاني للتنمية 2010-2014 ، وبأرقام تتعدى ثلاثة أضعاف السعر الحقيقي لهذه السلع في السوق الوطنية، على غرار فاتورة الطلاء بمبلغ 278.885.60 دج خاصة ب41 دلوا، علما أن سعر الدلو الواحد في السوق العادية يبلغ 500 دج، ما يكشف بعملية حسابية بسيطة فجوة مالية فوارقها بالملايين، والأمر ذاته بالنسبة لفاتورة المواد البلاستيكية بمبلغ 7.974.195.87 دج، فضلا عن فاتورة الإسمنت المسلح التي بلغت قيمتها 270.172.64 دج، وهو مبلغ يكفي لتوفير كميات إسمنت مسلح كفيلة بتشييد عمارتين، في حين استنزف هذا المبلغ في بناء منشأتين فنيتين لم تستكمل أشغالهما بعد، هذا إلى جانب مبلغ فاتورة معدات التلحيم بمبلغ 348.276.90 دج، وهو مبلغ خصص حسب الفاتورة التي بين أيدينا لاقتناء 500 قرص حديدي للتقطيع، و144 سلك تلحيم.
وكشفت مصادر ل "السلام" من محيط مشروع شركة "سيرو-الشرق" بأم البواقي، استفحال تجاوزات الشركة وخرقها للقانون لدرجة توظيف حوالي 50 عاملا أغلبهم في اختصاص التلحيم والبناء دون عقود عمل، ما مكنها حسب المصادر ذاتها من طرد العشرات منهم تعسفا دون قبض رواتبهم، ما دفع هؤلاء العمال إلى الاحتجاج في الأشهر الأخيرة، دون جدوى.
وللشركة عدة علامات سوداء وتجاوزات سابقة شوهت سمعتها على غرار طردها سنة 2009 من طرف عمار غول وزير الأشغال العمومية آنذاك من مشروع شق الطريق الرابط بين قسنطينة وسكيكدة من الطريق السيار-شرق غرب، بسبب تجاوزها لمهلة الإنجاز المحددة.