بقلم: محمد العلي* هذا العنوان مقتبس من ابن خلدون؛ حيث ذكر في مقدمته: (الظلم مؤذن بخراب العمران)، ولو كان ابن خلدون يعيش في هذا القرن لذكر القاعدة الجديدة: الظلم مؤذن بتوسع الإرهاب. يتساءل كثير من الناس لماذا توسعت داعش والقاعدة؟ لماذا هذه الجموع الكبيرة من المسلمين تنضم إلى المنظمات الإرهابية؟؟ وهو سؤال منطقي، والجواب هو الظلم وراء هذا كله؛ الظلم الذي يقع في منطقتنا ظلم لم يقع في منطقة أخرى. ولنبدأ بالتفصيل، وأول ظلم نذكره الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني من دولة اليهود؛ فهذه قضية قديمة، وقد عانى الشعب الفلسطيني صنوف التعذيب والاضطهاد أمام سمع العالم وبصره، ولم يحرك شيئا. ثم ظلم آخر وقع في المنطقة هو ظلم المكون الشيعي لأهل السنة في العراق في عهد المالكي وبعده، وهذا يفسر انضمام العراقيين من أهل السنة إلى داعش؛ إذ وجدوا أنفسهم بين شيئين أحلاهما مرّ: إما أن يخضعوا للمالكي الطائفي، وإما أن ينضموا إلى داعش؛ فاختاروا الانضمام إلى داعش. وظلم آخر وقع في المنطقة؛ ظلم شعب عربي هو الشعب السوري؛ إذ ترك هذا الشعب وحده لظلم النظام السوري تحت القصف والبراميل المتفجرة ليلا ونهارا، ولم يصنع النظام الدولي شيئا لإنقاذه. وظلم في مصر، إذ ترك الشعب المصري لبطش الانقلابيين. وظلم وقع في اليمن. وظلمُ ...إلخ. إذن الظلم وراء ظهور الإرهاب وتوسعه في المنطقة؛ ويؤيد هذا ما صرح به رئيس وزراء فرنسا السابق دومينيك دو فيلبان حول هجمات باريس، حيث اتهم الغرب بصنع ما وصفه بالإرهاب الإسلامي. وقال إن تنظيم الدولة هو (الطفل الوحشي لتقلب وغطرسة السياسة الغربية)، معتبرا أن التدخل العسكري في أفغانستانوالعراق وليبيا ومالي ساهم في (تضاعف أعداد الجهاديين الإرهابيين الذين كانوا بضعة آلاف، وأصبحوا يعدون نحو ثلاثين ألف مقاتل). وصدق ابن خلدون في مقولته (الظلم مؤذن بخراب العمران)؛ فالظلم وراء عدم الاستقرار العالمي، وصدق الله ((فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا)) في قوله ((فكأين من قرية أهلكناها وهي ظالمة )). فالعدل شرط لاستقرار العالم ولاستقرار الدول، وهنا نتذكر كلمة شيخ الإسلام: إن الله ينصر الدولة العادلة ولو كانت كافرة، ويخذل الدولة الظالمة وإن كانت مسلمة. ولو ذهبنا نستعرض النصوص لطال الحديث، ولكن نقول إن الإسلام وضع شرطا للاستقرار العالمي والدولي وهو إقامة العدل.