التشويش يلاحق الجزيرة والعربية في خدمة القذافي

تباينت كيفيات التعامل الإعلامي مع الاحتجاجات الشعبية التي تهزّ في الأيّام الأخيرة عددا من الدول العربية، خاصّة ليبيا، اليمن والبحرين، وشكّلت الحالة الليبية علامة فارقة في المشهد الإعلامي· حيث تفاجأ المشاهد العربي بوقوف قناة العربية السعودية في صف العقيد معمّر القذافي بطريقة يمكن وصفها بالذكية رغم المجازر المرتكبة في حقّ الليبية، بينما آثرت "الجزيرة" أن تواصل فضح النظام الليبي وإدانة جرائمه، في الوقت الذي واصل فيه "التشويش" ملاحقتها·
وأدّى التشويش الذي تعرّضت له قناة "الجزيرة" الفضائية القطرية تزامنا مع تغطيتها المتميّزة والمثيرة للجدل للثورة الليبية واليمنية والبحرينية إلى انقطاع بثّ القناة المذكورة في العديد من البلدان، ومنها الجزائر، كما أدّى إلى انقطاع بثّ التلفزيون الأردني على القمر الفضائي مجدّدا كون تردّدات قناة "الجزيرة" والتلفزيون الأردني في باقة واحدة·
وتعرّض بثّ "الجزيرة" للتشويش عبر قمر "عرب سات" الذي يدار من السعودية وعلى قمر "نايل سات" الذي يدار من مصر، غير أن فنّيي "الجزيرة" حسب المسؤولين استطاعوا أن يتغلّبوا على التشويش، وأن يستحدثوا تردّدات جديدة نشروها على موقع "الجزيرة نت" الإلكتروني الذي تعرّض أيضا للتشويش أثناء الثورة المصرية· لكن التشويش الذي تتعرّض له "الجزيرة" ينعكس على جميع القنوات الموجودة على نفس "الباقة" مثل التلفزيون الأردني وقناة "اقرأ" الفضائية وغيرها من القنوات·
من جهتها، قالت "الجزيرة" إنها تجري تحقيقا لمعرفة مصدر التشويش والمسؤول عنه لملاحقته قضائيا· ومع تسارع وتيرة الأحداث في كلّ من اليمن، البحرين وليبيا لاحظ الجميع انقطاع بثّ "الجزيرة" والتشويش على تردّداتها، وتحديدا يوم الجمعة· وحسب القناة، فإنه "من الواضح أن بعض السلطات لا تريد أن تصل الصور المطالبة بالديموقراطية والإصلاح إلى الجمهور"· وذكرت القناة أنه إضافة إلى كون بثّها مقطوعا على قمر "نايل سات" المصري، فإن بثّها على قمري "عربسات" و"هوت بيرد" يتعرّض "لانقطاعات كثيرة، ما يجبر ملايين المشاهدين على تغيير تردّدات التقاط البثّ مرارا"· ومقابل حرص "الجزيرة" على نقل حقيقة ما يجري من مجازر في ليبيا، فإن بعض القنوات الأخرى تكتفي بنقل ما تقوله السلطات الليبية، وهو ما تفعله قناة العربية هذه الأيّام، من خلال حرصها على تجاهل الجرائم البشعة المرتكبة من طرف نظام القذافي بحقّ الشعب الليبي الشقيق، وكأن الأمر لا يتعلّق بشعب عربي ومسلم، وهو ما أثار استغراب المشاهدين وتساؤلاتهم·