رأت صحيفة "الفاينانشال تايمز" البريطانية أن العلاقات بين الأسرة الحاكمة وقطاع الأعمال والمؤسسة العسكرية جعل الجيش السوري مختلفا عن جيوش المنطقة. وقالت الصحيفة "إن المحللين يرون أن القبضة الحديدية التي مارسها العسكر في سوريا بما في ذلك استخدامهم للدبابات ضد المتظاهرين العزل، لعبت دورا حاسما إلى حد الآن في بقاء النظام السوري قائما في وجه حركة الاحتجاجات الشعبية". وتشير إلى أن الدبابات وناقلات الجند المدرعة قصفت مناطق سكنية في درعا وحمص وبانياس ودوما كما قُطع عنها الكهرباء والمياه مرارا عندما حاصر الجيش بؤر الاحتجاج. وتضيف "ولاء الجيش للنظام يعود جزئيا إلى علاقاته الوثيقة مع الأسرة الحاكمة إذ أن كبار القادة العسكريين وعناصر الأمن ينحدرون من أسرة الأسد وينتمون إلى الطائفة العلوية". وفقا لشبكة "بي بي سي". وتوضح الصحيفة قائلة: إن العلاقات بين الأسرة الحاكمة وقطاع الأعمال والمؤسسة العسكرية تجعل الجيش السوري مختلفا عن الجيوش الأخرى في المنطقة، فالجيوش في مصر وباكستان وتركيا يسيطر عليها ضباط محترفون ولهذا فإن تدخل الجيش المصري كان حاسما في تنحي الرئيس المصري السابق حسني مبارك عن السلطة". وتتابع "كبار ضباط الجيش السوري يشملون أخ الرئيس السوري ماهر الأسد المسؤول عن الفرقة الرابعة وهي العمود الفقري للجيش السوري. فيما يتولى صهر الرئيس السوري آصف شوكت منصب نائب رئيس الأركان كما يتولى ابن خالته حافظ مخلوف وابن خالته عاطف نجيب مناصب عسكرية رفيعة". ويقول محللون إن الروابط العائلية القوية ساعدت في الحفاظ على تماسك الجيش وعدم حصول انشقاقات كبيرة في صفوفه. وفي هذا الإطار، يقول تيمور يوكسيل وهو محلل في الشؤون الأمنية "قيادة الجيش تظل صلبة وموحدة وقوية". كما أن الجيش السوري تلقى تدريبات على ردع الجيوش الأجنبية وليس الاضطرابات الداخلية. وفي هذا السياق، يقول إلياس حنا وهو جنرال متقاعد ومحاضر أول في علم السياسة بالجامعة الأمريكية ببيروت "استخدام الدبابات يدخل في صلب ثقافة وعقلية النظام السوري واعتقاده بوجود مؤامرات خارجية".
