علمت »أخبار اليوم« من مصادر قضائية أن عميد قضاة التحقيق لدى محكمة سيدي امحمد، قد أمر بوضع مقتحم مقر رئاسة الجمهورية في 07 جوان المنصرم مستشفى الأمراض العقلية »فرانس فانون« بالبليدة، بعدما ثبت أنه لا يتمتع بكامل قواه العقلية، حيث أمر بانتفاء وجه الدعوى في حقه ليأتي هذا القرار ليضع حدا للشائعات والتأويلات المغلوطة التي تمّ تداولها بشأن هذا المختل عقليا الذي ينحدر من حي سوسطارة الشعبي، وهو يبلغ من العمر 45 سنة، أعزب وبدون مهنة، ولا علاقة له لا بالجماعات الإرهابية بل يعاني من الهوس، حيث ادعى صلته بالمهدي المنتظر، وتوجه إلى قصر المرادية على متن سيارة من نوع »أودي أ4« وهو يحمل معه قارورة ماء ادعى أنه سلمت له من حور العين حتى يشرب رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة ويتماثل للشفاء، فيتمكن بذلك، حسب إدعاءاته، من مواجهة نظيره المصري، حسني مبارك الذي كان قد أهان شهداء الثورة التحريرية المجيد، وهو الأمر الذي خلف حالة من الذعر وسط أحياء المرادية بعد تدخل حرس الرئاسة لمطاردة السيارة قرب ممر مؤدي إلى القصر ووضع حد للمغامرة وتوقيف السائق بعد عملية إطلاق نار مكثفة لم تؤد إلى إصابته. وأدى إطلاق الرصاص إلى انفجار مقدمة السيارة وتحطم غطاء محركها. وأشارت المصادر إلى أن الشاب »رفض التوقف وقام بدهم إحدى لافتات التمهل التي توضع عادة في الحواجز الأمنية، ما أدخل شكوكا لدى بعض عناصر البحث والتحري المنتشرين قرب الرئاسة بأنه محاولة لتنفيذ هجوم انتحاري، قبل أن يكمل المعني طريقه في وقت بدأ عناصر الحرس الجمهوري وعشرات رجال الأمن في إطلاق النار من كل صوب نحو السيارة المصفحة وتؤكد مصادرنا أن مصالح الأمن عند توقيفها لهذا المختل عقليا أخضعته للتحقيق لدى مختلف الأجهزة الأمنية، ليعرض على طبيب مختص في الأمراض العقلية تابع للأمن الوطني الذي أكد أنه يتمتع بكامل قواه العقلية ولا يعاني من أي اضطرابات نفسية، لتتم إحالته على العدالة للتحقيق، حيث أمر عميد قضاة التحقيق لدى محكمة سيدي امحمد بحبس المشتبه فيه على ذمة التحقيق، على أن ثبت أنه فعلا يعاني من اختلال عقلية استنادا لتقرير الخبير الطبي الذي تم تعيينه من قبل عميد قضاة التحقيق، ومنه استفاد المشتبه فيه بانتفاء وجه الدعوى قبل أن يتم وضعه بمصحة »فرانس فانون« بالبليدة.