المسيرة العالمية إلى غزّة مادلين.. صرخة مدوية لكسر الحصار في ظل أحداث مترامية وأوضاع دامية انطلقت من ميناء كاتانيا في جزيرة صقلية جنوبي إيطاليا الأحد الماضي الأول من جوان 2025 في رحلة تمتد لمسافة ألفي كيلومتر عبر البحر الأبيض المتوسط وتحمل على متنها 12 ناشطا من جنسيات متعددة يرافقهم سيرا على الأقدام ائتلاف من نقابات وحركات تضامن ومؤسسات حقوقية دولية من أكثر من 32 دولة الذين أطلقوا مبادرة المسيرة العالمية إلى غزة لدخول القطاع. توحّد هؤلاء وأولئك قناعة مشتركة بأنّ الشعب الفلسطيني يستحق نفس الحقوق والحرية والكرامة التي تتمتع بها شعوب العالم. بالإضافة إلى إمدادات طبية والدقيق والأرز وحليب الأطفال والحفاضات ومنتجات النظافة النسائية ومجموعات تحلية المياه والعكازات والأطراف الاصطناعية للأطفال. إتها سفينة مادلين التابعة لأسطول الحرية الذي تشكّل سنة 2010 هو حركة دولية غير عنفية للتضامن مع الفلسطينيين وتبحر مادلين هذه المرة في وقت تمر فيه غزة بكارثة إنسانية غير مسبوقة إذ تستمر حرب الإبادة الجماعية التي بدأتها إسرائيل في أكتوبر 2023 وسط استخدام التجويع كأداة قمع جماعي ومحاولات تهجير ممنهجة وتدمير شامل. وعلى الرغم من رمزية الموقف فإنها تمثل – بحد ذاتها – وصمة عار للأنظمة وحتى للشعوب العربية وإنها لرسالة كبيرة تعبر عن الشعور بالمسؤولية على مستوى الشعوب الحرة ودعوة للجميع لبذل الجهد الممكن ومحاولة عمل أي شيء لوقف هذه الجريمة بحق غزة وأهله ورسالة حب ودعم لغزة واحتجاج صارخ على صمت العالم خصوصًا دول الجوار التي لا تفصلها عن غزة سوى قرارات حاسمة لإدخال الطعام وأساسيات الحياة لأكثر من مليوني فلسطيني يتعرضون للإبادة في غزة.. ولا يسعني في هذا المقام إلا أن أُثمّن وأُحيّي موقف هؤلاء الرجال وأشدّ على أيدي أحرار العالم الذين يواصلون جهدهم لكسر الحصار عن غزّة ويا تاريخ الكون سجل.. ويا تاريخ الكون اشهد..