يبدو أن آفة القدم لم تعد تلاحق فقط فئة 200 دينار بل طالت في الآونة الأخيرة حتى فئتي 500 و1000 دينار تلك التي ظهرت ورقات منها في حالة يرثى لها، وعلى الرغم من اللائمة التي يسقطها الكل على المصالح المكلفة التي لم تتخذ قرارات عاجلة بإلغاء تلك الفئات التي وصلت إلى مراحل متقدمة من القدم إلا أن الجزء الكبير من المسؤولية يكون على عاتق المواطنين الذين يفتقدون لثقافة الحفاظ على الورقات النقدية المتداولة بين أياديهم بما ينعكس بالسلب على العملة الوطنية· وعلى الرغم من القدم الكبير الذي مس بصفة واسعة فئة 200 دينار إلا أن الفئات الأخرى هي ليست في منأى عن ذلك المصير المحتوم بعد أن ظهرت فئات من 500 و1000 دينار في نفس الحالة، بل ولحقها تمزيق أجزاء منها هي الأخرى بعد أن باتت الورقات النقدية منفذا للتعبير عن المكبوتات، بحيث طالتها الكتابات المتنوعة إلى جانب الطي المتكرر الذي يلحقها مما يؤدي إلى سهولة تمزقها، ونجد الاحتجاج في كم من مرة عن تلك الورقات القديمة المهترئة وما يقابلها هو غياب مسؤولية الكل في الحفاظ على الورقات النقدية وكأن الأمر لا يعنيهم بتاتا مما أدى إلى اتساع فجوة المشكل وكثرة الورقات القديمة أو تلك التي هي على وشك القدم على الرغم من أنه لم تمض سنوات كثيرة على إصدارها، إلا أن لامبالاة البعض أدت بها إلى ذلك المصير ونجد الكل في نفس الوقت يبينون انزعاجهم من تلك الورقات النقدية· في هذا الصدد اقتربنا من بعض المواطنين باعتبار أنهم المعنيون باستعمال تلك الفئات فبين الكل انزعاجهم من تداول تلك الفئات، وفي نفس الوقت رأوا أن المواطن يتحمل جزءا من مسؤولية ما آلت إليه تلك الأوراق خاصة وأن الكل يفتقدون لثقافة الحفاظ على الأوراق التي تقع بين أيديهم في ظل انعدام مسؤوليتهم· منهم الآنسة سمية التي قالت إنها تنزعج كثيرا للأوراق النقدية المهترئة خاصة وأنها تعمل على المحافظة على الأوراق التي بحوزتها وتذهب حتى إلى إلصاق أجزائها من باب تحمل المسؤولية، وقالت إنه كان على الكل التحلي بمسؤولية الحفاظ على الأوراق النقدية باعتبارها عملة وطنية لا تستحق إهمالها والعبث بها، حتى هناك من جعلها أوراقا للكتابة ناهيك عن حالة الأوراق المتسخة التي تشمئز لها الأنفس· أما الشاب جمال فقال إن المسؤولية الكبرى تقع على كاهل بعض التجار أو (الخضارين) على حد قوله الذين ساهموا بقسط كبير في اهتراء الأوراق النقدية من مختلف الفئات بعد مسكها بأياديهم التي تملأها الأتربة وحتى البلل مما أدى إلى قدم تلك الفئات النقدية، ولم يقتصر الأمر على ورقة 200 دينار بل لحق الاهتراء حتى فئات أخرى بدليل ظهورها في حالة متقدمة من القدم· وما لاحظناه أن التخريب طال حتى القطع النقدية بعد أن باتت تملأ بعضها الثقوب وحتى الاتساخ، بحيث صارت وعاء واسعا لتفريغ المكبوتات من طرف البعض بالنظر إلى انعدام مسؤولية الحفاظ على تلك الأوراق وصار التمزيق يلحق حتى الأوراق الجديدة مما زاد من فجوة المشكل وصارت العملة الوطنية هي الأخرى وعاء يجمع بين مختلف الفئات النقدية القديمة التي من شأنها المساس بقيمة العملة، فالتوعية هنا ضرورية للحفاظ والعناية بالعملة الوطنية·