أكد رئيس المجلس الشعبي لولاية الجزائر السيد كريم بنور أن الأشغال المتعلقة بالمخطط الاستراتيجي المتعلق بتسيير مدينة الجزائر العاصمة، قد عرف تقدما كبيرا وتطورا ملحوظا و لاسيما بعد اعتماد مشروع المدينة الذكية اقتداء بنماذج مدنا عصرية على غرار مدينة برشلونة ودبي و سنغافورة. وأضاف السيد بنور خلال يوم دراسي حول موضوع "استعمال تكنولوجيات الاتصال واللغات الحية في عصرنة تسيير المدينة" الذي شارك فيه خبراء جزائريون وإسبان أن هذا المخطط الاستراتيجي لتسيير مدينة الجزائر 2010-2029 الذي أمر بها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، قد عرف تقدما كبيرا بانجاز بعض الأشغال على غرار الواجهة البحرية للعاصمة "منتزه الاستقلال" الذي سيفتح للجمهور في أوائل شهر جوان المقبل". إن المخطط الاستراتيجي لتسيير مدينة الجزائر 2010-2029، سيتم عبر أربعة مراحل وتهدف المرحلة الأولى 2010 - 2014 بشكل أساسي إلى إعادة الاعتبار للواجهة البحرية للعاصمة من خلال عمليات تتعلق بإعادة الاعتبار للمركز التاريخي للعاصمة على غرار القصبة وتأهيل التوازنات الإيكولوجية وإعادة التهيئة الحضرية لبعض الأحياء المتواجدة حول كبريات التجهيزات العمومية و تجسيد مخطط للإنارة الحديثة و توسيع شبكة النقل الحضري الجماعي. أما بالنسبة للمرحلة الثانية (2015-2019) تخص هذه الأعمال إنجاز ميناء جديد في المياه العميقة ومواصلة أعمال تهيئة خليج الجزائر العاصمة و استرجاع فضاءات عقارية من القطاع الصناعي وتحويلها إلى استعمالات حضرية أخرى. أما بخصوص المرحلة الثالثة (2020-2024) فإن مواصلة عملية تهيئة خليج الجزائر العاصمة ستشمل المحور الأساسي للتطوير. وفيما يتعلق بالمرحلة الأخيرة (2025-2029) فإن المخطط الذي سطرته السلطات العمومية يطمح لجعل العاصمة "مدينة عالمية" سيما مع استكمال أشغال تهيئة خليج الجزائر و توسيع المدينة نحو الشرق. أما بخصوص اليوم الدراسي قال السيد بنور أن الهدف الرئيسي من هذا النشاط هو الاستفادة من خبرة المختصين الاسبان بخصوص مشروع المدينة الذكية ولاسيما أنهم طبقوا هذا المفهوم على مدينة برشولونة التي تشبه مدينة الجزائر من حيث موقعها. وسيسمح هذا اليوم الدراسي--يضيف السيد بنور-- للخبراء الجزائريين من الحصول على أجوبة سريعة لكافة تساؤلاتهم عن كيفية تسيير المدينة الذكية التي تكون قادرة على مواجهة كافة المخاطر ولاسيما عن طريق إشراك كل الفاعلين في ميدان التسيير الحضاري للمدينة بهدف تحسين الإطار المعيشي للمواطنين. وعن مفهوم المدينة الذكية قال المهندس المعماري ونائب رئيس بلدية حيدرة السيد بدعيدة سمير أنها تعني قابلية هذه المدينة على مواجهة الأخطار و استيعاب الكوارث والصدمات و تداركها وإيجاد حلول سريعة لها. وأوضح أن المدينة الذكية على غرار ما تم تحقيقه في برشلونة ودبي و سنغافورة تتسم بالمرونة والصمود و كذا قدرتها على امتصاص الأزمات و آثارها مع حلها والعودة إلى الحياة الطبيعية. وبعد عرض قدمه الخبير الاسباني السيد خوان كارلوس مونتيال، حول مدينة برشلونة وكيف تم تحويلها بداية من سنة 1992 إلى مدينة ذكية قال أن هذه المدينة تمت عصرنتها في إطار قواعد المرونة ولاسيما التنسيق المحكم بين مختلف المتعاملين في ميدان التسيير الحضاري. كما أكد أن المدينة الذكية تقتضي أن يكون هناك تعاون فعال بين المتعاملين والمسؤولين التقنيين مما يحقق عدة نتائج ايجابية منها إعطاء الأولوية للاستثمارات مع تشجيع المستثمرين وتقليص الأخطار وتحسين الخدمات و تقليص ميزانية عمليات التدخل و غيرها من النتائج الايجابية -يضيف المتحدث-.