كشف خبراء اقتصاديون عن تكبد الخزينة العمومية لخسائر فادحة من جراء التأخر في إنجاز وتسليم مشروع منفذ الطريق السريع الذي سيربط ميناء جنجن بولاية جيجل بالطريق السيار شرق غرب انطلاقا من بلدية العلمة بولاية سطيف.وقفز ملف الطريق السريع الذي يربط جيجل بالطريق السيار شرق غرب مجددا إلى الواجهة في ظل التأخر المسجل في إنجاز هذا الطريق الإستراتيجي من قبل المجمع الإيطالي « ريزاني» الذي أوقف الأشغال بهذا المحور في عدة مناسبات بسبب مشاكل التمويل رغم ضخ أكثر من 6 آلاف مليار سنتيم في حسابات هذا الأخير قبل أشهر فقط من أجل إعادة تحريك المشروع . وتحدث خبراء في الإقتصاد والمالية عن تكبد الخزينة العمومية لخسائر فادحة من جراء التأخر في تسليم هذا المشروع الذي رصد له غلاف مالي يقارب ملياري دولار أمريكي أو ما يعادل 20 ألف مليار سنتيم ، حيث يتحدث هؤلاء الخبراء عن ضرورة إعادة تقييم تكلفة هذا المشروع لاحقا في ظل التقارير التي تتحدث عن احتمال تضاعف قيمته المالية بما يعادل الخمسين بالمائة ما قد يكلف الخزينة العمومية خسارة صافية تتجاوز ال800 مليون دولار بل وقد تصل هذه الخسارة إلى نحو مليار دولار في حال الإستمرار في تعطيل المشروع وعدم تسليمه في الآجال الجديدة التي حددتها وزارة الأشغال العمومية والمحددة بأواخر سنة 2019 بعدما كان من المفروض أن يسلم المشروع سنة 2016 ، ولو أن كل المؤشرات توحي باستحالة تسليم المشروع في الآجال الجديدة التي حددتها الوزارة الوصية في ظل ما سمي بالتأخر الكبير في الإنجاز حيث لم تتعد النسبة الإجمالية للإنجاز الأربعين في المائة على مستوى الشطر المتواجد فوق تراب ولاية جيجل فيما لا تتجاوز هذه النسبة الثلاثين بالمائة أو أقل في بقية الأشطر الأخرى . ويشكل التضخم وتراجع قيمة الدينار مقابل العملات الأجنبية وتحديدا الدولار والأورو عاملان رئيسيان في الخسائر المسجلة والمتوقعة خلال الأشهر المقبلة ما يعد بمثابة ضربة موجعة للمشروع الذي تحول إلى لغز كبير والذي عقدت لأجله عشرات الإجتماعات على أعلى مستوى دون أن يرى النور بعد مرور أربع سنوات على مباشرة الأشغال به ما جعله يسلك نفس مسلك الطريق السيار شرق غرب الذي أعيد تقييم تكلفته المالية أكثر من مرة