قوجيل يستقبل رئيس الجمعية الوطنية للكونغو    بن مبارك يشيد بدور الإعلام الوطني    اللواء بن بيشة يُنوّه بدور الجزائر    دعوة إلى تعزيز التعاون في عدّة مجالات    تنصيب مدير عام جديد أشغال العمومية    إصلاحات سياسة التشغيل تجسّدت على أرض الواقع    ماذا بقي في رفح؟    فيلم فلسطيني يثير مشاعر الجمهور    وزير الاتّصال يكرّم إعلاميين بارزين    الجزائر تصنع 70 بالمائة من احتياجاتها الصيدلانية    في ملتقى افتتحه الأمين العام لوزارة الدفاع: تنويه بدور الجزائر في مواجهة التحديات الراهنة لإفريقيا    وزير الداخلية يؤكد من خنشلة: الرئيس يعمل على تغيير الأوضاع وتحصين البلاد    سطيف: حجز 383 غراما من الكوكايين و11 ألف قرص مهلوس    معرض المنتجات الجزائرية بنواكشوط : اتفاقية لتسويق المنتجات الجزائرية للتخصصات الكيمياوية بموريتانيا    رئيس الجمعية الوطنية لجمهورية الكونغو: الجزائر تشهد تطورا على كافة المستويات    وزير الاتصال محمد لعقاب من جامعة الوادي: الصحافة كانت مرافقة للثورة في المقاومة ضد الاستعمار    السفير الفلسطيني فايز أبوعيطة يؤكد: الجزائر تتصدر المعركة السياسية للاعتراف بالدولة الفلسطينية    زيدان يحدد موقفه النهائي من تدريب بايرن ميونخ    سريع الحروش ثالث النازلين: نجم هنشير تومغني رسميا في جهوي قسنطينة الأول    تعزيز المرافقة النفسية لذوي الاحتياجات الخاصة    "حماس" تبلغ الوسطاء القطريين والمصريين بالموافقة على مقترحهم بشأن وقف إطلاق النار في غزة    ضبط كل الإجراءات لضمان التكفل الأمثل بالحجاج    الحماية المدنية..عيون ساهرة وآذان صاغية لمواجهة أيّ طارئ    رفع الحجم الساعي للتربية البدنية السنة المقبلة    دعم السيادة الرقمية للجزائر وتحقيق استقلالها التكنولوجي    صادرات الجزائر من الإسمنت 747 مليون دولار في 2023    حقوقيون يدعّمون المعتقلين المناهضين للتطبيع    الشهداء الفلسطينيون عنوان للتحرّر    وفاة المدرب سيزار لويس مينوتي    النخبة الوطنية تنهي المنافسة في المركز الثالث    "هولسيم الجزائر" تركب ألواحا شمسة بموقع الإنتاج    تعاون أكاديمي بين جامعة الجزائر وجامعة أرجنتينية    تهيئة مباني جامعة وهران المصنفة ضمن التراث المحمي    "الطيارة الصفراء".. إحياء لذاكرة المرأة الجزائرية    50 مصمّمة تعرضن الأزياء الجزائرية.. هذا الخميس    سياسة التشغيل ضمن سياسات التنمية الشاملة في الجزائر    تفكيك خمس عصابات مكونة من 34 فردا    حجز 134 كيلوغرام من اللحوم فاسدة    مدرب سانت جيلواز يثني على عمورة ويدافع عنه    المرصد العربي لحقوق الإنسان: إجتياح جيش الإحتلال الصهيوني لرفح "جريمة بحق الإنسانية"    "حصى سيدي أحمد".. عندما تتحوّل الحصى إلى أسطورة    سيدي بلعباس.. رهان على إنجاح الإحصاء العام للفلاحة    بلبشير يبدي استعداده لتمديد بقائه على رأس الفريق    "نمط إستهلاكي يستهوي الجزائريين    بيتكوفيتش يأمل في عودة عطال قبل تربص جوان    الإطاحة بمروج المهلوسات    الصناعات الصيدلانية : الإنتاج المحلي يلبي أزيد من 70 بالمائة من الاحتياجات الوطنية    وزير الصحة يشرف على آخر لقاء لفائدة بعثة حج موسم 2024    دراجات/طواف الجزائر-2024/: عودة نادي مولودية الجزائر للمشاركة في المنافسة بعد غياب طويل    500 موقع للترويج لدعاية المخزن    بلمهدي يحثّ على الالتزام بالمرجعية الدينية    قدمها الدكتور جليد قادة بالمكتبة الوطنية..ندوة "سؤال العقل والتاريخ" ضمن منتدى الكتاب    تعريفات حول النقطة.. الألف.. والباء    الشريعة الإسلامية كانت سباقة أتاحت حرية التعبير    إذا بلغت الآجال منتهاها فإما إلى جنة وإما إلى نار    "الحق من ربك فلا تكن من الممترين"    «إن الحلال بيِّن وإن الحرام بيِّن…»    القابض على دينه وقت الفتن كالقابض على الجمر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الجيش المصري غير مسؤول عن القتلى لأنه كان في موقع الدفاع عن النفس
سفير مصر في الجزائر عز الدين فهمي في حديث ل ''صوت الأحرار''
نشر في صوت الأحرار يوم 21 - 08 - 2013

تطرق السفير المصري بالجزائر عز الدين فهمي في حديث خص به »صوت الأحرار«، إلى تطورات الوضع بمصر لا سيما بعد مقتل 26 جندي بسيناء وغيرها من الأحداث التي تسارعت بعد أن عرفت مصر أزمة أمنية خطيرة وقد حاول السفيرتشريح الوضع القائم من خلال تقديم شروحات كثيرة حول المشهد المصري، حيث أكد أن الجيش برئاسة الفريق السيسي لم يساهم أبدا في أي انقلاب وكل كما حدث بمصر هو دعم للإرادة الشعبية التي كانت تريد رحيل مرسي والإخوان عن الحكم بعد فشلهم في تجربة الحكم...بالنسبة للسفير، فإن الجناح المتطرف في جماعة الإخوان المسلمين هو من يتحمل مسؤولية الأرواح التي سقطت لان الجيش في نهاية المطاف كان في موقع المدافع الشرعي عن النفس.
ما هي أخر التطورات الأمنية بعد الأحداث التي عرفتها مصر جراء المواجهات التي كانت بين الجيش والمتظاهرين؟
● الوضع بدأ يتجه نحو التحسن وإن لم يكن في المستوى المطلوب، لكنه في طريقه إلى الاستقرار لأنه مازالت هناك جماعة من الجناح المتطرف للإخوان المسلمين، هذا الجناح الذي سعى إلى ترويع المواطنين وإزعاجهم بدعوته إلى إعادة نظام محمد مرسي، لكن الشعب المصري فصل في الأمر وعقارب الساعة لا تعود إلى الخلف، وفي اعتقادي فإن وسائل الإعلام المغرضة عملت على تزييف الحقائق.
ما حدث في مصر ليس انقلابا لان الجيش لم يستول على السلطة ولم يفرض حكمه على المدنيين ، لا اعتقالات ولا إقصاء للمعارضة، الجيش لم ينزل للشوارع، وكل ما حدث هو أن الجيش تدخل بعد إنذار ومهلة أسبوع منحها للرئيس السابق محمد مرسي والقوى السياسية لإيجاد حل، في اعتقادي، فإن الانقلاب يحدث في سرية وليس بهذه الطريقة، وما حدث في مصر هو أن الجيش تدخل بعد أن رأى بأن الأوضاع تسير نحو الاحتقان بعد أن رفض مرسي الانتخابات الرئاسية المبكرة، ولم يكن من الممكن أن نصبر لسنة أخرى على حكم مرسي لأننا لم نر أي انجاز يحسب له ولكنها وعود كاذبة، ناهيك عن الدستور الذي وضع في الليل، إقصاء للمرأة، محاولات لأخونة الدولة وتراجع لمكانة مصر وسياسية داخلية زادت من فقر المواطن المصري.
التدخل من طرف الجيش تم في منتهى وأرقى الصور الديمقراطية، ويضاف إلى ذلك أن شباب ''تمرد'' استشار الناس وجمع التوقيعات بكتابة الرقم القومي لكل شخص، حيث تم إحصاء 22 مليون توقيع، أعداد كبيرة نزلت إلى الشوارع في مظاهرات تجاوزت بكثير تلك التي دعت إلى إسقاط الرئيس الأسبق حسني مبارك. بعدها جاءت جمعة الغضب بداية من يوم 28 جوان الفارط برابعة العدوية عندما استبق الإخوان الأحداث وهددوا حينها بحرق مصر وتفجيرها وذبح الناس وغيرها من عبارات الترويع.
ألا تظنون أن ما حدث من انزلاقات ليس له مبرر بحكم أن الاعتصامات كانت سلمية في البداية؟
● لو كان اعتصام الإخوان سلميا لما لجؤوا فيه إلى تفتيش الناس، الجميع يعلم أنهم على اتصال مع تنظيمات القاعدة، الذين بدؤوا يدعمونهم بسيناء وهذا ما يعد بالفعل تهديدا للأمن القومي المصري خاصة مع تنامي ظاهرة تهريب الأسلحة من ليبيا ومن غزة وسقوطها في يد الجماعات المتطرفة من الإخوان المسلمين. هناك أسلحة ومتفجرات هي الآن في يد جماعات تقوم باعتداءات على غرار ما حدث في أحد السجون وكذا مقتل 26 جندي بسيناء وهم شباب مصريين ومتخرجين جدد، إلى جانب عمليات هنا وهناك من خلال إطلاق النار العشوائي بكبري 6 أكتوبر، هذا الوضع في رأيي غير مقبول وكان لا بد من فرض حظر التجول للتحكم في هذه الانزلاقات، وأذكر في هذا الموقف الصحفي والمصور اللذين قتلا خطا بعد أن ضاعفا سرعة السيارة التي كان على متنها أمام حاجز أمني ظنا منهم أنه حاجز مزيف، للأسف أمام هذه السرعة اضطرت قوات الأمن لإطلاق النيران الصديقة التي أودت بحياتهما في نهاية المطاف.
ويبقى أن الوضع في مصر مقلق ولكن الجيش سيبذل كل ما في وسعه لاسترجاع الأمن والاستقرار، كما أننا نوجه نداء إلى أنصار الإخوان المسلمين ليكونوا في مستوى الحدث وليعلموا أن أيادي الدولة المصرية ممدودة لمن ينبذون العنف، لأنه لا حوار مع العنف ولا مع من يلطخون أيديهم بدماء الأبرياء. نحن نريد التعاون مع الجميع في وطن واحد، الكل فيه سواسية أمام القانون، فيما تبقى حرية الرأي مكفولة للجميع، هدفنا بناء دولة ديمقراطية تساهم في استقرار كل المنطقة.
كيف تسارعت الأحداث لتصل إلى ذروتها في مواجهة ساخنة بين الجيش والمعتصمين؟
● عن عدد المعتصمين من جماعة الإخوان المسلمين الذين يدعون أنهم نزلوا إلى الشارع بمليونية لم يتجاوز في رابعة 200 ألف متظاهر و80 ألف بالنهضة، بما يعني سعة استيعاب ملعب لكرة القدم، الاعتصام بدأ يوم 28 جوان 2013 والجيش لم يبدأ بتقييد الإنذارات حتى تاريخ 14 جويلية، بما يعني انه أمهلهم مدة 47 يوم، خلال هذه المرحلة كان المختصمون يزعجون الأهالي فقد قاموا بتكسير حجارة الأرصفة والطرقات لرمي من يزعجهم بها، كما استولوا على سيارات البث الخارجي للاذعة المصرية والتي سخروها للبث الخاص بهم ولخدمة قناة الجزيرة التي كانت وراء تزوير الحقائق وكانوا يمنعون كل من يعارضهم من دخول المنطقة.
ووفقا لما تبين فقد تم تسجيل اختفاء لصحفيين ومواطنين بالعدوية والنهضة، إضافة إلى قتل أشخاص وتعذيب آخرين، كل هذه الممارسات التي اكتشفت فيما بعد، يضاف إليها أن الإخوان كانوا يلجؤون إلى البيوت المجاورة لاستعمال المطبخ ودورات المياه، عملية إزعاج شديدة، ميكروفونات في الليل والنهار وضجة كبيرة لسكان هذه الأحياء.
بعد تاريخ 14 جويلية قرر الجيش إمهالهم حتى نهاية شهر رمضان وانقضاء أيام العيد، معلنا في عديد المرات انه سيقدم على فض الاعتصامات القائمة، وبالفعل قام الجيش بذلك واصطحب معه مصورين وممثلين عن منظمات حقوقية حتى لا يتم افتراء أي إشاعات على تصرفات الجيش المصري، ولم تتم العملية إلا بعد أن تم استخراج أمر من النائب العام نتيجة شكاوى العديد من المواطنين.
وقد بدأت عملية فض الاعتصام بدعوة المعتصمين للخروج من هذه الأماكن، وعن طريق استعمال تقنية الرش بالمياه والغازات المسيلة للدموع بالنسبة للمعتصمين الذين رفضوا الخروج، لكن ما حدث هو أن الرد من طرف المعتصمين الذين كانوا يحملون أسلحة، كان بإطلاق النار على الجيش.
هناك من يرى أن الجيش الذي أطلق النار على المتظاهرين هو نفسه الآلة التي ضرب بها الرئيس الأسبق حسني مبارك؟
● بالعكس لا توجد أي مقارنة بين الجيشين، كما أن الجيش لم يبادر بالعنف لأنه استوعب أخطاء ثورة 25 يناير وسعى إلى تهدئة الأوضاع وعندما رد بإطلاق النار فذلك كان نتيجة اعتداءات الإخوان، وبالتالي فقد كان في موقع الدفاع الشرعي عن النفس.
نحن الآن أمام حصيلة ثقيلة من الخسائر البشرية وهي مرشحة للارتفاع أمام تدهور الوضع الأمني؟
● فلحد الساعة أحصينا مقتل 102 ضابط وجندي، وكذا 26 جندي بسيناء، إضافة إلى إحصاء ما يقارب 1200 قتيل في صفوف المدنيين وهي الأرقام التي يسعى جناح الإخوان المسلمين إلى تضخيمها. بعدها بدأ الاعتداء من طرف المتظاهرين على الكنائس، التمثيل بجثث الجنود المقتولين، ومثال ذلك ما فعلوه بجثة مأمور شرطة في قسم الكرداسة منذ 5 أيام، اقتحام قسم شرطة بأسوان عن طريق صورايخ »الأر بي جي« والتمثيل بجثة العساكر والضباط المقتولين.
لقد تم حرق ما لا يقل عن 26 كنيسة ودير وإتلاف ممتلكات الأقباط في مدن الصعيد، هدفهم الوحيد هو خلق حرب طائفية وإشعال نار الحرب الأهلية بمصر لجلب التدخل الدولي في الشأن المصري وتحويل مصر إلى سوريا وليبيا وهذا لن يكون لأن الفرق واضح بين الحالتين.
من المسؤول عن سقوط المئات من الأرواح سواء كان ذلك في صفوف المدنيين أو الجيش؟
● بطبيعة الحال فإن المسؤول عن ما يحدث من انزلاقات أمنية في مصر وسقوط للقتلى هم الإخوان المسلمون وعلى رأسهم الرئيس المخلوع محمد مرسي لأنهم لم يستجيبوا لنداء الجيش وخارطة الطريق التي وضعت بالتشاور مع كل القوى السياسية وحاولا التمسك بالحكم إلى أخر لحظة. إن تصريحات قيادات الإخوان المسلمين زادت من تأجيج الوضع، فعندما نرى صفوت الحجازي يقول، من يرش مرسي بالماء سنرشه بالدم، والشيخ برهان يقول سننفجر مصر. ناهيك عن إخراج أطفال من مراكز الأيتام التي تعهدها الإخوان المسلمون بالرعاية في وقت سابق، ومنحهم أكفان ليسيروا بها في الشوارع وكتب على ظهورهم، مشروع شهيد، أين اليونيسيف والمنظمات الحقوقية، عندما يستعمل الإخوان المسلمين النساء والأطفال كدروع بشرية في مظاهراتهم لمواجهة الجيش بوضعهم في الصفوف الأولى.
يبقى أن أصابع الاتهام موجهة مباشرة للفريق السيسي؟
● ما يجب أن يعلمه الجميع هو أن الفريق السيسي رجل مخلص ووطني ومعروف بنزاهته والدليل أنه سلم السلطة بعد عزل مرسي وليس لديه أي مطامع، ولوكان يرجو أي منصب لكان أعتمد وسائل أخرى. السيسي يقول بنفسه ليس لدي أي رغبة في السلطة ولن أترشح للحكم، وكل ما فعله كان للحفاظ على الأمن القومي لمصر، فقد عرض كل التقارير على مرسي عندما كان على رأس الدولة المصرية وأخطره في عديد المرات بتدهور الوضع والتهديدات المحدقة بالبلاد ونصحه بخطة من 7 بنود لكنه لم يستجب لذلك ورفضها.
وعليه فإن تدخل السيسي جاء لتفادي مجازر كانت ستحدث نتيجة الصدام بين مناصري مرسي ودعاة تنحي الرئيس السابق، إضافة إلى أن الجيش وقف دائما لدعم الإرادة الشعبية،في الوقت الذي لم يكن من الممكن فيه أن تضطلع بمثل هذه المهمة قوة مثل الشرطة التي ضعفت كثيرا في عهد مرسي الذي سعى إلى أخونتها والسيطرة عليها.
هل يمكن القول بأن مصر دخلت في مرحلة مكافحة الإرهاب؟
● بالفعل نحن في مرحلة الإرهاب، هناك تهديدات، سرقة ونهب، خروقات أمنية كبيرة، حيث أصبحنا نرى أعلاما للقاعدة مرفوعة في سيناء، وبالرغم من أن الجيش متحكم في الوضع إلى حد ما إلا أن هناك تطورات كثيرة تستدعي مزيد الوقت للتحكم في الوضع الأمني، خاصة وأن السلاح يدخل إلى التراب المصري من ليبيا ومن غزة، حاويات من الأسلحة كانت تدخل وتدفن مع الأموال في صحراء سيناء خلال فترة حكم الرئيس المخلوع محمد مرسي. كل ما يمكن قوله في هذا الباب هو أن الأزمة في انحصار قريب، لان الشعب المصري كله رافض لما يحدث وهو واعي بالتطورات الحاصلة ومستاء مما قام به الجناح المتطرف من الإخوان المسلمين، أنا أستبعد الدخول في حرب أهلية ولا أتصور الوصول إليها لان الإخوان المسلمين فقدوا شعبيتهم بعد أن اكتشف الجميع حقيقتهم.
ما مدى تأثير قرار اعتقال مرشد الإخوان المسلمين على الوضع الأمني بمصر؟
● توقيف مرشد الإخوان المسلمين كان نتيجة ما قام به من تحريض للمتظاهرين وترويع الآمنين، سيتم التحقيق في أمره والنظر في مدى تطابق التهم الموجهة إليه وسيحاكم محاكمة عادلة وعلنية وبحضور المنظمات الحقوقية وكل من يهمه الأمر، تماما كما فعلنا مع الرئيس المخلوع حسني مبارك.
هناك من يرى بأن البرادعي استقال من منطلق عدم قبوله تحمل مسؤولية الأرواح التي سقطت بمصر، ما تعليقكم على ذلك؟
● البرادعي ليست لديه رؤية واضحة، ولعل ما يؤخذ عليه هو ما يقوله البعض بأنه شارك في خطة الطريق مع الفريق السيسي وكان على دراية بمعاناة الناس وعلى علم بقرار فض الاعتصام وان ذلك لن يكون دون خسائر وبالتالي فإن استقالته كان من المفروض أن تقدم قبل الشروع في فض الاعتصام وليس بعدها، في اعتقادي استقالة البرادعي جاءت في وقت غير مناسب، كما أنها غير مبررة فالكل يعتب عليه.
استغلت بعض الدول ما يحدث في مصر لممارسة ضغوطات دولية والدعوة إلى التدخلات الأجنبية؟
● بعض الدول والمنظمات الحقوقية عبر العالم اختلفت مواقفها حول الشأن المصري نتيجة عدم فهمها للوضع القائم وحقيقة الوقائع، واغتنم
الفرصة مرة أخرى للتأكيد بأن ما حدث في مصر ليس انقلابا وإنما هي ثورة شعبية نتيجة فشل مرسي وجماعة الإخوان المسلمين، فهناك من الدول من تفهم الوضع وهناك دول أخرى تسعى إلى الضغط على مصر مثل فرنسا، بريطانيا وقطر وذلك من خلال إحالة الملف المصري للمناقشة على مستوى مجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان. وأنا من جهتي فإنني أؤكد بان ما يحدث في مصر شأن داخلي ولا يهدد في أي حال من الأحوال السلم والأمن الدوليين.
وماذا عن تعليق عضوية مصر على مستوى الاتحاد الإفريقي؟
● في اعتقادي أن ما تقرر من طرف الاتحاد الإفريقي بتعليق عضوية مصر تم بناء على معلومات مفادها أن ما حدث في مصر من تغيير غير دستوري وعليه علقت العضوية إلى حين استقرار الأوضاع ولكن ما غاب عن هؤلاء هو أن ما حدث في مصر هو تعبير حقيقي عن إرادة شعبها، هناك دول متربصة بمصر في الاتحاد الإفريقي على غرار ما قامت به دولة جنوب إفريقيا التي لم نتفهم إلى حد الآن موقفها، نحن لا نريد التشكيك في النوايا، لكن ما حدث هو أن الاتحاد اتخذ هذا القرار قبل أن يقوم بزيارة مصر، لأننا طلبنا منهم أن يوفدوا فريقا لمعاينة الأوضاع وبالفعل حدث ذلك لكن بعد اتخاذ قرار تعليق العضوية وقد التقى الوفد بمرسي وزار العدوية والنهضة.
ما هو تقييمكم للموقف الأمريكي والسعودي مما يحدث في مصر؟
● الموقف الأمريكي كان متذبذبا مثله مثل الاتحاد الأوربي ومن جهتنا نعمل على اطلاعهم بكل المستجدات، مع العلم أن أمريكا على دارية بكثير من التفاصيل بحكم إمكانياتها الاستخباراتية واللوجيستية، أما فيما يتعلق بالموقف السعودي، والإماراتي والكويتي فهو مقدر ومثمن للغاية، فهم مدركون لما يحدث بمصر وموقفهم جد متقدم، فهو نابع من إرادة الشعب المصري وهم ضد تدويل الأزمة المصرية. وبالمقابل ناسف لبعض المواقف السلبية لبعض الدول مثل تركيا، قطر وجنوب إفريقيا، وإيران والتي تسعى إلى تدويل القضية.
وهنا أؤكد بأن موقف الجزائر موقف مثمن، عاقل ومتزن، حيث أن الجزائر أصدرت بيانا تؤكد من خلاله احترامها لإرادة الشعب المصري وقدرته وعبقريته في معالجة الأمور بأقل الخسائر، الجزائر متفهمة للوضع إلى حد كبير وهذا ما لمسناه لدى المسؤولين الجزائريين على غرار وزير الخارجية مراد مدلسي الذي التقى بنائب وزير الخارجية المصرية، حيث قدم له هذا الأخير شروحات حول الوضع في مصر، ومن جهته مدلسي قال له أن الجزائر ستكون موضوعية في تناول الأزمة المصرية. ويجب أن نعلم في هذا السياق أن مصر والجزائر يمثلان إقليم الشمال بمجلس السلم والأمن الإفريقي وبعد تعليق عضوية مصر لم تبق إلا الجزائر التي نعتمد عليها لشرح الوضع بمصر على أمل أن يتم إلغاء قرار تعليق العضوية قريبا، وعليه يهمنا كثيرا التنسيق مع الجزائر.
هل تتخوفون من تكرار السيناريو الذي عاشته الجزائر في مرحلة التسعينات؟
الجزائر من أكثر الدول التي يمكنها الحديث عن تجربة مكافحة الإرهاب، لأنها دفعت دولة وشعبا الثمن غاليا خلال العشرية السوداء، أذكر في هذا المقام الدورة الأخيرة لمجلس السلم والأمن الإفريقي التي عقدت في شهر جوان الفارط بالجزائر، تحت عنوان المصالحة الجزائرية وكيفية الاستفادة منها لحل النزاعات بإفريقيا، هناك من يريد منديلا كقدوة لحل المشاكل الداخلية، لماذا لا نتكلم عن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة وما قام به من انجازات في هذا المجال.
إن الجزائر تعد نموذجا ومثلا في مكافحة الإرهاب وفي تحقيق مشروع المصالحة الوطنية ويمكن للمصريين أن يستفيدوا من هذه التجربة. الجيش المصري على اتصال دائم بنظيره الجزائري، ومن المؤكد أنه سيستفيد من خبرته في مكافحة الإرهاب، لكن كما
سبق وأن قلت فإن المصالحة بمصر لن تكون مع من حملوا السلاح وسفكوا الدماء ومات كان دون ذلك من اختلاف في الرأي فمرحبا بهم من أجل حوار يقوم على أساس وشروط نبذ العنف ورؤية واضحة للمستقبل وبناء الدولة المصرية.
وعليه كيف تتصورون معالم المرحلة المقبلة في مصر؟
● في رأيي، فإن خطة الطريق التي وضعها الفريق السيسي متواصلة والقافلة تسير والوجهة واضحة، تلك الوجهة التي اتفقت عليها كل القوى السياسية بمصر وكذا حركة ''تمرد'' وسنذهب نحو تعديل الدستور ومن ثم الانتخابات التشريعية والرئاسية، كما سنبقي في المرحلة الراهنة على حظر التجول إلى أن تستقر الأمور، هي مرحلة انتقالية من 6 إلى 9 أشهر.
هل تتوقعون حقيقة إطلاق سراح الرئيس المخلوع حسني مبارك؟
● أشك في إطلاق سراح حسني مبارك، لأن تبرئته تمت في قضية واحدة من أصل 7 أو ثماني قضايا أخرى، وحتى لو تم ذلك فإن الطرف المدني سيستأنف.
كلمة أخيرة سعادة السفير؟
● مصر دولة هامة وكبيرة ومحورية ولديها من القدرات لما يؤهلها للقيام بدورها لتنمية شعبها وإفريقيا ككل ولديها دور هام على مستوى الدول النامية، لديها صوت مسموع في العالم، معروفة بحضارتها الفرعونية عبر العالم، صحيح أننا نمر بفترة صعبة ولكننا نأمل أن نتجاوزها كما نرجو من الأصدقاء والأشقاء أن يقفوا معنا في هذه المحنة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.