تعرف مصالح رعاية الطفولة والأمومة بالعاصمة وعدد من الولايات ندرة حادة في بعض اللقاحات الخاصة بالرضع، خاصة اللقاح الخاص بالكزاز والسعال الديكي، ما خلق تخوفا وهلعا وسط الأمهات من إصابة مواليدهن بمختلف الأمراض· وحسب بعض المواطنين الذين نقلوا انشغالاتهم ل ''الفجر''، فإن سيناريو ندرة اللقاح يتكرر في كل مرة، ما يجعلهم يتنقلون بين مختلف العيادات دون أن يتلقى أطفالهم التلقيح· وهذا شأن السيد زهير، الذي أكد لنا أنه تأخر عن تلقيح ابنته البالغة من العمر ثلاثة أشهر قرابة الشهر، مشيرا إلى أن اللقاح منعدم في بلدية حجوط بتيبازة وزرالدة بالعاصمة، ما أثار تخوفه من تعرض صحة ابنته إلى مضاعفات إن لم تلقح· وأشارت السيدة (حياة· م) القاطنة ببلدية عين البنيان بالعاصمة إلى أن ابنها خضع لتلقيح ال18 شهرا بعد بلوغه شهره ال،20 موضحة أنها تنقلت إلى مصلحة رعاية الطفولة والأمومة التابعة للبلدية التي تسكن فيها بغرض تلقيح ابنها عندما بلغ 18 شهرا ''إلا أنني اضطررت إلى العودة بأدراجي بسبب غياب اللقاح، وأعطي لي موعد آخر، لكن عمر ابني كان قد تعدى 20 شهرا''· كما أن معظم الحالات التي وقفنا عليها تأخرت عن موعد تطعيمها بشهر تقريبا، ما يرفع احتمال إصابتها بالكزاز وبقية الأمراض الأخرى التي يحول التطعيم دون الإصابة بها· وفي اتصال برئيس نقابة شبه الطبي، غاشي الوناس، أكد لنا أن ندرة اللقاح غير مطروح في كل المؤسسات الاستشفائية، وأرجع ندرته في بعضها إلى سوء التسيير ''إذ أن العديد من العيادات لا تطلب الكمية الكافية من اللقاح الذي يسد حاجياتها، ما يجعلها تقع في مشكل الندرة في الكثير من الأحيان''· وحسب بعض الممرضات، فإن هذا المشكل يخلق في الكثير من الأحيان مناوشات بين العاملين في المؤسسات الصحية المكلفة بالتلقيح وبين قاصديها ممن يريدون تلقيح صغارهم الذين يتراوح عمرهم ما بين ثلاثة إلى ستة أشهر، مشيرة إلى أنهم يضطرون في الكثير من الأحيان إلى توجيههم إلى مصالح أخرى لتجنب تعطيل إجراء اللقاح ما قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على صحة الطفل·