أكدت منظمة الأغذية والزراعة ”فاو”، تراجع واردات الجزائر من الحبوب خلال السبعة أشهر الأولى من السنة الجارية، بنسبة تناهز 3.2 بالمائة مرجعة الأسباب إلى زيادة الإنتاج المحلي، وهي النسبة التي تخالف تصريحات وزير الفلاحة والتنمية الريفية رشيد بن عيسى. كشفت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، في تقريرها الأخير الذي نشرته الوكالة الألمانية للأخبار ”بلومبرغ”، أمس، أن واردات الجزائر من الحبوب على استعداد للتراجع بنسبة 3.2 في المائة في الموسم الحالي بعد زيادة الإنتاج المحلي مرجعة السبب إلى إستراتيجية الحكومة الناجعة في إطار تحديث القطاع الزراعي وإعطاءه أهمية لتحقيق الأمن الغذائي، حيث تبنت الحكومة خلال السنوات الأخيرة سياسة زراعية جديدة مبنية على إعطاء أهمية للقطاع الزراعي عن طريق تجديد السياسات الزراعية والريفية، والتي تركز على تحسين الإدارة في القطاع الزراعي، وتطوير الأنظمة أكثر فعالية والتشجيع على استخدام التكنولوجيا والممارسات الحديثة. وأظهر التقرير أن إجمالي شحنات الحبوب المستوردة قد تنخفض إلى 8.96 مليون طن متري من الحبوب في موسم 2013 و2014 بدأ من الفاتح جويلية المنصرم، في حين بلغت 9.26 مليون طن متري في عام 2012، وبلغ متوسط الواردات الجزائرية من القمح حوالي 6 مليون طن في السنوات الخمس الماضية، أي حوالي 70 في المائة من الاستهلاك المحلي. وقالت ”الفاو” أن الحصاد الوطني من الحبوب قد يزيد هذا العام بنسبة 9.1 في المائة مقارنة بالسنة الفارطة ليبلغ حوالي 5.47 مليون طن متري، مرجعة هذه الزيادة إلى الأمطار الربيعية التي أتت أكلها في العديد من المناطق وكذا درجات الحرارة المعتدلة في المناطق الغربية للبلاد، وفقا للتقرير بلغ هذا العام زيادة الإنتاج حوالي 27 في المائة من المتوسط خلال السنوات الخمس السابقة، ويشمل 3.6 مليون طن من القمح و1.75 مليون طن من الشعير. ومن جهة أخرى فإن التسهيلات التي قدمتها الحكومة للفلاحين ساهمت في زيادة الإنتاج المتمثلة على وجه خاص في القروض بدون فوائد، ودعم المدخلات الزراعية، تأجير المعدات وبرنامج تجديد الريفية لتنشيط المناطق الريفية من البلاد، حسب ذات التقرير. وقالت منظمة الأغذية والزراعة أن إنتاج الحبوب العالي أثار القلق بشأن عدم كفاية طاقة التخزين المحلية، ومن جهتها قالت الحكومة شهر نوفمبر المنصرم أنها تعتزم زيادة طاقتها لتبلغ 1 مليون طن متري، وقعت الشهر الماضي على اتفاقية مشروع مشترك يهدف إلى بناء 30 صوامع الصلب، وفقا للتقرير. في حين توقع وزير الفلاحة والتنمية الريفية رشيد بن عيسى، الأسبوع الماضي، أن تصل واردات الجزائر من الحبوب إلى 2.2 مليار دولار بنهاية العام الجاري، وكانت واردات الجزائر من القمح بلغت 1.39 مليار دولار خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري، مقابل 1.16 مليار دولار لنفس الفترة المرجعية من العام الماضي، مرجحا أن يصل إنتاج الجزائر من الحبوب العام الجاري إلى 50 مليون قنطار مقابل 52 مليون قنطار العام الماضي، وهذا ما يتناقض مع تقرير منظمة الاغذية والزراعة.