نجحت السعودية في رفع أسعار البترول إلى نحو 60 دولارا للبرميل، بعد أن بلغت الشهر الماضي 45 دولارا، فيما لم تعط التحركات الجزائرية والفنزويلية أكلها وباءت بالفشل. ذكر تحليل نشرته وكالة ”رويترز”، أن السعودية، كأكبر منتجي النفط في مُنظمة أكبر منتجي النفط في منظمة أوبك، أثبتت صحة موقفها بعد أن بدأت الاستراتيجية القائمة على السماح بإغراق الأسواق بالنفط تأتيبثمارها. وبعد أن أدت وفرة من المعروض النفطي في الأسواق العالمية إلى تهاوي الأسعار بنسبة 60 في المائة بين جوان 2014 جانفي 2015، بدأت المؤشرات تظهر على أن منافسي أوبك ومنهم الشركات المنتجة في أمريكا الشمالية سيضطرون إلى تقليص إنتاجهم من الحقول مرتفعة التكاليف. فيما لم تنجح التحركات التي باشرتها الجزائر مع الدول المنتجة للنفط بما فيها البلدان غير الأعضاء بمنظمة ”الأوبك” من أجل الوصول إلى أرضية توافقية من شأنها الحد من انهيار أسعار النفط، حيث كلف الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، رئيس الوزراء عبد المالك سلال بتسليم رسائل خطية لرؤساء الدول الأعضاء بجمعية منتجي البترول الأفارقة، من أجل التشاور جراء الانخفاض المذهل لأسعار النفط، ويتعلق الأمر بنيجيريا والغابون وأنغولا والكونغو وغينينا الغستوائية. كما وجه الرئيس رسالة إلى نظيره الأذربيجاني مؤكدا على ضرورة التشاور بين الدول المنتجة الأعضاء وغير الأعضاء فى ”الأوبك”. كما بعث برسالة إلى ملك السعودية. وبعد مرور شهرين من العام الجديد ارتفعت أسعار النفط إلى نحو 60 دولارا للبرميل بعد أن بلغت الشهر الماضي 45 دولارا، أي أن وتيرة الارتفاع أسرع مما كانت السعودية تأمل عندما أقنعت شركاءها في منظمة أوبك، في نوفمبر الماضي، بعدم خفض الإنتاج للدفاع عن حصتها من السوق في مواجهة النفط الصخري وغيره من الموارد النفطية. ويتوقع وزير البترول السعودي علي النعيمي نمو الطلب على البترول وأن تظل الأسواق هادئة. وقال ياسر الجندي من شركة ”ميدلي جلوبال أدفايزورز” للاستشارات الاقتصادية ”السعوديون يقولون... انظروا كل شيء يحدث مثلما أردنا. فالآخرون يخفضون الإنفاق الاستثماري ونمو الإنتاج يتباطأ كما أن الأسعار المنخفضة تحفز الطلب”. وأضاف ”قد يتعين أن يكون السعر 60 دولارا للسماح بتصور معقول للعرض والطلب. وهذا لا يعني بالطبع أنه لا يمكننا مؤقتا النزول إلى 40 دولار أو الصعود إلى 80 دولارا في ظل ظروف بعينها”. ومن جهته، يرى مستشار أمن الإمدادات بوكالة الطاقة السويدية، سامويل سيشوك، أن النعيمي يدعو إلى الهدوء كمؤشر عن رضاه عن الأسعار الحالية، مضيفا ”هذا يعني أنه يريد أن تكون الأسعار بالتقريب عند مستواها الحالي أو أقل بعض الشيء”. وليس من المتوقع أن يبدأ نمو إنتاج النفط الصخري في الولاياتالمتحدة في التباطؤ قبل النصف الثاني من العام الجاري. وهذا يعني تسارع وتيرة نمو المخزون العالمي وهو الأمر الذي قد يفرض مزيدا من الضغوط على أسعار النفط. ومع ذلك فقد يمثل بقاء أسعار النفط دون 60 دولارا للبرميل لفترة طويلة مشكلة حتى للسعودية نفسها، إلى جانب الدول الأعضاء في أوبك الأقل ثراء وأعضاء المنظمة من أصحاب المواقف المتشددة فنزويلاوالجزائر وإيران. وقال أوليفييه جاكوب من بتروماتريكس للاستشارات: ”من العوامل المجهولة المحادثات النووية بين الغرب وإيران التي قد تؤدي إلى تخفيف العقوبات على الجمهورية الإسلامية، واحتمال إضافة ما يصل إلى مليون برميل يوميا إلى المعروض النفطي في الأسواق”. وقال جاكوب ”أي صفقة نووية ستعيد فتح أبواب التكهنات بشأن دور أوبك ومكانها في سوق النفط الحالية”.