يواصل المغرب سياسة سباق التسلح مع الجزائر التي تواجه تهديدات مختلفة مقارنة مع المغرب، بحكم موقعها مع مالي وليبيا، حيث يعتزم اقتناء غواصة حربية متطورة من روسيا، بغرض خلق توازن عسكري بغرب المتوسط، مع ثلاثة بلدان أهمها الجزائر فضلا عن فرنسا وإسبانيا. وقال خبراء عسكريون مغاربة إن الغواصة التي يعتزم المغرب اقتناءها من روسيا، هي من صنف ”أمور-1650”، تحمل صواريخ مضادة للغواصات والبوارج الحربية وبعض الأهداف العسكرية الأخرى، بهدف تقوية السياسة الدفاعية وضمان الملاحة البحرية. وقال عبد الرحمن مكاوي، الخبير المغربي في الشؤون العسكرية والاستراتيجية، إن المغرب عمل على بناء قاعدة بحرية عسكرية لخلق توازن مع 3 قواعد مهمة بالمنطقة توجد في كل من الجزائر وإسبانيا وفرنسا، ”غير أن امتلاك الجزائر لقاعدة بحرية مهمة أزعج المغرب وجعله ينخرط في هذا المجال لبلوغ نفس الهدف على غرار سباق التسلح الذي يقوم به في المجالين البري والجوي، مع وجود اختلاف كبير في أهداف كل بلد، إذ تبني الجزائر تسلحها على مكافحة الإرهاب، فيما يبني المغرب تسلحه على سباق مع الجزائر التي تحظى باعتراف المجموعة الدولية في المجال الأمني وتعتمدها كشريك استراتيجي بالمنطقة. وذكر المتحدث أن بلاده تمتلك قاعدة عسكرية بالقصر الصغير بشمال المغرب، مقابل قاعدة ”المرسى الكبير” بالجزائر، وتضم غواصات روسية، بالإضافة إلى قاعدة ”تولون” الفرنسية التي تملك غواصات متطورة، والميناء العسكري قرب مدينة ”مالاغا” الإسبانية. وحسب ما اوردته تقارير اعلامية غربية، فان زيارة العاهل المغربي محمد السادس، لروسيا، نهاية 2015، مرتبطة بهذه الصفقة، وايضا تفعيل التعاون الاستراتيجي بين البلدين، لتشمل الجانب السياسي والأمني والعسكري. وقال الخبير عبد الرحمن مكاوي، إن اعتزام بلاده امتلاك غواصات متطورة سوف يحدث توازنا استراتيجيا في المنطقة، على اعتبار أن الدول المجاورة تعرف اضطرابات وعدم استقرار، كما أرجع سبب التوجه نحو روسيا لاقتناء غواصة، إلى وجود رغبة مغربية في تنويع أسواق جديدة منها الروسية والصينية والكورية. والمؤكد أن الصفقة المغربية تندرج في إطار سياسة سباق التسلح مع الجزائر، بالرغم من اختلاف التهديدات وعدم تطابقها، حيث تواجه الجزائر مخاطر كبيرة على حدودها الشرقية والجنوبية كما الغربية، كما أن اعتماد بعض الدول الغربية على خبرة الجزائر في مجال مكافحة الإرهاب، أزعج المغرب وأدخله في تنافس غير منسجم مع الجزائر.