أخذت الحكومة خلال السنوات الأخيرة على عاتقها مسألة محاربة البيروقراطية وتبسيط الإجراءات الإدارية داخل وخارج البلاد. وتدخل هذه الإجراءات ضمن تحسين التكفل بتسيير شؤون الجالية الوطنية بالخارج، من خلال الالتزام بتطبيق برنامج طموح لتبسيط الإجراءات وتحسين العلاقات مع المواطنين المقيمين بالخارج بالتعاون مع مختلف الدوائر الوزارية المختصة. وحسب بيان للخارجية حازت ”الفجر” على نسخة منه أمس، فإن هذا العمل قابل للتحسين وإن الحكومة ملمة بالنقائص التي لازالت قائمة سواء تلك المتعلقة بالتشريع الوسائل البشرية والمالية، بالإضافة إلى ظروف الاستقبال والخدمة العمومية. ويضيف المصدر أنه أصبح من الضروري على الحكومة الوقوف على عدد من إجراءات التبسيط والتسهيل التي استفادت منها الجالية خلال السنتين الأخيرتين مع افتتاح عدد من الورشات التي بدأت تظهر نتائجها الإيجابية، والتي لاقت رضى واستحسان المواطنين. وفيما يتعلق بتحسين ظروف الاستقبال لجأت الحكومة إلى اقتناء ترميم وتجهيز مقرات جديدة لمختلف القنصليات في كل من غرونوبل، نيويورك، فرانكفورت، كريتيل، مرسيليا ولندن، مع تدعيم المراكز القنصلية، خصوصا بفرنسا، بموظفين وتكييف أوقات العمل بما يستجيب وتلبية طلبات في تزايد مستمر، وفي رغبة منها لتقريب الخدمة العمومية للجالية الجزائرية، تم توجيه تعليمات للممثليات الدبلوماسية والقنصلية من أجل نشر مكاتب قنصلية متنقلة تسمح بمقابلة مواطنينا في المناطق والمدن البعيدة في كندا، الولاياتالمتحدةالأمريكية، أستراليا... بغية إتمام الإجراءات التي تتطلب الحضور الشخصي للمعني. وفي موضوع تبسيط الاجراءات الادارية أصبح بامكان المواطن المغترب اقتناء شهادة ميلاد الاصلية عن طريق الأنترنت، بعدما كان يتوجب الحصول عليها من بلدية المولد، وهو ما كان يشكل مصدر انشغال لمواطنينا، كما تم تسهيل عملية اقتناء شهادة الجنسية وشهادة السوابق العدلية إلكترونيا عن طريق السفارات والقنصليات. وحسب ما ورد في البيان فإن تقديم طلبات تصحيح أخطاء في عقود الحالة المدنية أصبح الكترونيا عبر الممثليات الدبلوماسية والقنصلية، في انتظار المصادقة على مشروع القانون المعدل لقانون الحالية المدنية، وعرفت مدة الحصول على الجواز البيومتري تقليصا معتبرا في آجال الحصول عليه، أسبوعان كأقصى تقدير، ناهيك عن إعفاء الأطفال الذين يقل سنهم عن 12 سنة من الحضور أثناء تقديم طلب جواز سفر بيوميتري. هذا وتم إطلاق موقع الكتروني خاص بالمواطن يمكنه من متابعة مراحل طلب جوازه، وتقديم صورة في حالة رفض الصورة الأولى مع تمديد مدة صلاحية الجواز البيوميتري إلى 10 سنوات، ما يشكل أيضا وسيلة لتخفيض عدد المساعي وتقليص مصاريف التنقل. وعن الدخول إلى التراب الوطني بجواز سفر أجنبي وبطاقة تعريف وطنية فقد تم تمديد هذا الإجراء الاستثنائي إلى غاية 31 أكتوبر 2016. هذا ومكنت الحكومة الجزائرية المواطنين من الحصول على على جواز سفر استعجالي من السفارات والقنصليات وكذا من وزارة الشؤون الخارجية في مدة أقل من 24 ساعة، وانتهجت الحكومة المباشرة في أعمال أخرى في مجال عصرنة وتعميم استعمال الحاسوب وتكوين المستخدمين وذلك بطريقة ممنهجة توصلا إلى إرساء إدارة إلكترونية حقيقية والتمكن من إنجاز هذا العمل.
