الفنّان يزيد آيت الجودي يقفز من المسطبة إلى الحلبة ثم الخشبة من المسطبة إلى الحلبة إلى الخشبة إلى الإنتاج السمعي البصري، هذا هو مسار الفنان المبدع آيت الجودي يزيد الذي فتح قلبه للنّصر للحديث عن مسيرته الفنيّة ، وأهمّ أعماله التي قدّمها ومشاريعه القادمة. طموحه لم يتوقف عند المسطبة حيث كان أستاذا في مادة الفيزياء، و عشقه للمسرح جعله متلهفا باحثا في خفايا الركح إلى أن أصبح ممثلا بارعا في فن الخشبة و لم تثنيه العقبات الكثيرة في الوصول إلى قلوب الجماهير، رغم قلة الإنتاج إلا أنه و في ظرف قصير أصبح يعد من بين الممثلين القلائل الذين يحترمون و لهم جمهور يتابع أعماله. وهو يؤمن أن العقل السليم يجب أن يكون له جسما سليما ، لذلك اختار ممارسة رياضة الملاكمة، رغم أنه مسالم و ينبذ العنف ، لأنه يرى بأنها رياضة نبيلة علمته الصبر و الحكمة زيادة على الفائدة الصحية، و كانت رياضة الملاكمة هي المحطة الثالثة في حياته، و حصوله على عدة ميداليات وطنية، كانت له حافزا مشرفا. أما المحطة الرابعة و التي كانت لها أسبابها القوية و هي ميدان الإنتاج في مجال السمعي البصري الذي اقتحمه منذ أربع سنوات فيقول عنها بأنه جعل مؤسسته في خدمة العمل الجيد الذي يراه في المستوى المطلوب، بمعنى آخر لإنتاج العمل الفنّي الراقي، و لا يسارع في إنتاج أي عمل حتى يدرسه من كل الجوانب ويضيف: «لا يهمني المال بقدر ما تهمني المكانة و القيمة الفنية لهذا العمل، و قد يأخذ مني أحيانا عمل فني عدة شهور و هذا قد لا يكون مربحا، لو نظرنا له بالمنظور المادي، و لكنه حتما سيكون جيدا، لأنه ذا قيمة فنية عاليّة ، و لعلّ نموذج ذلك الفيلم الوثائقي للنجم الأسطورة رابح ماجر الذي استغرق وقتا طويلا لإنتاجه، و لكن في الأخير و الحمد لله كان عملا فنيّا ناجحا ، و سيذكره التاريخ . وهو يرى بأنّ مثل هذه الأعمال تخدم التاريخ الرياضي وتؤرّخ لماض مشرف صنعه أبناء هذا الوطن واستطاعوا أن يرفعوا راية الجزائر خفّاقة في المحفل الريّاضيّة الدّوليّة فأحبّهم الشّعب وتعلّق بهم لأنّهم صنعوا أفراحه وأفراح الوطن ، ومن بينهم نجم وصانع أمجاد الكرة الجزائريّة اللاعب الأسطورة ( رابح ماجر ) ، و هي التفاتة تكريم وعرفان وتقدير لرجل لم يبخل بعطائه لوطنه ، و قد يفيد كمرجع رياضي للأجيال الصّاعدة ، فضلا على المتعة الفنية. وأكد أنه لم يبق عن عرضه على الشاشات الصغيرة و ربما حتى في القاعات السينمائية، سوى بعض الإجراءات الإدارية، كما أن لآيت الجودي إنتاج آخر في مجالات أخرى كالدراما و الكوميدياو حتى الأشرطة الوثائقية. ففي مجال الدراما، كان مبرمجا إنتاج عمل درامي لشهر رمضان الفارط و لكن لظروف إدارية تأجل هذا العمل و ربما سيرى النور هذا العام، ويتمثّل في مسلسل درامي بعنوان «النفق» للكاتب السينمائي محمد الناصر تايب و الكاتب السينمائي بوبكر، فالمسلسل جاهز للتصوير، و موافقة لجنة القراءة أعطيت منذ سنة، و كل الوسائل التقنية حاضرة لإنتاجه. عبد العزيز نصيب