الدولي البوركينابي ومدافع نهضة بركان إيسوفو دايو للنصر: منتخب بلماضي أقوى من ذلك المتأهل إلى كأس العالم بالبرازيل

تحدى مدافع منتخب بوركينافاسو المنتخب الوطني متوعدا بحرمانهم من تأشيرة التأهل إلى مونديال قطر 2022، وكشف المحترف بنادي نهضة بركان المغربي، بأنه ورفاقه لديهم ثأر رياضي قد حان موعد أخده، مضيفا بأن جيل رياض محرز لا يخيفهم، كما تطرق إلى مواضيع أخرى تخص الاصطدام المرتقب بين الخضر والخيول وكذا نظرته لطبعة بلماضي، التي اعتبرها أفضل من تلك التي حققت أحسن إنجاز للكرة الجزائرية في نهائيات كأس العالم.
حاوره: مروان. ب
* مرحبا إيسوفو معك صحفي من الجزائر، لقد اتصلنا بك في عدة مناسبات دون جدوى، هل يمكن أن نتشرف بإجراء حوار للحديث عن القرعة المؤهلة لمونديال قطر ؟
أعتذر لعدم الرد طيلة الفترة الماضية، كوني لم أكن في وضعية نفسية جيدة، بحكم ابتعادي عن عائلتي في هذه الفترة العصيبة، عقب تفشي فيروس كورونا، حيث كنت آمل أن أكون بجانب والدتي، غير أن التزاماتي مع فريقي نهضة البركان أبقاني في المغرب.
* حدثنا أكثر عن فترة الحجر الصحي، وكيف كنت تقضي يومياتك بالمنزل ؟
عكفت طيلة الشهرين الماضيين على التدرب على انفراد بالمنزل، للحفاظ على لياقتي البدنية، كما كنت حريصا دوما على الاتصال بأفراد عائلتي ووالدتي بالتحديد، من أجل الاطمئنان عليها.
* لنتحدث الآن عن قرعة التصفيات المؤهلة إلى مونديال قطر، والتي أوقعتكم إلى جانب الخضر والنيجر وجيبوتي، ما قراءتكم لهذه المجموعة ؟
التأهل إلى نهائيات كأس العالم لن يكون سهل المنال، وعلى كافة المنتخبات الراغبة في التواجد بقطر، بذل قصارى المجهودات في سبيل الوصول إلى هذا المبتغى، خاصة وأنه بعد تجاوز دور المجموعات هناك عقبة أخرى تتمثل في اللقاءين الفاصلين، وهناك قد نشهد صدامات عنيفة بين عمالقة القارة، ولكن الحديث عنها هذا مؤجل والتركيز كله سيكون منصب حول مجموعتنا التي تضم بطل إفريقيا في آخر نسخة ومنتخبي النيجر وجيبوتي، وكلنا يعلم بأن المنافسة ستكون منحصرة بيننا وبين الخضر، وهذا ليس استصغارا لبقية المنافسين، ولكنها الحقيقة التي يعلمها الجميع.
* تبدو واثقا من انحصار تأشيرة التأهل إلى الدور التصفوي الأخير بين الخضر والخيول
كلامي ليس من فراغ، بل مرده الخبرة التي يمتلكها منتخبنا الوطني، رغم غيابه عن المحفل القاري الأخير (لم يتأهل إلى كان مصر 2019)، كما أن تشكيلتنا تضم عدة عناصر محترفة تنشط بأفضل الفرق الأوروبية، وبالتالي لديها المقدرة للصمود في وجه الخضر واختطاف تأشيرة العبور منهم، ولكن علينا الحذر والعمل بتفان في سبيل الوصول إلى هذا المبتغى، خاصة وأن لدينا رغبة جامحة للثأر من الجزائر، التي حرمتنا من تأهل مستحق إلى مونديال البرازيل 2014، والجميع يتذكر ما جرى لنا بملعب البليدة، وحرماننا بطريقة غير رياضية من التأشيرة وتضييع فرصة المونديال على جيل رائع.
* إذن تعتقدون بأنكم كنتم الأحق بالمشاركة في مونديال البرازيل ؟
كلنا يعترف بالمستويات الرائعة التي قدمها منتخبكم الوطني بمونديال البرازيل بعبوره للدور الثاني، وإحراجه منتخب ألمانيا في الدور ثمن النهائي، ولكننا كنا الأحق بتلك المشاركة، ولولا الظلم التحكيمي الذي تعرضنا له في لقاء الإياب لما كنتم قد انتزعتم تأشيرة التأهل، فالجميع شاهد على الخطأ المرتكب في لقطة الهدف الذي صنع الفارق، غير أن البكاء على الأطلال لا يجدي نفعا، والوقت قد حان لرد الدين، والثأر رياضيا من الخضر، رغم أن المأمورية لن تكون سهلة، على اعتبار أن منتخبكم الوطني ازداد قوة مؤخرا، وبات الأقوى على المستوى القاري.
* من كلامك نفهم بأنكم تعترفون بقوة الخضر مع المدرب جمال بلماضي ؟
بطبيعة الحال ندرك المستوى الذي وصل إليه منتخبكم الوطني في آخر سنة، والفضل في ذلك يعود إلى المدرب جمال بلماضي، الذي نال لقب أفضل تقني في القارة عن جدارة واستحقاق، كما أن حيازتكم على أرمادة من النجوم سهل مأمورية الطاقم الفني، ويكفي العودة لنهائيات كأس أمم إفريقيا الأخيرة، أين أبهرنا الخضر بامتلاكهم تشكيلة احتياطية، في ذات مستوى الفريق الأول أو أفضل منه، وكل هذا يجعلنا مطالبين بأخذ كامل احتياطاتنا، إذا ما أردنا انتزاع تأشيرة التأهل منهم.
لو طلبنا منك إجراء مقارنة بسيطة بين منتخبكم والخضر، ماذا تقول ؟
صحيح أننا لم نتأهل إلى الكان الأخيرة، ولكننا نمتلك جيلا رائعا من اللاعبين، في مقدمتهم عناصر الخبرة التي شاركت في عدة دورات سابقة، على غرار القائد شارل كابوري والمايسترو آلان تراوري والهداف بانسي، وكلهم كانوا متواجدين في آخر قائمة أعدها الناخب الوطني، إلى جانب الأسماء الشابة الباحثة عن كتابة اسمها بأحرف من ذهب في سجلات المنتخب الوطني، في صورة كل من برايان دابو لاعب فيورنتينا الإيطالي وزكريا سانوغو الناشط في النمسا وفران لاسينا لاعب نادي أجاكس أمستردام الهولندي، وهم لاعبون لا يقلون مستوى عن لاعبي الخضر، ولو أن عناصركم تبدو أكثر انسجاما بعد نتائجها الباهرة مؤخرا، والتي منحتها ثقة في النفس، بدليل أنكم واصلتم التألق بعد نهائيات الكان وتخطيتم كولومبيا بنتيجة رائعة.
* امتلكتم جيلا رائعا من اللاعبين سيكون من الصعب إيجاد توليفة تُجاري ما حققه، ما تعليقك ؟
أجل، الخيول بصمت على نتائج رائعة في آخر السنوات، والدليل أنها نشطت لأول مرة في تاريخها نهائي كأس أمم إفريقيا وكان ذلك في 2015 بجنوب إفريقيا، حيث ضيعنا التتويج الذي كان من نصيب منتخب نيجيريا، كما أن منتخبنا كان قاب قوسين أو أدنى من التأهل إلى مونديال 2014، لولا الظلم التحكيمي بملعب البليدة، وكلها نتائج سنظل نتشرف بها، وسنعمل جاهدين للبصم عليها مجددا، خاصة وأننا نمتلك كافة المؤهلات بداية بجيل رائع، ومدرب محلي لديه فكرة شاملة عن منتخب بوركينافاسو والكرة الإفريقية على وجه الخصوص.
* حدثنا عن مدربكم الجديد كامو مالو ؟
بعد فترة طويلة قاد فيها البرتغالي بولو دياورتي العارضة الفنية لمنتخبنا الوطني، قررت الاتحادية البوركينابية الاستنجاد بمدرب محلي، ويتعلق الأمر بالتقني كاموا مالو، وهو أحد أفضل المدربين في إفريقيا، وسبق له الإشراف على منتخبنا المحلي، كما أن الأخير يعد والد زميلنا الدولي باتريك مالو، وهو لاعب سابق لبشبيبة القبائل، أنا متفائل بنجاح الناخب مالو، الذي قاد معسكرنا الأخير قبل تعليق كافة المنافسات الرياضية بالقارة السمراء، ورسم معنا خريطة طريق.
* تنشط في الدفاع وتعد من خيرة اللاعبين في البطولة المغربية، كيف تتوقع مهمتك في إيقاف مهاجمي الخضر وفي مقدمتهم المتألق بغداد بونجاح ؟
شكرا لكم على هذا الإطراء، والحديث عن اختياري كأفضل العناصر في البطولة المغربية لم يأت من فراغ، بل نتائج مواسمي المتعددة هناك، فأنا أدافع عن ألوان نادي نهضة بركان منذ خمسة مواسم، وعن المهمة الثقيلة التي تنتظرنا عند مواجهة مهاجمي الخضر فهذا صحيح، في ظل امتلاككم لأسماء متألقة، في صورة الهداف بغداد بونجاح الذي أرهق دفاعات الخصوم في الكان الأخيرة بتوغلاته وكثرة تحركاته، دون إغفال القيمة الكبيرة لسليماني فضلا عن أندي ديلور وحتى القائد رياض محرز الذي يعد هدافا هو الآخر.
ماذا تقول عن رياض محرز وهل تراه الأفضل في إفريقيا أم لديك رأي آخر؟
رياض محرز نجم نادي مانشستر سيتي الانجليزي شرف للكرة الإفريقية، إلى جانب لاعبي ليفربول الإنجليزي ساديو ماني ومحمد صلاح، لن أقلل من قيمة محرز إن قلت بأن تتويج ماني بالكرة الإفريقية كان مستحقا، ويكفي محرز أنه حصد عدة ألقاب مع السيتي وفاز بنهائيات الكان مع الخضر.