دعت نقابات الأساتذة لإشراك أطباء أخصائيين لإنجاح حملة التلقيح ضد فيروس كورونا، استعدادا للعودة إلى مقاعد الدراسة مع بداية الفصل الثاني، مؤكدة استعدادها لمواصلة العمل التحسيسي لفائدة الأساتذة لرفع مستوى المناعة الجماعية وإنجاح ما تبقى من الموسم الدراسي. يستعد أزيد من 10 ملايين تلميذ للعودة إلى الأقسام في ظل تنامي القلق من تصاعد الموجة الرابعة لكوفيد 19، ورفع درجة الحذر من قبل وزارة الصحة تحسبا لأزمة صحية محتملة بعد تسجيل أولى حالات الإصابة بالمتحور "أوميكرون" المعروف بسرعة الانتشار. وتتقاسم نقابات التربية حالة القلق مع وزارة الصحة التي أطلقت حملة تلقيح واسعة لفائدة الأساتذة خلال الأسبوع الأول من العطلة الشتوية، مؤكدة الاستعداد للمساهمة في رفع مستوى الوعي لدى عمال القطاع لإقناعهم بجدوى التلقيح ضد الفيروس بالتعاون مع أطباء أخصائيين، باعتبارهم الجهة المخولة لشرح دور اللقاح في حماية صحة الأشخاص، وتفنيد ما أشيع ضده. وأكد بهذا الخصوص رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين صادق دزيري بأن العمل التوعوي والتحسيسي سيظل مستمرا وسيكون محورا أساسيا لنشاط النقابة مع استئناف الدراسة، قائلا في تصريح "للنصر" بأن التنظيم سيتابع الأمور بحذر، وسيساهم في التقيد الصارم بالإجراءات الوقائية على مستوى المؤسسات التعليمية لمنع انتشار العدوى بين أوساط التلاميذ والأساتذة. وأوضح المتدخل بأن الوضع الصحي حاليا ما يزال في حالة استقرار، لذلك لا ينبغي الاستعجال في اتخاذ القرارات، ليبقى التقيد بالتدابير الاحترازية الوسيلة وإجراء التلقيح وسيلة ناجعة لضمان السير العادي والهادئ للموسم الدراسي. واقترح المصدر إقحام الأطباء الأخصائيين في الحملة التحسيسية، من خلال توطيد عملية التنسيق مع قطاع الصحة لتوسيع مستوى التلقيح وسط الأساتذة، وتكذيب المعلومات المغلوطة التي تم ترويجها بشأن مفعول اللقاح على صحة الأشخاص، تحسبا لمواصلة الحملة على مستوى قطاع التربية.وأكد من جهته ممثل النقابة الوطنية للأساتذة جهيد حيرش تواصل العمل التوعوي خلال الثلاثي الثاني، لا سيما وأن التنظيم من المؤيدين لتوسيع اللقاح إلى فئة الأطفال، إذ كان يتوقع صدور فتوى صحية من قبل الأخصائيين لضمان حماية أكبر ضد الفيروس الذي ما يزال يشكل مصدر قلق لدول العالم بسبب التغييرات الجينية التي يشهدها في كل مرة. ودعا المصدر إلى ضرورة تفادي التصريحات التي قد تزيد من ظاهرة العزوف عن التلقيح، كاتهام الموظفين بالعمل على نشر العدوى في الوسط المدرسي، مقابل العمل على تحفيز مختلف الشرائح العمالية على تحصين أنفسهم ضد الجائحة. وتعتقد نقابات التربية بأن المعطيات المتوفرة حاليا فيما يخص عدد الإصابات الجديدة بفيروس كورونا المسجلة يوميا لا تبعث على القلق، ولن تعيق مواصلة الدراسة في ظروف عادية في ظل التقيد الصارم بالبروتوكول الصحي، رافضة التهويل وتداول معلومات مغلوطة هدفها التشويش على الأسرة التربوية، لكنها تصر على أهمية إنجاح حملة التلقيح. وبالنسبة لنقابة ثانويات الجزائر، فإن الإقبال على التلقيح يعتبر قرارا شخصيا يلزم الأساتذة، وأن دور النقابة يكمن في التوعية والتحسيس بالتعاون مع أخصائيين في المجال، وبحسب رئيس التنظيم زوبير روينة فإن الإقناع بأهمية العملية لن يتحقق إلا بتدخل أهل الاختصاص، لا سيما في ظل تصاعد الموجة الرابعة مع توقع بلوغ الذروة في الأسابيع القادمة. وتأسف الأستاذ زوبير روينة لعدم اقتناع كثير من المواطنين بجدوى اللقاح ضد الفيروس، وكذا بأهمية التقيد بالإجراءات الوقائية لمنع انتشار رقعة العدوى، قائلا إن ما يشاهد يوميا من تصرفات غير مسؤولة في الفضاءات العامة، بسبب عدم احترام مسافة التباعد وارتداء القناع الواقي، لا يعد عاملا محفزا ومشجعا على التلقيح. ويقترح رئيس نقابة "الكلا" جعل المدرسة مجالا يقتدى به في مكافحة جائحة كورونا، عبر حث الأساتذة على الالتحاق بالمراكز الصحية لتلقي الجرعات التي يوصي بها الأخصائيون، فضلا عن الالتزام بالبروتوكول الصحي.
