تفتح مصالح بلدية قسنطينة خلال الأسبوع الجاري الأنفاق الأرضية العليا التي أعيد الاعتبار لها مؤخرا، حيث التحق أغلب التجار بمحلاتهم، في حين تشهد الأنفاق السفلى التي خضعت لعملية إعادة تأهيل إقبالا ضعيفا من المواطنين. وقمنا بجولة على مستوى المدخل العلوي للأنفاق الأرضية التي أعيد الاعتبار لها من طرف المؤسسة العمومية البلدية لتسيير المقابر ودشنت بمناسبة الاحتفال بعيد الاستقلال في جويلية الماضي، لكنها ظلت مغلقة إلى اليوم رغم تأكيد القائمين عليها يوم التدشين أنها ستفتح في غضون أيام قليلة، حيث شرعت مصالح البلدية حينها في الإجراءات للسماح لأصحاب المحلات بمباشرة النشاط التجاري. وقد لاحظنا أن مداخل الأنفاق العليا نظيفة رغم أنها مغلقة، على عكس المداخل السفلى المفتوحة التي وجدنا أن المواطنين يقومون برمي القمامة على مستواها، فضلا عن أن بعضهم يقوم بقضاء حاجته عند مداخلها. ودخلنا الأنفاق من المدخل السفلي المحاذي لساحة أحمد باي، حيث لاحظنا أنها استفادت من عملية إعادة تأهيل جزئية شملت تغيير بلاطات السلالم وتغليف الجدران بالشرائط المعدنية، إلا أن آثار انتشار الأوساخ بدت واضحة، رغم أننا التقينا بعمال نظافة يعكفون على رفع القمامة، حيث أخبرنا أحدهم أن الأشخاص الذين يعبرون المكان يقومون برمي القارورات البلاستيكية والقمامة دون اكتراث، فضلا عن أن بعض الشباب يقضون حاجتهم فيها، غير مبالين بالمارة، في حين يقوم آخرون برمي مختلف أنواع القمامة أمام مداخلها خلال الفترة الليلية عندما تكون مغلقة، وهو ما لاحظناه عند مدخلها الضيق المفضي إلى مطلع شارع قيطوني عبد المالك، كما وقفنا على اتساخ كبير لمدخل الأنفاق باتجاه مطلع شارع عوينة الفول مقابل المندوبية البلدية سيدي راشد. وقد استحال لون السلالم الرخامية التي تم تجديدها إلى الاسوداد بسبب عدم احترام الكثير من المواطنين للمكان، رغم أن المارة الذين تحدثنا إليهم أكدوا لنا أنهم يعتبرون الأنفاق الأرضية من أجمل الأماكن في المدينة، فضلا عن أن درجة الحرارة على مستواها منخفضة مقارنة بالحر الشديد المسجل خارجها، كما بدت التهوية في وضعية حسنة خلال مرورنا بالمكان. وما تزال أغلب المحلات الموجودة على مستوى الجهة السفلى مغلقة، باستثناء بعض التجار الذين يعرضون الملابس وبعض الأغراض ومصور وبائع كتب قديمة، وجدنا أنه جلب قارورة بسعة 10 لترات من مادة الجافيل. وأوضح لنا بائع الكتب أنه يقتني هذه الكمية بشكل دوري من أجل التنظيف بمحيط محله بسبب القمامة التي يرميها المواطنون، مؤكدا أن الإقبال على الأنفاق ما يزال ضعيفا بسبب عدم تعود سكان المدينة عليها، رغم أن الجهة السفلى لم تغلق من قبل، في حين اعتبر تاجر آخر أن فتح المحلات الأخرى سيجعل المواطنين يقصدون المكان ليستعيد نشاطه مثلما كان عليه في سنوات ماضية. وأكد رئيس بلدية قسنطينة، شراف بن ساري، في تصريح للنصر، أن الأنفاق العليا التي دشنت في عيد الاستقلال ستفتح أبوابها للمواطنين خلال الأسبوع الجاري، موضحا أن التجار بدأوا في وضع سلعهم في المحلات منذ أول أمس، لكنهم طلبوا من مصالح البلدية إمهالهم إلى غاية تحضير سلعهم لتكون المحلات جاهزة لاستقبال الزبائن، حيث سيتم فتح غالبيتها كما ستسخر البلدية عونين للعمل على مستواها خلال الصباح وعونين آخرين خلال المساء، في حين أوضح أنها مجهزة بكاميرات مراقبة تسير مباشرة من طرف مصالح الأمن الوطني. وطلبت مصالح البلدية من التجار مراعاة جانب الحرف والصناعات التقليدية في النشاطات التي ستبعث في الأنفاق، فضلا عن ضرورة تنويع المجالات حتى يستقطب المكان أكبر عدد ممكن من المواطنين، بينما أشار إلى أن مصالح البلدية تعكف على عملية التنظيف اليومي للأنفاق الأرضية السفلى. وتضم الأنفاق العليا أكثر من 15 محلا، حيث زودت بواجهات زجاجية مثلما اطلعنا عليه خلال تدشين المرفق الجديد، فيما لن يسمح للتجار بإنجاز ستائر حديدية. ويذكر أن استكمال عملية إعادة الاعتبار للجزء العلوي من الأنفاق الأرضية أسندت للمؤسسة العمومية البلدية لتسيير المقابر بعد فسخ الصفقة الخاصة بتهيئتها مع مقاولة خاصة، فيما تجدر الإشارة إلى أنها أغلقت قبل 8 سنوات بسبب حريق أتى على شق واسع منها.
