في ختام زيارته لمؤسسات تابعة لقطاعه،وزير الاتصال،محمد لعقاب،من وهران: انهينا إعداد مشروع صندوق دعم الصحافة وسنعرضه على رئيس الجمهورية    قالت تحسبا للانتخابات الرئاسية المقرر يوم 7 سبتمبر المقبل: حركة البناء الوطني تنظم ندوة خصصت لشرح خطتها الإعلامية    خلال إشرافه على افتتاح ندوة ولائية للأئمة بتمنراست،يوسف بلمهدي: التوجه للبعد الإفريقي عبر الدبلوماسية الدينية أمرا في غاية الأهمية    نشاط "سيدار" لن يتأثّر بحادث وحدة تحضير المواد والتّلبيد    احتضنته جامعة محمد الصديق بن يحي بجيجل: ملتقى وطني حول دور الرقمنة في مكافحة الفساد والوقاية منه    عطاف يجري محادثات مع الأمين العام للأمم المتّحدة بنيويورك    الجزائر تنجح في تحقيق تأييد دولي "ساحق" لأم القضايا    الجزائر تقدّم 15 مليون دولار لصالح الأونروا    فوكة في تيبازة: افتتاح مركز تحضير النخب الوطنية بمعايير عالمية    اصطياف 2024..فرصة إبراز وجهة الجزائر السّياحية    خلق أزيد من 3000 منصب عمل دائم في المرحلة الأولى من العملية: تسليم قرارات تغيير النشاط وتعديل الشكل القانوني لفائدة المستثمرين بقسنطينة    إيران وسياسة الدفاع الإقليمي في الشرق الأوسط    عميد جامع الجزائر يستقبل المصمّم    أتلانتا يقصي ليفربول من الدوري الأوروبي    هلاك 5 أشخاص وإصابة 175 آخر بجروح    رقمنة السّكن الاجتماعي.. وإطلاق "عدل 3" قريبا    اتّساع حظيرة المركبات يفرض استعمال تقنية الخرسانة الإسمنتية    ارتفاع جنوني في أسعار الخضر بعد رمضان    وزارة الثقافة تقدّم ملف الزّليج لدى اليونيسكو    36 مؤسسة إعلامية أجنبية ممثّلة في الجزائر    لا بديل عن رفع مستوى التّكفّل بمرضى القلب والشّرايين    نعمل على تقليل ساعات انتظار الحجاج بالمطارات ال 12 المبرمجة    حزب التجمع الجزائري يعقد اجتماعا لمكتبه الوطني تحضيرا للانتخابات الرئاسية    الأندية الجزائرية..للتّألّق وتحقيق أفضل نتيجة    حفل افتتاح بهيج بألوان سطع بريقها بوهران    الإدارة تقرّر الإبقاء على المدرّب دي روسي    "الهولوغرام" في افتتاح مهرجان تقطير الزهر والورد بقسنطينة    في إطار دعم الاستثمار: ترحيل استثنائي لعائلين بأولاد رحمون بقسنطينة لتوسعة مصنع    الكشافة الإسلامية الجزائرية تنظم ملتقى حول التنمية البيئية    فايد يشارك في أشغال الاجتماعات الرّبيعيّة ل "الأفامي"    ألعاب القوى/مونديال-2024 / 20 كلم مشي: الجزائر حاضرة بستة رياضيين في موعد أنطاليا (تركيا)    ادعاءات المغرب حول الصحراء الغربية لن تغير من طبيعة القضية بأنها قضية تصفية استعمار    العاصمة.. تهيئة شاملة للشواطئ وللحظيرة الفندقية    هؤلاء سيستفيدون من بطاقة الشّفاء الافتراضية    حصيلة شهداء غزة تتجاوز 34 ألف ومناشدات لتوثيق المفقودين    بجاية: مولوجي تشرف على إطلاق شهر التراث    المهرجان الثقافي الوطني لأهليل: أكثر من 25 فرقة تشارك في الطبعة ال 16 بتيميمون    "صديق الشمس والقمر " تفتكّ جائزة أحسن نصّ درامي    الملتقى الدولي "عبد الكريم دالي " الخميس المقبل..    المجمّع الجزائري للّغة العربية يحيي يوم العلم    وهران.. تعزيز روح المبادرة لدى طلبة العلوم الإنسانية    قطاع المجاهدين "حريص على استكمال تحيين مختلف نصوصه القانونية والتنظيمية"    باتنة.. إعطاء إشارة تصدير شحنة من الألياف الإصطناعية إنطلاقا من الولاية المنتدبة بريكة    انخفاض عبور سفن الحاويات في البحر الأحمر بأكثر من 50 بالمئة خلال الثلاثي الأول من 2024    ليفربول يرفض انتقال المصري محمد صلاح للبطولة السعودية    بلعريبي يتفقد مشروع إنجاز المقر الجديد لوزارة السكن    فلسطين: 50 ألف مصلي يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك    الإذاعة الجزائرية تشارك في أشغال الدورة ال30 للجمعية العامة ل"الكوبيام" في نابولي    تصفيات مونديال أقل من 17 سنة/إناث: المنتخب الوطني ينهي تربصه التحضيري بفوز ثانٍ أمام كبريات الجزائر الوسطى    تجارة: زيتوني يترأس إجتماعا لتعزيز صادرات الأجهزة الكهرومنزلية    هيومن رايتس ووتش: جيش الإحتلال الصهيوني شارك في هجمات المستوطنين في الضفة الغربية    وزير الصحة يشرف على لقاء لتقييم المخطط الوطني للتكفل بمرضى انسداد عضلة القلب    هذا موعد عيد الأضحى    استحداث مخبر للاستعجالات البيولوجية وعلوم الفيروسات    أوامر وتنبيهات إلهية تدلك على النجاة    عشر بشارات لأهل المساجد بعد انتهاء رمضان    وصايا للاستمرار في الطّاعة والعبادة بعد شهر الصّيام    مع تجسيد ثمرة دروس رمضان في سلوكهم: المسلمون مطالبون بالمحافظة على أخلاقيات الصيام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وثيقة حول التجربة الكبيرة والواسعة التي اكتسبتها الجزائر في مكافحتها للتطرف العنيف و الإرهاب

قدمت الجزائر التي شاركت في القمة العالمية حول مكافحة التطرف العنيف التي تجري أشغالها في نيويورك تجربتها في مجال مكافحة التطرفالعنيف و الإرهاب.
وفيما يلي النص الكامل للوثيقة
الجزائر والقضاء على الراديكالية
تحتفل الجزائر في 29 أيلول/سبتمبر 2015 بالذكرى العاشرة لاعتماد ميثاق السلم والمصالحة الوطنية الذي قدمه رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة و أجري استفتاء عام عليه. ووافقت الأغلبية الساحقة على هذه المبادرة التي كانت حاسمة في تحديد مستقبل البلد (97.38% من الأصوات بنسبة مشاركة قياسية بلغت 79.76%).
وصرح السيد رئيس الجمهورية في العديد من المناسبات قائلا "إن المصالحة الوطنية ستمثل معلما رئيسيا في مسار تجديد بلدنا" وإنها تناشد كافة الجزائريين والجزائريات "من أجل أن يسامحوا دون أن ينسوا ومن أجل أن يتطلعوا إلى المستقبل بثقة ويستحدثوا نمطا جديدا للعيش معا في جزائر أكثر رخاء على الدوام". وشدد رئيس الجمهورية أيضا على أن "المصالحة الوطنية خيار واع يركز على المصلحة العليا للأمة" وعلى أنها "خيار استراتيجي تلتئم به جروح شعب بأسره فيتصالح بذلك مع نفسه" وأن "المصالحة الوطنية لا تمثل خذلان أو انثناء وإنما هي خيار حضاري اتخذه شعبنا".
وبفضل سياسة المصالحة الوطنية هذه، استعاد البلد أمنه وسلمه واستقراره على نحو نهائي. وقد أُرسيت هذه السياسة بأمان وعزيمة وبإيمان عميق بقدرة الشعب الجزائري على طي صفحة المأساة الوطنية الأليمة وإعادة إدماج أطفاله التائهين والعمل من أجل بناء جزائر جديدة عمادها المساواة والعدالة والحرية للجميع دونما استثناء.
كما أُعيد الأمن والسلم والاستقرار أيضا بفضل الاستنفار القوي للمؤسسات السياسية والعسكرية والأمنية والإدارية التابعة للدولة وللسكان والقوى الحية للأمة من أجل تنفيذ سياسة المصالحة الوطنية.
واستخلصت الجزائر درسا قيما من تجربتها المرة في مكافحة التطرف العنيف واستئصال الإرهاب من جذوره مفاده أنه مهما كانت الأهمية التي قد تتسم بها الهزيمة الأمنية للإرهاب فإنها تبقى دائما جزئية، إذ يسعى الإرهاب إلى إيجاد ما يبرره ويبرر ما لا تبرير له، ولذلك فإنه يستغل النقائص وأوجه القصور التي توجد في أي مجتمع لا محالة.
وعليه، فإن السلطات الجزائرية اعتمدت استراتيجية مكافحة تهدف إلى جعل المجتمع برمته وكل مواطن بمنأى عن السيطرة التي يفرضها دعاة التطرف العنيف والإرهاب وعن التضليل الذي يمارسونه. وتنعكس هذه الاستراتيجية على مستويات عديدة. إذ تستند إلى تعزيز الديمقراطية التشاركية ودولة القانون والعدالة الاجتماعية على نحو مستمر إضافة إلى تعزيز التنمية التي تتيح فرصا وحظوظا متساوية لكل مواطن.
والجزائر على يقين بأن مكافحة هذه الآفة الخطيرة يفرض نفسه يوميا وفي كافة المجالات سواء كانت سياسية أو مؤسساتية أو اقتصادية أو ثقافية أو شعائرية أو تربوية أو اجتماعية. ومن أجل بلوغ ذلك، من الضروري تحقيق التعاون الفعلي بين كافة المؤسسات الوطنية وجميع الشركاء الاجتماعيين وكافة المواطنين.
وتستند الاستراتيجية الجزائرية لمكافحة التطرف العنيف إلى محورين أساسين:
من جهة، الحفاظ على مستوى عالي من التعبئة واليقظة في كافة المصالح الأمنية أثناء قيامها بمهمتها المؤسساتية المتمثلة في حماية النظام العام وضمان أمن الأشخاص والممتلكات. ومن جهة أخرى، تطبيق سياسة شاملة للقضاء على الراديكالية تمزج بين إجراءات سياسية واقتصادية وثقافية ودينية في الآن ذاته، وتشارك فيها كافة المؤسسات والمواطنين وتخصص موارد هامة من موارد الأمة.
وبمضيها في هذا السبيل، تنكب الجزائر على لم شمل جميع أبنائها حول قيم جزائرية عتيقة هي قيم التسامح والعفو والتضامن وذلك من أجل بناء مستقبل خال من تهديد آفة الإرهاب ومصفوفته والتطرف العنيف وكل محاولات وإغراءات الانسياق وراء التطرف.
1- التدابير ذات الطابع السياسي
إن الجزائر مقتنعة بأن دولة القانون، إضافة إلى الديمقراطية التشاركية، بما في ذلك كل من يحترم النظام الدستوري وقوانين الجمهورية ويرفض العنف، من بين الأدوات الأكثر نجاعة في مكافحة التطرف العنيف والإرهاب. وهي مقتنعة أيضا بأن التنمية القائمة على العدالة الاجتماعية وتساوي الفرص تمثل رادعا قويا في وجه التحريض على التطرف العنيف وحملاته التجنيدية.
وفي هذا الصدد، تسلحت الجزائر بمؤسسات جمهورية تزاول نشاطها في إطار دستوري تعددي يستند إلى سيادة القانون وشرعية الانتخابات واحترام إرادة الشعب التي يعبر عنها في إطار انتخابات دورية.
وبالمثل، تعتبر الجزائر أن تحسين الإدارة على نحو مستمر ومكافحة البيروقراطية والفساد فضلا عن اللامركزية وجمع الفاعلين المحليين والمجتمع المدني في إدارة الشؤون المحلية كلها أدوات لمكافحة التطرف العنيف والقضاء على التهميش وأوجه عدم المساواة. ولذلك فالجزائر عضو مؤسس في الآلية الإفريقية للتقييم من قبل النظراء ولقد أحالت تقرير تقييمها الوطني فضلا عن التقريرين الأولين عن حالة تنفيذ برنامج عملها في مجال تعزيز الإدارة الرشيدة.
كما عززت الجزائر ترسانتها القضائية ومؤسساتها المعنية بتعزيز حقوق الإنسان وحمايتها. وهي تمثل اليوم طرفا في الصكوك والآليات الدولية لحماية حقوق الإنسان وتعزيزها كما أنها تفي تماما بالالتزامات المترتبة على ذلك وبصورة منتظمة.
ومن بين الإجراءات الرئيسية المتخذة ذات الطابع السياسي، يتعين ذكر ما يلي:
أ‌. الإصلاحات المؤسساتية
نظرا لتيقنه من أن دولة قادرة وقوية تستند إلى سيادة القانون والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية وتحقيق المساواة والعدل للجميع، واصل البلد، في ظل قيادة السيد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، خلال عام 2011 حركيته في مجال بناء مؤسسات قوية ومستدامة من خلال اعتماد جيل جديد من الإصلاحات المؤسساتية والسياسية والاقتصادية الاجتماعية التي من المتوقع أن تكلل باعتماد دستور جديد.
واستجابة للمطالب النوعية للمواطن الجزائري، ابانت هذه الإصلاحات عن إرادة جلية لتوسيع الفضاءات والممارسات الديمقراطية الحميدة وتعزيزها على نحو مستمر.
وتمخض عن هذه العملية اعتماد البرلمان أربعة قوانين عضوية ذات صلة بالنظام الانتخابي والأحزاب السياسية والمعلومات وتمثيل النساء في المجالس المنتخبة، فضلا عن قوانين تتعلق بتنشيط الحركة الجمعوية وتناقص الولايات الانتخابية مع مختلف الدرجات المؤسساتية للتمثيل الشعبي. وتشهد هذه القوانين تطبيقا متدرجا وسريعا.
يمنح القانون العضوي رقم 12-01 المؤرخ في 18 شباط/ فبراير 2012 بشأن النظام الانتخابي المزيد من الضمانات إزاء القيام بالواجب الانتخابي بكل حرية وديمقراطية. وينص هذا القانون على أن الانتخابات سيشرف عليها قضاة وستتم مراقبتها من قبل ممثلي المترشحين من الأحزاب السياسية والمترشحين الأحرار. ويشارك هؤلاء في لجنة للإشراف على الانتخابات تتشكل من قضاة وفي لجنة مستقلة لمراقبة الانتخابات تتشكل من ممثلي الأحزاب السياسية وممثلي قوائم المترشحين الأحرار المشاركين في الاقتراع. وينص هذا القانون على استخدام صناديق اقتراع شفافة وحبر غير قابل للمحو إضافة إلى التزام الإدارة بتقديم شرح واف لأي رفض للترشح. كما يتضمن أيضا العديد من الأحكام الجديدة من بينها منح المرشحين أو ممثليهم مباشرة في مراكز الاقتراع نسخا من المحاضر الشفهية لنتائج الاقتراع وتخفيض عدد التوقيعات المطالب بها للترشح للانتخابات الرئاسية.
ويعزز القانون العضوي رقم 12-04 المؤرخ في 12 كانون الثاني/يناير 2012 المتعلق بالأحزاب السياسية التعددية الديمقراطية ويثري الأحكام التي تنظم إنشاء الأحزاب السياسة وعلاقتها بالإدارة العمومية. كما يعزز شفافية الإدارة المالية في مجال التكوين السياسي وينظم النزاعات أو الخلافات التي من شأنها أن تقع بين الإدارة وحزب سياسي معتمد. كما يحمي حقوق الجماعات الوطنية من خلال أحكام قادرة حتى على الوقاية من وقوع المأساة الوطنية من جديد ويحظر أي تقييد للحريات الأساسية ويكرس الطابع الديمقراطي والجمهوري للدولة ويحمي الوحدة الوطنية ووحدة الأراضي الوطنية والاستقلال الوطني إضافة إلى العناصر التي تشكل الهوية الوطنية.
ويعزز القانون رقم 12-06 المؤرخ في 12 كانون الثاني/يناير 2012 المتعلق بالجمعيات، حرية الجمعيات وينظم النشاط الجمعوي ويسد الثغرات القانونية الموجودة لا سيما فيما يتعلق بالمؤسسات الجمعوية وجمعيات الصداقة والجمعيات الأجنبية الموجودة في الجزائر. كما يعزز أكثر حق إنشاء الجمعيات. ويفرض على الجمعيات الوفاء بعدد معين من الالتزامات العالمية من بينها نزاهة مديريها والشفافية في إدارتها ولا سيما الإدارة المالية واحترام أنظمتها شمل ذلك ما يتعلق بمجال نشاطها الخاص واحترام الدستور والتشريعات المعمول بها وكذلك النظام العام. كما ينص على منح الجمعيات مركز "مصلحة عامة" عندما "يمثل مجال عملها أولوية بالنسبة إلى الجماعات المحلية". ويكرس هذا النص المجتمع المدني كفاعل أساسي في الديمقراطية التشاركية.
وجاء القانون العضوي رقم 12-05 المؤرخ في 12 كانون الثاني/يناير، بشأن الإعلام ليلبي حاجات وحقوق المواطن والمجتمع في مجال الإعلام وحرية التعبير التي لم تكن موجودة من قبل. ومن بين التقدمات الكبيرة التي كرسها هذا القانون، يجدر ذكر إلغاء جريمة الصحافة وحماية أكبر لحياة المواطن الشخصية وضمان حقه في الإعلام وتحسين الوضعية الاجتماعية والمهنية للصحفيين وإنشاء سلطتين مستقلتين إحداهما للصحافة والأخرى للإعلام السمعي البصري وإنشاء مجلس لأخلاقيات المهنة وفتح مجال السمعي البصري أمام المستثمرين الجزائريين الخواص وتكريس حرية الإعلام المطلقة على شبكة الأنترنت سواء الصحافة المكتوبة أو وسائل الإعلام السمعية البصرية وتحسين نشر الصحافة الوطنية عبر كامل التراب الوطني. وفتح سن هذا القانون السبيل لإعداد قوانين خاصة بشأن الإعلام السمعي البصري والإشهار واستطلاعات الرأي إضافة إلى وضع الصحافي.
ب‌. رفع حالة الطوارئ
سبق وأن أشار رفع حالة الطوارئ في عام 2011 إلى إرادة الدولة تعزيز اختيار الشعب الجزائري للديموقراطية والتعددية السياسية وجعله أمرا لا رجعة فيه. وعلى الرغم من أنه ينبغي التذكير بأن هذا الإجراء لم يكن يهدف إلى إعاقة ممارسة الحريات العامة فإنه أتاح للدولة التصدي بسرعة ونجاعة إلى تهديد لم يسبق له مثيل إذ خول للسلطات العمومية اتخاذ تدابير تحيد عن القانون العادي لاسيما في مجال مكافحة الإهاب.
ج‌. الانضمام إلى الصكوك الدولية لتعزيز وحماية حقوق الإنسان
إلى حد اليوم، انضمت الجزائر إلى ثمانية صكوك من أصل تسعة صكوك رئيسية في مجال حقوق الإنسان كما انضمت إلى خمسة صكوك إقليمية وإلى العديد من الاتفاقيات الأخرى المتعلقة بحقوق الإنسان. وللصكوك الدولية التي صدقت عليها الجزائر أولوية على القانون كما تنص عليه المادة 132 من الدستور.
وعلى الرغم من العدوان الإرهابي الذي تعرضت له الجزائر فإنها قطعت شوطا معتبرا في مجالي توسيع ميادين الحرية واحترام حقوق الإنسان.
د‌. سياسة المصالحة الوطنية مسبوقة بسياستي الرحمة والوئام المدني
تتمثل سياسة المصالحة الوطنية في حماية تلاحم المجتمع الجزائري وانسجامه من خلال تعزيز المبادرات السياسية المتتالية، التي تستند إلى القيم الروحية والأخلاقية الراسخة لدى الشعب الجزائري، وهي قيم تتجلى في التسامح والإنسانية وقدسية الحياة البشرية. وتستند هذه المبادرات السياسية إلى مبدأ مفاده أن الإسلام الذي استغلته الجماعات الإسلامية وكل من يرعاها لطالما كان حافزا للمَّ الشمل ومصدرا للنور والسلام والحرية والتسامح. وتستند هذه السياسة أيضا إلى قناعة مشتركة على نطاق واسع مفادها أن سياسة تركز حصريا على القمع لم تكن لتكون كافية لوحدها في قطع دابر هذه الظاهرة على نحو مستدام.
وينقسم هذا النهج إلى ثلاث مراحل. ويتعلق الأمر بسياسة الرحمة التي تم إرساؤها في عام 1995 ثم تلتها سياسة الوئام المدني التي أطلقت عن طريق الاستفتاء في عام 1999 ثم ميثاق المصالحة الوطنية الذي تمت الموافقة عليه عن طريق الاقتراع في عام 2005.
وتتضمن الهندسة العامة لميثاق السلم والمصالحة الوطنية الأمر رقم 06-01 المؤرخ في 27 شباط/فبراير والذي تم سنه تحت عنوان " تنفيذ ميثاق السلم والمصالحة الوطنية" والمرسوم الرئاسي رقم 06-93 المتعلق بتعويض ضحايا المأساة الوطنية والمرسوم رقم 06-94 المتعلق بتقديم الدولة إعانة إلى الأسر المحرومة التي ابتليت بضلوع أحد أقربائها في الإرهاب وأخيرا المرسوم رقم 06-95 المتعلق بشروط تنفيذ المادة 13 من الأمر رقم 06-01، ويكمل هذا الجهاز الإطار القانوني الموجود منذ عام 1999 الذي يتكفل بضحايا الإرهاب من خلال المرسوم التنفيذي رقم 99-44 المؤرخ في 13 شباط/فبراير 1999 المتعلق بتعويض الأشخاص الماديين الذين وقعوا ضحية أضرار جسدية أو مادية لحقت بهم من جراء أعمال إرهابية أو حوادث وقعت في إطار مكافحة الإرهاب وذوي الحقوق..
وبغية تيسير عودة السلم المدني، اتخذت الدولة إجراءات للرحمة لفائدة الإرهابيين الراغبين في التوبة. ووضع هذا النهج جهازا وطنيا للاستقرار وأعرب عن تضامن الأمة وتعاطفها مع جميع ضحايا المأساة الوطنية وذوي الحقوق.
وساهمت الأحكام التي وُضِعت في إطار نصوص القانون هذه على نحو فعال في إبعاد الأفراد المتورطين في قضايا ذات صلة بالإرهاب عن الأفكار المتطرفة والمخططات الأصولية الراديكالية ولا سيما من خلال الأحكام التالية:
- إجراءات إسقاط الدعوى العمومية في حق الأفراد المتورطين في قضايا الإرهاب.
- استبدال وتخفيف العقوبات المفروضة على الأشخاص المحكوم عليهم نهائيا الذين لا يستوفون الشروط لإطلاق سراحهم.
- تقديم الرعاية لأسر الأشخاص الذين تعرضوا للقتل في إطار مكافحة الإرهاب.
- تدابير إقصاء في حق الأشخاص الذين قاموا بعمليات اغتصاب وهجمات باستخدام مواد متفجرة في الأماكن العامة وعمليات اغتيال.
وباسم التضامن الوطني الذي يمثل جزءً لا يتجزأ من عمل المصالحة الوطنية، أخذت الدولة على عاتقها بكل عزم وإصرار قضية ضحايا المأساة الوطنية إذ مدت يد العون إلى الأرملة واليتيم وإلى كل من يحق لهم أن تهُبَّ دولة قوية لمساعدتهم من أجل أن يعيشوا بشرف وكرامة إلى حين أن تلتأم جروحهم.
وكانت سياسة المصالحة الوطنية ولا تزال منصة في خدمة حقوق الإنسان. فقدت أتاحت إنقاذ الأرواح ومنحت السكان بصيص أمل من جديد وأعادت السلم الذي لا يمكن من دونه القيام بشيء لفائدة الأجيال الحالية والقادمة. وأتاحت للبلد استرجاع استقراره السياسي والاقتصادي والاجتماعي والمؤسساتي وعودة الهدوء ومعالجة جراح المأساة الوطنية بنجاعة.
وبفضل هذه السياسة، وافق الآلاف من التائبين على تسليم أنفسهم بملء إرادتهم مما أتاح للأمة إنقاذ المئات بل الآلاف من الأرواح البشرية وتمكن عدد كبير من التائبين من العودة إلى المجتمع والاندماج فيه من جديد. وأتاحت أيضا معالجة مختلف جراح المأساة الوطنية على نحو ملائم. وتضمن ذلك حل الأغلبية الساحقة من النزاعات ذات الصلة بقضية المفقودين الحساسة وإعادة إدماجهم في مناصب عملهم أو تعويض الأشخاص الذين خضعوا لإجراءات إدارية لإقالتهم بسبب وقائع ذات صلة بالمأساة الوطنية وتقديم الدولة الإعانة (منحة الوفاة والمعاشات) إلى الأسر "المحرومة" لتي ابتليت بضلوع أحد أقربائها في الإرهاب (الوفاة في صفوف الجماعات الإرهابية) والاعتراف بالنساء اللواتي تعرضن للاغتصاب من قبل الإرهابيين في المناطق الجبلية كضحايا للإرهاب.
وحسب رأي عدد كبير من الملاحظين، تمثل المصالحة الوطنية في الجزائر نجاحا وتقدما. إذ لم تُفرض على حساب حقوق الإنسان المعترف بها دستوريا للمواطن ولم تتجاهل التزامات الجزائر الدولية وهي تسعى إلى تعزيز وحماية حقوق الإنسان بما في ذلك أسمى هذه الحقوق وهو الحق في العيش.
ومن المهم الإشارة إلى أن عددا محدودا من الأشخاص يرفضون الحصول على التعويض دون أن يعارضوا مبدأ المصالحة الوطنية.
وتعتزم الحكومة الجزائرية مواصلة تنفيذ المصالحة الوطنية وتواصل استقبال الأطفال الضالين بكل أخوية في الوقت الذي تلاحق فيه بإصرار وبكل ما أوتي القانون من قوة وصرامة أي شخص يمس بسلامة المواطنين وممتلكاتهم أو بالاستقرار والأمن في البلد.
ه- عصرنة الخدمة العمومية
يعتبر إصلاح الخدمة العمومية من الانشغالات الكبيرة التي تساور الدولة. وبهدف تقريب الإدارة أكثر من المواطنين وتحسين جودة الخدمات التي يستفيد منها السكان، باشرت الدولة العمل على برنامج واسع النطاق لعصرنة الخدمات الإدارية العمومية ورقمنتها وإضفاء الطابعين اللامركزي والإنساني عليها وذلك في مختلف المجالات، انطلاقا من الحالة المدنية ووصولا إلى وثائق السفر والصحة والبريد ...الخ. ويتمثل الهدف المرجو من ذلك، التمكن من إقامة إدارة رقمية على المدى القصير. وهناك مرصد وطني للخدمة العمومية طور الإنجاز وتتمثل ولايته في المضي قدما بالخدمة العمومية وتقييم نجاعتها على نحو متواصل. وسيجمع البرنامج كافة القطاعات المعنية بما في ذلك المصالح الإدارية والمجتمع المدني والمصالح المختصة. وتحظى النتائج الأولية الملموسة والمتعددة التي حققها هذا البرنامج خلال السنوات الأخيرة الماضية بالرضا والانضمام الشعبي القوي إليها.
2 -التدابير ذات الطابع الاقتصادي
تمثل مكافحة التطرف العنيف والإرهاب والوقاية من العنف المتطرف من خلال المناهج الاقتصادية والاجتماعية والثقافية عناصر مهمة في إطار سياسة التنمية التي تقودها الحكومة الجزائرية.
وتتضمن اولويات هذه السياسة اليوم تدعيم دولة القانون وتعزيز الاستقرار والترويج للحوار الوطني ودعم المجال الاقتصادي والمالي وتحفيز تنمية الأنشطة الإنتاجية وتنمية البنى التحتية الأساسية والترويج لتنمية إقليمية تنسجم مع البيئة وتحترمها وأخيرا تلبية حاجات المواطنين.
وتضمن المخطط الخماسي الذي بلغت ميزانيته 286 مليار دولار وشمل الفترة 2010-2014 برامج طموحة تلبي حاجات البلد في مجالات البنية التحتية وتعزيز الإنتاج الوطني وتلبية حاجات المواطنين. وعلى الرغم من الظرفية الاقتصادية الأقل مواءمة فإن هذا الجهد المبذول سيتواصل في إطار برنامج التنمية الحالي والذي سيشمل الفترة 2015-2019.
وتتطلع الجزائر في إطار استراتيجية التنمية هذه إلى بلوغ هدف معين يتمثل في دفع حركية جديدة تستند إلى النمو الاقتصادي القوي وأن تجعل في الوقت ذاته من التحويلات الاجتماعية مبدأ جوهريا، ومن تحسين ظروف عيش السكان قاعدة أساسية. وقطعت تلبية الحاجات الاجتماعية بذلك شوطا معتبرا. وبلغت نفقات الدولة السنوية لفائدة الفئات المحرومة بذلك حوالي 12 % من مجموع الناتج المحلي الخام.
3 - التدابير المتخذة في مجالي القضاء والسجون
شكل احترام حقوق الإنسان وسيادة القانون الأسس التي تستند إليها الدولة الجزائرية في الكفاح الذي قادته ضد التطرف العنيف والإرهاب. وقد خاضت هذه المعركة من أجل تعزيز قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان وليس لتقويضها. وتساهم مكافحة الإرهاب في ظل احترام الحقوق الأساسية في تحقيق مقبوليتها ونجاعتها. ومن شأن الحياد عن هذه القيم عند محاربة من يحاولون تحطيمها بالتحديد أن يكون بمثابة مد يد العون إليهم وتشجيعهم على خرق المعايير العالمية التي يستند إليها تنظيم مجتمعاتنا.
وانطلاقا من هذه الاعتبارات، وضعت الحكومة الجزائرية تدريجيا مجموعة من التشريعات بغية تأطير عمل قوات الأمن مما يضمن حقوق الأشخاص المتورطين في عمليات إرهابية في السلامة البدنية وعدم المساس بكرامتهم الإنسانية خلال فترة الاعتقال وخلال المحاكمة وطوال فترة قضائهم لعقوباتهم.
ومن بين التدابير الاساسية التي اتخذتها الحكومة الجزائرية لترسيخ دولة القانون وتقديم المزيد من الضمانات إلى المتقاضين، بمن فيهم أولئك المحكوم عليهم بارتكاب أعمال إرهابية، بغية إعادتهم إلى الطريق المستقيم وإعادة إدماجهم في المجتمع بصورة مستدامة، نذكر ما يلي:
أ‌. إلغاء الهيئات القضائية الاستثنائية
أصبحت مقاضاة الأعمال الإرهابية منذ سنوات عديدة تندرج في إطار القانون الجنائي وقانون الإجراءات الجنائية وهي تخضع اليوم تماما إلى قواعد القانون العام. وتفصل مراكز قضائية متخصصة في قضايا الأعمال الإرهابية، وهي محاكم عادية تتمتع بصلاحية إقليمية واسعة النطاق تتشكل من قضاة لهم تكوين تكميلي متخصص. ويتيح تكريس القانون للاختصاص الحصري للمحاكم المدنية التي تضمن الحق في الدفاع في نظر الأشخاص المدانين، بمن فهم أولئك المتورطين في أعمال إرهابية، الاستفادة من محاكمات عادلة.
ب‌. تعليق تطبيق الحكم بعقوبة الإعدام
لم تنفذ الجزائر حكم عقوبة الإعدام منذ عام 1993. وعلى الصعيد التشريعي، خضعت العديد من الجرائم التي كان من المقرر أن ينفذ حكم بعقوبة الإعدام بشأنها إلى الحذف كلية وببساطة (مثل الجرائم الاقتصادية) أو إلى مراجعة تميل إلى استبدال عقوبة الإعدام بعقوبة سجن. ومن جهة أخرى، لا يعتمد أي نص قانوني جديد عقوبة الإعدام. وعلاوة على ذلك، خُففت العديد من عقوبات الإعدام إلى الحكم السجن من خلال العفو الرئاسي. ومن جهة أخرى، فإن الجزائر عضو في مجموعة دعم اللجنة الدولية لمناهضة عقوبة الإعدام. وتواصل رصد إلغاء تنفيذ عقوبة الإعدام، كما انضمت إلى مقدمي قرار الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة في هذا الصدد.
ج‌. التوبة ومكافحة الراديكالية في السجون
فيما يتعلق بالأشخاص المسجونين لارتكابهم أعمالا إرهابية، يطبق قطاع العدالة داخل السجون جملة من الإجراءات بغية القضاء على الراديكالية.
ويتعلق الأمر بردود عقابية ملائمة تهدف إلى الحد من تأثير المسجونين المناصرين للتطرف العنيف أو المتورطين في أعمال إرهابية وضمان إعادة إدماجهم في المجتمع من خلال الأعمال التي تهدف إلى:
- توحيد الأدوات المستخدمة والسبل المتبعة مع المسجونين باعتماد نفس المعاملة التي تعامل بها الشرائح الأخرى من المسجونين وذلك عملا بالقانون ولا سيما فيما يتعلق بظروف الاحتجاز (تقديم الرعاية الطبية والنظافة الصحية والطعام والحفاظ على الأواصر الأسرية من خلال الزيارات والحق في المراسلة...الخ).
- إحباط أية نية أو مشروع للتجنيد في صفوف المسجونين وذلك من خلال فصل الأشخاص المتورطين في أعمال إرهابية عن فئات المسجونين الأخرى وذلك بعزلهم في قاعات وأماكن منفصلة تماما.
- عزل المسجونين الإرهابيين الأكثر خطورة (قادة الجماعات الإرهابية والمحكوم عليهم بالإعدام والمحكوم عليهم بالسجن المؤبد) عن باقي المسجونين من نفس الفئة بغية تفادي أي شكل من أشكال التأثير السلبي أو انتقال العدوى.
- منح الحق في الاستفادة من مختلف برامج إعادة التأهيل وإعادة الإدماج الاجتماعيين أي دروس محو الأمية والتعليم العام والتكوين المهني إضافة إلى مختلف الأنشطة الثقافية الرياضية للمسجونين المتورطين في الأعمال الإرهابية على غرار فئات المسجونين الأخرى والاستفادة أيضا من الحق في الانتفاع بمختلف البرامج السمعية والسمعية البصرية وبرامج المطالعة إضافة إلى الحق في الحصول على الصحافة المكتوبة.
- تقريب الإرهابيين المسجونين من الأئمة المتقنين للعلوم الدينية بغية حث الأشخاص الأكثر راديكالية على التوبة الإيديولوجية في المقام الأول وكذلك لتشجيع هؤلاء الإرهابيين على الاستفادة من أحكام قانون ميثاق المصالحة الوطنية التي تنص على إعادة إدماجهم اجتماعيا وتقديم أفضل تعليم ديني لهم في إطار قيمنا وتقاليدنا الإسلامية القائمة على التقوى والسلام والمغفرة والتسامح.
د. التكوين داخل السجون
تندرج السياسة العقابية الجزائرية في إطار الأنظمة العقابية التي تحث على إعادة إدماج المسجونين. وبالتالي، فالقانون رقم 05-04 المؤرخ في 6 شباط/فبراير 2005 المتعلق بتنظيم السجون وإعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين يكرس مبادئ وقواعد تضع سياسة تعنى بالسجون تستند إلى فكرة الحماية الاجتماعية التي تجعل من تطبيق العقوبات وسيلة لحماية المجتمع وذلك من خلال إعادة التأهيل وإعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين. ويستفيد المسجونون بسبب الأعمال الإرهابية من هذه الترتيبات.
ويستفيد الإرهابيون في السجون أيضا من برامج تكوين مقترحة مسبقا للمسجونين الآخرين في إطار اتفاقية بشأن تكوين المحبوسين مهنيا، عقدت عام 1987 بين وزارة العدل ووزارة التكوين المهني وتم تعديلها واستكمالها في تشرين الثاني/نوفمبر 1997. وتهدف هذه الاتفاقية إلى توفير التكوين في السجون على نحو مركز. وعُززت هذه الشراكة بإنشاء لجنة مختلطة تتألف من أعضاء من القطاعين وتتخذ من الالتزام بالتدريب المشترك لفائدة كل المحبوسين مهمة لها.
ه‌. وفضلا عن هذه التدابير في مجالي القضاء والسجون، اتخذت تدابير أخرى من شأنها أن تفضي إلى استعادة الثقة من جديد:
- الزيارات التي قامت بها كل من اللجنة الدولية للصليب الأحمر واللجنة الوطنية الاستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان والتي شملت الإرهابيين المحبوسين.
- تعزيز إعادة الإدماج الاجتماعي ومساهمة المجتمع المدني وإنشاء مصالح خارجية تابعة لإدارة السجون؛
- تشديد العقوبات الجنائية المفروضة على القيام بالتعذيب لا سيما إذا مارسه أحد الموظفين أو أثاره أو تكتم عنه أو أمر به بغية الحصول على اعترافات.
4- تدابير الحفاظ على النظام العام وحماية الأشخاص والممتلكات
في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، حافظت الجزائر على مستويات عالية من تعبئة مختلف مصالحها الأمنية ومختلف المؤسسات في البلد كما عززت أمنها الحدودي على نطاق واسع. كما انتهجت سياسة لعصرنة قوات الشرطة من خلال تعزيز التكوين وتدريب ضباط الشرطة على المعايير المهنية وتطوير الشرطة العلمية والتقنية وتعزيز الاتصال على الصعيدين الداخلي والخارجي بغية تنمية علاقة الثقة القائمة مع المواطنين وتأكيدها.
كما أن الشرطة الجزائرية مدربة مؤسسيا على احترام حقوق الإنسان. وتم تطوير الشرطة الجوارية بهدف تعزيز التفاعل مع السكان المحليين وحماية الشباب على وجه الخصوص من تأثير التيارات المتطرفة وبهدف القيام بعمل لاستعادة الأفراد الذين كانوا عرضة لهذا التأثير إذا كان ذلك لا يزال ممكنا.
وانتشر عمل الشرطة في مجال القضاء على الراديكالية على العديد من الجبهات من بينها ما يلي:
. كشف موادق التطرف؛
. عزل الجماعات الراديكالية ومناصري التطرف العنيف؛
. تقليص السياق الذي يتيح للأشخاص تطوير أفكار متطرفة؛
. مكافحة الجريمة الإلكترونية كوسيلة لنقل الإرهاب بهدف الوقاية من اللجوء إلى تكنولوجيات الإعلام والاتصال الحديثة ومنع استخدامها لأغراض إرهابية،
. منع استخدام الإعلام الإلكتروني ولكن دون تقييد حرية التعبير لا سيما ذلك الإعلام المرتبط بالتكنولوجيات الحديثة لمناصرة الإرهاب.
. مكافحة الراديكالية عبر شبكة الإنترنت من خلال وضع هياكل تابعة للشرطة تعنى بمكافحة الجريمة الإلكترونية ولا سيما تتبع أنشطة الدعاية عبر الإنترنت من خلال خلايا لليقظة عبر الشبكة.
. التقرب من الشباب الذين يدعون إلى الأفكار الراديكالية بغية إبعادهم عنها وذلك في ظل احترام الحقوق الأساسية للفرد.
. إلغاء كافة وسائل الاتصال بين الإرهابيين وأوساط التجنيد (الحي، المعارف، العائلات).
. سحب الكتب التي تتناول مواضيع دينية ذات طابع متطرف والتي تحرض على التطرف العنيف من فضاءات المطالعة.
. تقويض وسائل الدعاية إلى التطرف العنيف والحركات الإرهابية ومصادر دعمها.
. اللجوء إلى الأطباء النفسانيين من أجل فهم الأشخاص الضعفاء الذين يتقبلون الخطابات المتطرفة والتأثير فيهم واسترجاعهم.
5 - التدابير ذات الطابع الديني
التزمت الحكومة في برنامجها بالمواظبة على تعبئة كافات الطاقات من أجل تدعيم الأسس التي يستند إليها المرجع الديني الوطني وذلك بترقية ثقافة الإسلام الحق التي تتجسد في الإنسانية والتسامح والتناغم الاجتماعي كما التزمت بوضع اللمسات الأخيرة على الاستراتيجية الوطنية في مجال الأنشطة الدينية وبمكافحة كافة أشكال التطرف.
ويرتكز العمل الذي قامت به الجزائر في مجال القضاء على الراديكالية والذي يتجلى في استعادة المرجع الديني الوطني وتدعيمه إلى العديد من المبادرات:
. الحفاظ على تراثنا الشعائري من الأفكار الضارة التي انتقلت إلى مجتمعنا في السنوات الأخيرة والتي تتنافى مع المرجعيات الدينية التي مارسها أسلافنا منذ قرون والتي كانت تستند إلى الاعتدال والتفتح والتسامح.
. تحسين تكوين الأئمة ومستواهم من أجل إدارة المساجد والتعريف برسالة الإسلام على نحو أمثل. وقد خصصت كافة الموارد الضرورية لبلوغ هذه الأهداف. فعلى سبيل المثال، لم يكن هناك على الصعيد الوطني سوى معهد واحد مختص لتكوين الأئمة مقابل 12 معهدا اليوم 6 منها قيد الإنجاز.
. تكوين المرشدات اللواتي يضطلعن بنفس عمل زملائهن الأئمة من الرجال باستثناء إقامة الصلاة. فهن يمارسن منذ سنوات طويلة عملا جواريا لدى العائلات.
. إخضاع كافة الوظائف إلى التكوين قبل مباشرة العمل وذلك من أجل ضمان تحقيق الأهداف التالية:
- الفهم الجيد للإسلام بغية التعريف به بمنأى عن أي تطرف.
- تحديد قواعد التربية الروحية المكونة للشخص والتي تتيح للمجتمع إحراز التقدم.
- الحفاظ على الوحدة الدينية والمرجعيات الدينية والمعاملة الحسنة لغير المسلمين في إطار احترام الشريعة التي تفرض احترام الغير وأراءه ومشاعره بغض النظر عن جنسيته أو ديانته.
. استعادة المساجد لدورها الشعائري والثقافي والتربوي والاجتماعي الحقيقي بما ينسجم مع عمل المؤسسات الأخرى في البلد. ويتعلق الأمر بجعلها تضطلع بدور تربوي وديني للقضاء على الأفكار المتطرفة والحيلولة دون القيام بأية أنشطة راديكالية في أوساط السكان على العموم وفي أوساط الشباب على وجه الخصوص الذين من شأنهم أن يكونوا هدفا لأعمال الدعاية والتلقين العقائدي. ولتحقيق هذه الغاية، هناك خريطة وطنية جديدة للمساجد هي طور الإنجاز.
. إدراج موضوع الوقاية من التطرف العنيف في خطب الأئمة والتعليم القرآني وفي كل التظاهرات التي يشترك فيها قطاع الشؤون الدينية والمسجد على وجه الخصوص.
. مشاركة المرشدين الدينيين (والمرشدات الدينيات) في أعمال التوعية الجوارية ضد ظاهرة العنف والتطرف. وأنجز هذا العمل على نطاق واسع في إطار تنفيذ القانون المتعلق بالمصالحة الوطنية.
. إعادة تنظيم مؤسسة الفتوى في المجالس العلمية التابعة للشؤون الدينية على الصعيد المحلي وفي المساجد وفي استخدام وسائل الإعلام. ويهدف هذا العمل إلى محاربة الأفكار التي تسيء تأويل النصوص الدينية وسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
. افتتاح مرصد وطني قريبا لمكافحة التطرف الديني. وسيتمثل دوره الرئيسي في تحليل الظواهر ذات الصلة بالتطرف الديني واقتراح حلول الملائمة. وسيجمع مختف المؤسسات الوطنية وعلماء من مجالات متعددة والحركة الجمعوية إضافة إلى الشباب والنساء.
. تنظيم أعمال مشتركة للتوعية والتكوين والتفسير مع المجتمع المدني والمنظمات الدولية المعنية على غرار منظمة اليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
. تكوين وتأطير الأئمة الذين يزاولون عملهم في أوساط الجالية الجزائرية المقيمة في الخارج وذلك في إطار اتفاق عقد بين الجزائر وفرنسا. وهذه التجربة هي قيد التوسع لتشمل بلدان أخرى.
. إطلاق رابطة العلماء في دول الساحل من أجل إسلام معتدل وسلمي ومتسامح.
. المضي قدما في بذل الجهود من أجل تعزيز التسامح والانفتاح والتفاهم المشترك من خلال التكوين الديني التي تقدمه جامعة أدرار إلى دول المنطقة منذ عقود والمعهد الإسلامي في تمنراست إضافة إلى تقديم المئات من المنح للدراسات الجامعية الإسلامية سنويا إلى رعايا هذه الدول.
. تكييف الإطار التشريعي والتنظيمي الذي يحكم النشاط الشعائري من أجل مكافحة التطرف العنيف ومواجهة التحديات المعاصرة.
. تشجيع الكتاب الديني المعتدل عوضا عن الكتب التي تحرض على العنف والتمييز الذي يترتب عليهما آثار سلبية تمس الإسلام والديانات الأخرى.
. حشد الجامعة الإسلامية الجزائرية في نشر إسلام معتدل ومتسامح وفي التكوين العالي للأئمة لا سيما إدراج دورات تدريبية عديدة إضافة إلى تخصص دكتوراه في إطار نظام التكوين ليسانس.ماستر.دكتوراه (ل.م.د).
. زيادة التعاون مع الحقل التعليمي من أجل التصدي إلى تسلل الجماعات الطائفية.
. مشروع إنشاء أكاديمية لعلوم الفقه تجمع بين كافة المذاهب الإسلامية تقوم بإصدار الفتاوى وتتكون من مختصين في الفقه وأطباء وعلماء اجتماع وحقوقيين إضافة إلى مهارات وطنية في شتى المجالات.
. مشروع إنشاء جمعيات دينية بمرسوم رئاسي تتيح التكفل بالنشاط الديني داخل المساجد وأماكن العبادة وخارجها أيضا.
. مشروع قيد الدراسة لإنشاء مؤسسة مفتي الجمهورية.
6 - التدابير الموجهة صوب البيئة المباشرة للعائلات والحركة الجمعوية والزوايا والمنظمات التقليدية الأخرى
أدرج عمل الدولة في مكافحة التطرف العنيف والقضاء على الراديكالية أيضا إطارات ومنظمات أخرى يمكنها التأثير في تصرف الأشخاص والمساهمة في تراجع الأفكار المتطرفة. ومن بين هذه العوامل ما يلي:
- العائلات: يكمن الهدف في توعيتها من أجل تفادي وقوع أبنائها في الراديكالية وتشجيع توبة أقربائها الضالعين في أنشطة التطرف والإرهاب. فالشعور بالانتماء إلى دائرة أصولية والرغبة في الانتقام غالبا ما دفع بالشباب الذين اعتقل أفراد عائلاتهم أو قتلوا لضلوعهم في الأعمال الإرهابية إلى الالتحاق بالمجموعات الإرهابية الناشطة. وغالبا ما حقق العمل لدى العائلات مبتغاه.
- السكان: يهدف العمل المنجز إلى توعيتهم إزاء الأخطار المترتبة على التطرف العنيف والإرهاب والتي تعرض أمنهم الشخصي وممتلكاتهم وشرفهم إلى الخطر. وتكتسي العلاقات مع السكان أهمية جوهرية لما يمكن أن تحققه من نجاح على نطاق واسع في مجال مكافحة الإرهاب والعمل على محاربة التطرف العنيف والقضاء علىالراديكالية. وتعتبر إدارة هذه العلاقات عنصرا أساسيا للعمل النفسي من شأنه أن يساهم في كسب دعم السكان.
- الزوايا والمدارس القرآنية: تستقبل الزوايا والمدارس القرآنية مختلف شرائح المجتمع الجزائري من كافة أنحاء البلد. وقد شكلت ولا تزال تشكل منصات لزرع أفكار الإسلام تصوراته الإيجابية والبناءة وإقامة روادع أمام التطرف العنيف والراديكالية.
- نظام الصدقة والزكاة والوقف: يتمثل عمل الحكومة الجزائرية في تنظيم الأموال المتداولة في صورة زكاة أو وقف وضمان تأطير هذا النشاط من خلال آليات تضمن شفافية جمع المداخيل المتأتية من هذه المصادر وتوزيعها. وبالتالي، تجمع وزارة الشؤون الدينية أموال الزكاة وتستخدمها في تقديم المعونة إلى المحتاجين ومساعدة الشباب أيضا في إنشاء أنشطة إنتاجية في إطار المؤسسات الصغيرة وذلك من خلال منح القروض. وتعتزم الحكومة إنشاء مؤسسة مالية عمومية (مؤسسة الزكاة) تأخذ على عاتقها مهمة جمع أموال الزكاة والتبرعات وتوزيعها على نحو عادل على المحتاجين ويهدف ذلك أيضا إلى ضمان تتبع الأموال وتفادي جمعها واستخدامها لخدمة أغراض التطرف العنيف والإرهاب.
- الثقافة الإسلامية والكتاب الديني: يستند العمل المنجز في هذا المجال إلى ما يلي:
- نشر مبادئ الثقافة الإسلامية القائمة على أسس حرية التفكير والتعاون والتسامح من خلال المراكز الثقافية الإسلامية ومرافقها في الولايات وعلى الصعيد المحلي.
- تنظيم منتديات علمية وأيام دراسية بهدف تعزيز الاعتدال والتسامح كقيم مركزية في الحضارة الإسلامية (على سبيل المثال: المنتدى الدولي حول "الإسلام والتطرف العنيف" والمنتدى الدولي حول " الأمن الإيديولوجي" والمنتدى الدولي حول "ممارسة الشعائر الدينية لغير المسلمين").
- تنظيم قافلات علمية تهدف إلى إبراز التنوع الثقافي في الجزائر.
- مساندة الكتاب الديني المعتدل كما ذكرناه آنفا على حساب الكتب الدينية التي تحرض على العنف.
7 - التدابير المتخذة في مجالي الاتصال والإعلام
لقد شمل الكفاح في الجزائر ضد التطرف العنيف والإرهاب الميدان الإعلامي أيضا، وهو ميدان استثمرت فيه الجماعات الإرهابية ومنظروها ومجندوها الكثير.
ومن بين التدابير التي اتخذتها الحكومة بغية التصدي إلى الخطاب المتطرف، وذلك بمحاربة الإرهاب وتحقيق فهم صحيح للإسلام الحق، ذلك الإسلام الذي يدعو إلى السلم والتسامح والانسجام في المجتمع وينادي إلى الأخوية بين البشر نذكر ما يلي:
- إعادة صياغة الإطار التشريعي والتنظيمي بغية تعزيز التعددية السياسية وحرية التعبير وفتح الحقل الإعلامي.
- تطوير محتويات إعلامية تجرد الخطاب المتطرف مما يدعيه من شرعية وتفند من قيمته وتكشف تنافيه مع قيم وتعاليم الإسلام الحق وتشرح قيم التلاحم والعفو والتسامح التي ينادي إليها الإسلام وتبين الدمار والأعمال الوحشية التي يرتكبها الإرهاب وحماته وتندد على نحو مستمر بالخلط بين الدين الإسلامي والإرهاب والتطرف العنيف.
- مشاركة كافة قوى الأمة ومواردها المشرقة في الحقل الإعلامي لمكافحة الخطاب المتطرف والعنيف والإرهاب: المثقفون وأصحاب النفوذ الاجتماعي والشخصيات المعروفة لإلمامهم بالدين (الأحاديث الدينية والنقاشات التي تذاع في قنوات الإعلام العمومية) والمختصون في القضايا الأمنية للقيام بتحليلات في البرامج التلفزيونية والإذاعية والمقالات الصحفية للأعمال الإرهابية وأنصارها وآثارها المدمرة
- إيلاء وسائل الإعلام شديد الاهتمام بالآراء المعتدلة والمفكرين المسلمين المشهورين في لقاءات مواضيعية على الصعيدين الوطني والدولي.
- تطوير خطاب وتواصل يستهدفان الشباب على وجه الخصوص على أمواج القناة الإذاعية الموجهة إلى الشباب " جيل FM ".
- تطوير تواصل موجه صوب الخارج بغية شرح واقع ظاهرة الإرهاب وضم أعداد غفيرة إلى الكفاح من أجل القضاء عليه.
- تكريس حرية التعبير من خلال الإكثار من العناوين في الصحافة المكتوبة العمومية ولاسيما الخاصة باللغتين العربية والفرنسية على الصعيدين الوطني والجهوي وذلك في صورة جرائد يومية وأسبوعية وشهرية تتناول مواضيع عامة أو خاصة (حوالي 360 إصدار بين الجرائد اليومية والمجلات) وزيادة عدد دور النشر أيضا.
- إنشاء حوالي 50 قناة إذاعية عمومية تتناول مواضيعا محددة وعامة على الصعيدين الوطني والمحلي وتتيح لكل ولاية أن تمتلك قناة إذاعية واحدة على الأقل إضافة إلى القناة الإذاعية الدولية التي تبث برامجها عبر شبكة الإنترنت.
- إنشاء إذاعة القرآن وشاشة القرآن الجزائرية اللتان تساهمان عبر برامج قوية في نشر إسلام السلم والتسامح والإنسانية والتضامن الذي لطالما عاشه الجزائريون.
- مشاركة وسائل الإعلام في عمليات مكافحة الإرهاب والعمليات الأمنية بصفتها وسيطا إعلاميا للتعبئة والتوعية ضد هذه الظاهرة.
- تنظيم دورات تكوينية للصحفيين على المبادئ الأخلاقية والأخلاقيات المهنية بشأن مسؤولية إدارة المعلومة الأمنية وضرورة ضمان تحقيق توازن بين الواجب الإعلامي والمقتضيات الأمنية.
- مرافقة ودعم سياسات الرحمة والوئام المدني والمصالحة الوطنية. إذ انتقل بذلك الوسط الإعلامي من مرحلة التنديد بالميول الأصولية ومواجهتها إلى مرحلة تهدئة المجتمع برمته.
- تحرير القطاع السمعي البصري الذي أتاح إنشاء 25 قناة تلفزيونية جزائرية خاصة التي كان من بين أهم الآثار الإيجابية المترتبة عليها، صرف انتباه الشباب الجزائري عن بعض القنوات التلفزيونية الاجنبية التي تحرض على الخطاب المتطرف والانخفاض الملحوظ في مشاهدة الجزائريين لها على العموم وتهميش الخطابات المتطرفة وتأثيرها في أوساط الشباب.
- تنديد العلماء عبر وسائل الإعلام إضافة إلى خطب الأئمة وبين عائلات الإرهابيين ومختلف مواقع المؤسسات العمومية على شبكة الإنترنت بالفتاوى التي تبيح "الجهاد" المزعوم الذي تدعو إليه الجماعات الإرهابية وذلك بهدف إضعاف عملها الدعائي وتعزيز مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف.
- بث العديد من برامج وآراء رجال الدين المعروفين بدعوتهم إلى الاعتدال والتسامح عبر القنوات الإذاعية والتلفزيونية التي يتتبعها الإرهابيون مثل القناة الاولى وقناة القرآن الكريم التي وضعت خصيصا للتصدي إلى الخطاب الراديكالي.
- تظافر الجهود الرامية إلى رفض الإسلام الراديكالي والتطرف العنيف بالإجماع في وسائل الإعلام في القطاع العمومي وتوجيه الدعوة باستمرار إلى القطاع الخاص إلى السير على نفس المنوال مما أدى إلى تسجيل انخفاض ملموس في إمكانية إعادة إحياء القدرات الإرهابية.
وعلى الصعيد الإقليمي، فالجزائر عضو في لجنة مكافحة الإرهاب في وسائل الإعلام ولجنة مكافحة الإرهاب على شبكة الإنترنت التابعة لجامعة الدول العربية.
8 - التدابير المعمول بها في التربية الوطنية
تخصص الجزائر منذ استقلالها ما يعادل 25% من ميزانيتها السنوية لقطاع التربية الوطنية. ومعدّل التمدرس بها من بين الأعلى في العالم. إذ بلغ 98.4% عام 2014.
إنّ التربية والتكوين هما السبيلان الجوهريان والأكثر فعالية لمكافحة الظلامية والتطرف العنيف. وتقوم المدرسة الجزائرية، من حيث نشأتها وبرامجها التعليمية وبرنامجها الوطني الخاص بمكافحة العنف في الوسط المدرسي، المكرّسة في القانون التوجيهي للتربية الوطنية رقم 08 04 المؤرّخ في 23 يناير/ كانون الثاني 2008، بدور هام في مكافحة التطرف العنيف والراديكالية.
إنّها مدرسة تهدف إلى تكوين مواطن يتمتع بمرجعيات وطنية راسخة ويرتبط ارتباطا وثيقا بقيم المجتمع الجزائري وقادر على فهم العالم الذي يعيش فيه والتكيف معه والتأثير فيه وفي نفس الوقت، جاهز للانفتاح على العالم الخارجي بدون أيّ عقدة.
تضطلع المدرسة الجزائرية بوظائف تعنى بالإرشاد والتنشئة الاجتماعية والتزويد بالمهارات أي أنّها تتيح للمتعلمين اكتساب المعارف والخبرة الضرورية لمواصلة التعلّم والاندماج في الحياة العملية وتلقينهم احترام القيم الروحية والأخلاقية والمدنية للمجتمع الجزائري والقواعد السلوكية في الأسرة التي تعدّ نواة المجتمع. وتسمح المدرسة أيضا بتزويد المتعلمين بالمعارف والكفاءات الأساسية التي تمكِّنهم من الالتحاق بدراسات وتكوين التعليم العالي والحصول على منصب شغل ومواصلة التعلّم مدى الحياة.
تقوم المدرسة الجزائرية على مبادئ جوهرية يكفلها الدستور، وهي كالآتي:
. ضمان الحق في التربية؛
. ضمان التعليم؛
. إجبارية التعليم حتى سنّ السادسة عشر
. دور الدولة في ضمان تكافؤ فرص الاستفادة من التربية؛
. صياغة حقوق وواجبات التلاميذ والمعلمين ومدراء المؤسسات التربوية.
كما أنّ مادتين من القانون التوجيهي للتربية الوطنية تحميان المؤسسة التربوية من كلّ تأثير أو تلاعب إيديولوجي أو سياسي أو متحيّز.
وتمّت مراجعة برامج التعليم في إطار القانون التوجيهي للتربية الوطنية رقم 08 04 المؤرّخ في 23 يناير/ كانون الثاني 2008. وتكفل هذه البرامج، بالتكامل مع باقي مكونات النظام التعليمي، تجسيد أهداف نقل القيم الوطنية وترسيخها:
- القيم الجمهورية والديمقراطية: تعزيز الوعي بالقانون واحترامه، احترام الغير والقدرة على الاستماع للآخر، احترام القوة الحاكمة وحقوق الأقليات.
- -قيم الهوية الوطنية الثابتة (الإسلام والعروبة والأمازيغية) إذ تتماشى تنمية وتعزيز هذه القيم مع بعدها العالمي المتعلق بحقوق الإنسان والمواطنة وحماية الحياة والبيئة.
- القيم العالمية: تعزيز الفكر العلمي ومهارات التفكير والنقد والتحكم في أدوات الحداثة من جهة، وحماية حقوق الإنسان بكل أشكالها والدفاع عنها وحماية البيئة والانفتاح على ثقافات وحضارات العالم، من جهة أخرى.
ويشتمل التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي على الفروع المعرفية التالية:
- التربية الإسلامية، وتستند إلى القيم الإنسانية والأخلاقية التي يثمِّنها الإسلام: التسامح والكرم والعدل والعمل والإخلاص. وتهدف هذه المادة إلى تعزيز السلوك السليم لدى المتعلم وتلقين ركائز الإسلام الخمس مع التدبر في بعض الآيات القرآنية والأحاديث.
- العلوم الإسلامية، التي تُلقن ابتداء من السنة الأولى من التعليم الثانوي تحت مسمّى العلوم الشرعية، تنزع إلى دراسة فلسفية وحضارية لمختلف المذاهب الفقهية والديانات الأخرى لتعزيز الهوية وشعور الانتماء وروح التسامح وقَبول الآخر والتعايش السلمي مهما تعدّدت الاختلافات.
وتهدف التربية المدنية والأخلاقية إلى تكوين مواطني الغد، ليس فقط ليكونوا رجال بلد أو أمة ما، بل ليكون إنسان الألفية الثالثة "مواطنا عالميا"، قويا بقيمه وبهويته الثقافية الوطنية ومتشبعا بالقيم العالمية.
وارتقت العلوم الإنسانية، في النظام التربوي الجزائري، بغاياتها وأهدافها لرفع مختلف التحديات على المستوى الداخلي، كظهور التعددية السياسية والتحول إلى اقتصاد السوق وضرورة تعزيز روح المواطنة وحب الوطن وعلى المستوى الخارجي، التوجه الحتمي نحو العولمة من جهة، والتحولات التي تفرضها المعلومة والاتصال، من جهة أخرى.
ويركز تعليم الفلسفة على تلقين روح التفكير والنقد لا على معلومات تجريدية ينهك التلاميذ أنفسهم في حفظها لمجرّد ترديدها يوم الامتحان. ولتعويد التلاميذ على التفكير، يُلقَنون نظريات المعرفة وفلسفة العلوم والتتابع التاريخي الذي تمخضت عنه أكبر إنجازات الفكر البشري لإطلاعهم على مكنونات الخطاب الفلسفي.
التربية البدنية أو الرياضية، وهي تقوم بدور أساسي في تعزيز الاعتماد على الذات وروح التعاون وتكوين شخصيات متزنة ومنسجمة مع الغير.
البرنامج الوطني لمكافحة العنف في الوسط المدرسي: يرتكز هذا البرنامج على ضرورة توفير الحماية والأمن والسلامة الجسدية والنفسية والعقلية للتلاميذ وكلّ طاقم المؤسسات المدرسية. ويشتمل على مجموعة واسعة من التدابير الوقائية والتحسيسية وتدابير ردعية أيضا.
9 - محاربة الأمية
استهدف التطرف العنيف ودعاته أيضا طبقات المجتمع التي أنهكتها الأمية وهمشتها، إذ بلغت نسبتها 40% عام 1990. وأبى حماة التطرف العنيف إلاّ أن يرسخوا في هؤلاء الأشخاص مفاهيم دينية لا سيما مفهوم الجهاد بوسائل دعائية تجعل، عَرَضا وبشكل مبالغ فيه، تجاهل الجهاد أو التقاعس فيه ذنبا عظيما. وأجّجت هذه الدعاية لدى بعض الأشخاص شعورا بالذنب وانتماء لقضية الأصوليين.
وللتصدي لهذا الوضع، أولت الدولة اهتماما أكبر بسياسة محو الأمية التي وضعت ركائزها في السنوات الأولى من الاستقلال.
وبفضل هذا المجهود، آتت هذه السياسة أُكُلها بشكل تدريجي، ممّا أتاح خفض هذه الآفة إلى 22% عام 2008 وإلى 15.5% عام 2014، حسب التقديرات. ولهذا الغرض، تمّ اللجوء إلى مناهج تكوين متنوعة تتوافق واحتياجات ومشاكل الأشخاص المستهدفين (تكوين تأهيلي، تكوين خاص بالأمهات الماكثات بالبيت، دروس مسائية وتدريبات).
10 - التدابير المتخذة لتعزيز التكوين المهني
يظل التكوين المهني واحدا من أنجع السبل لحماية الشباب، الذين لم يكملوا تعليمهم ضمن النظام التربوي، من تأثير وشَرَك التطرف العنيف، من خلال تزويدهم بمؤهل مهني معترف به يمكّنهم من الالتحاق بسوق العمل.
وفي هذا السياق، بذلت الدولة الجزائرية جهودا جبارة لتمكين كلّ المواطنين، خاصة الشباب، من الاستفادة من التكوين المهني. وعليه، تنص المادة الرابعة من القانون رقم 08 07 المؤرخ في 23 شباط/ فبراير 2008، المتضمن القانون التوجيهي للتكوين والتعليم المهنيين، على ما يلي: "إنّ تزويد كلّ مواطن بمؤهل مهني معترف به يعدّ هدفا وطنيا ودائما. تضمن الدولة تكافؤ الفرص في الاستفادة من الطابع العام للتكوين والتعليم المهنيين. يجب توفير أجهزة خاصة لتكوين الأشخاص ذوي الإعاقات والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة".
وفي إطار هذا القانون، بادرت الدولة بإجراءات عميقة الأثر تهدف أساسا إلى :
- التوزيع العادل لمؤسسات وهياكل التكوين على كل التراب الوطني.
- النهوض بالحرف التقليدية ودعمها.
- النهوض بالمهن اليدوية ودعمها، خاصة تلك المتعلقة بالبناء والأشغال العامة والزراعة.
- تمكين القطاع الخاص من تكوين الشباب، لحثه على المشاركة في الجهود الوطنية.
- تمكين كلّ الشباب من التحصل على مؤهل مهني.
- الارتقاء بالأفراد اجتماعيا وثقافيا من خلال ضمان استفادة متكافئة من أحسن التأهيلات ودعم الفئات الخاصة من المجتمع لتمكينها من الاندماج في الحياة العملية.
تشجع هذه الاستراتيجية تنوع مناهج التكوين (منهج التكوين داخل المؤسسات ومنهج التكوين من خلال التعلّم ومنهج التكوين عن بعد ومنهج التكوين المتواصل) ممّا يتيح استقبال ما مجموعه 000 600 متدرب سنويا في 1200 مؤسسة عامة بالإضافة إلى 760 مؤسسة خاصة بقدرة استقبال تعادل 000 45 منصبا بيداغوجيا.وتمكّن أيضا كلّ فئات المجتمع من الاستفادة من التكوين. وتقترح الدولة على آلاف الشباب الذين يوقفون مشوارهم الدراسي سنويا، قبل السن التي تسمح لهم بالالتحاق بالتكوين، 76 تخصصا من بين 422 تخصصا ومهنة، لا تتطلب مستوى ومؤهلات خاصة. وبادرت الدولة بتعزيز فتح وحدات تكوين منفصلة في المناطق الريفية تستهدف الشباب لاسيما الفتيات. وحظيت هذه المبادرة الأخيرة بالقَبول ولاقت صدى إيجابيا لدى المسؤولين المحليين في البلديات والولايات التي وفرت الوسائل اللازمة لنجاحها. ولاقى إبرام شراكات مع إدارات وزارية ومؤسسات عامة وشركات خاصة وجمعيات تشجيعا أيضا. ويُكوَّن ما معدله 000 100 شاب سنويا تكوينا عمليا وتعليميا في المؤسسات العامة والخاصة (أبرمت 83 اتفاقية إطار وتمّ التوقيع على 3213 اتفاقية خاصة على الصعيد المحلي).
11 - التدابير المتخذة لتعزيز الشغل ومكافحة البطالة في أوساط الشباب
الشغل أيضا من أنجع وسائل إدماج الشباب في الحياة العملية وتحصينهم ضد التأثير المحتمل للتيارات المتطرفة.
ولهذا ضاعفت الدولة من جهودها لوضع آليات عامة لدعم التشغيل، من شأنها تشجيع الاندماج المهني للشباب سواء من خلال العمالة أو تعزيز روح ريادة الأعمال عند هذه الشريحة من المجتمع، بتشجيعها على إنشاء شركات متناهية الصغر.
ولهذا تمّ وضع آليتين رئيسيتين: آلية المساعدة على الاندماج المهني DAIP والآليات العامة لدعم خلق نشاط :
تهدف آلية المساعدة على الاندماج المهني في المقام الأول إلى تحسين إمكانية تشغيل الشباب في إطار العمالة وزيادة فرص تشغيلهم في القطاع الاقتصادي الإنتاجي الذي يتيح فرص إدماج أكثر استدامة. ويتم الإدماج المهني لطالبي العمل لأول مرة وفقا لثلاث أنماط من العقود تحدّها الآلية وهي كالآتي:
. عقود إدماج حاملي الشهادات CID : خاص بالشباب المتحصلين على شهادة من التعليم العالي والتقنيين السامين المتخرجين من المؤسسات الوطنية للتكوين المهني؛
. عقود الإدماج المهني CIP : الخاص بالشباب الذين أوقفوا تعليمهم في المرحلة الثانوية من التربية الوطنية والقادمين من مراكز التكوين المهني أو الذين تحصلوا على تدريب تعليمي؛
. عقود التكوين والتوظيف CFI: الخاص بالشباب بدون تكوين أو مؤهلات
. عقود الإدماج المهني المدعم CTA
وتقوم الوكالة الوطنية للتشغيل ANEM بدور الوسيط في سوق العمل
مكّنت آلية المساعدة على الاندماج المهني الآلاف من الشباب، طالبي العمل لأول مرّة، من الاندماج والاستفادة من أول خبرة مهنية وتحسين إمكانية تشغيلهم وبالتالي تسهيل اندماجهم في سوق العمل. وفيما يتعلق بعقود الإدماج المهني المدعم، تساهم الدولة في دفع أجر الشباب الموظفين لمدّة ثلاث سنوات ويتكلف الموظِّف بتكاليف العمل الإضافي بالتزامن مع العديد من الإجراء ات الضريبية وشبه الضريبية.
تهدف الآليات العامة لدعم خلق نشاط إلى تعزيز روح ريادة الأعمال لدى الشباب وتشجيع توجيه أصحاب المشاريع من الشباب إلى خلق أنشطة إنتاجية في أسواق تحفز الابتكار.
ولهذا الغرض، أنشأت الدولة الهيئات والوكالات المتخصصة التالية:
- الصندوق الوطني للتأمين عن البطالة(CNAC)وهو جهاز موجه للبطالين أصحاب المشاريع الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و50 سنة والذين يمتلكون مؤهلات مهنية ويرغبون في إنشاء مؤسسة متناهية الصغر لإنتاج السلع وتقديم الخدمات.
- الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب (ANSEJ) التي تدير جهاز دعم موجه للشباب الراغبين في إقامة مشاريع والذين تتراوح أعمارهم بين 18 و35 سنة والذين بحوزتهم مؤهلات مهنية ذات صلة بالنشاط المقترح ويتعلق بنوعين من الاستثمارات: الاستثمار لغرض إنشاء أنشطة لإنتاج السلع وتقديم الخدمات أو توسيعها. ووضعت صيغ للتمويل في هذا الصدد: (1) التمويل الثلاثي (صاحب المشروع-الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب بقرض بدون فوائد -القروض المصرفية).
ويستفيد أصحاب المشاريع في جهازي الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب والصندوق الوطني للتأمين عن البطالة بالتالي من:
- قرض بدون فوائد من أجل إنشاء مؤسسة صغيرة يمكن أن يصل مبلغه إلى 10.000.000 دينار جزائري؛
- قرض إضافي بدون فوائد بمبلغ 500.000 دينار جزائري من أجل اقتناء الشباب خريجي منظومة التكوين المهني عربة ورشة لممارسة أنشطتهم.
- قرض إضافي بدون فوائد من أجل تحمل نفقات تأجير المحل المخصص لإنشاء مكاتب اجتماعية لفائدة الشباب خريجي التعليم العالي؛
- قرض إضافي بدون فوائد بمبلغ 500.000 دينار جزائري من أجل تحمل نفقات تأجير المحل المخصص لإنشاء أنشطة لفائدة الشباب أصحاب المشاريع؛
- تخفيض معدلات أسعر فائدة القروض المصرفية بنسبة 100%؛
- منح مزايا ضريبية للشباب أصحاب المشاريع خلال مرحلتي إنشاء المؤسسة المتناهية الصغر واستغلالها؛
- تقديم التكوين والمشورة في مجال تسيير المؤسسات وتقديم المرافقة خلال مرحلتي الإنشاء والاستغلال.
ودعم جهاز كل من الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب والصندوق الوطني للتأمين عن البطالة بصناديق لضمان أخطار القروض التي تمنحها البنوك للشباب أصحاب المشاريع.
النتائج المحققة:
انعكست المواصلة في تنفيذ خطة العمل من أجل الارتقاء بالعمالة ومكافحة البطالة في أثر إيجابي مباشر على خلق مناصب الشغل وتطور المنحنى التنازلي لنسبة البطالة.
- انتقل معدل البطالة من نسبة 30% في بداية سنوات 2000 إلى نسبة 9.8% في شهر نيسان/أبريل 2014. ويقدر التحقيق الذي أجري في شهر أيلول/سبتمبر 2014 نسبة بطالة بلغ إجماليها 10.6%.
- وتمثل هذه البطالة بطالة إدماجية إذ إن حوالي 59% من البطالين يطالبون بالعمل لأول مرة.
- وانتقل معدلة البطالة في أوساط حاملي شهادات التعليم العالي من نسبة 21.4% في عام 2010 إلى نسبة 14.3% في شهر أيلول سبتمبر 2013 ثم إلى نسبة 13.0% في شهر نيسان أبريل 2014. لترتفع مجددا إلى نسبة 16.4% في شهر أيلول/سبتمبر 2014.
- وتشهد نسبة البطالة في أوساط النساء تراجعا ملموسا. إذ انتقلت من نسبة 31.4% في عام 2001 إلى نسبة 19.1% في شهر أيلول سبتمبر 2010 ثم بلغت نسبتها 14.2% في شهر نيسان أبريل 2014.. ولكنها سجلت ارتفاعا لتبلغ نسبة 17.1% في شهر أيلول سبتمبر 2014.
- وأتاح جهاز المساعدة على الادماج المهني إدماج حوالي 1.428.334 شاب وتوظيف 179.216 شاب في إطار عقد العمل المدعم خلال الفترة 2010-2014 فقط.
- وفي مجال الوساطة في سوق العمل، سجلت الوكالة الوطنية للتشغيل خلال نفس الفترة تنصيب 1.144.651 شخصا باحثا عن العمل في القطاع الاقتصادي. ومن جهة أخرى، تم تنصيب 34.777 شخصا من قبل الهيئات الخاصة المعتمدة لتنصيب العمال.
- وخلال الفترة 2010-2014 لوحدها، تم تسجيل إنشاء 316.171 مؤسسة متناهية الصغر بقدرة تشغيل بلغت 666.765 منصب شغل.
إن هذه النتائج مشجعة إذ إن مؤشرات العمل والبطالة تسجل تطورا إيجابيا منذ 15 سنة الأخيرة.
12 - التدابير المتوخاة للارتقاء بالثقافة في مجال مكافحة لإقصاء والتطرف العنيف:
لا يمكن أن تتماشى الثقافة باعتبارها مجالا للإبداع وحرية التعبير مع التعصب والتزمت. ولذلك استهدفت الأعمال الإرهابية التي تعرضت لها الجزائر في سنوات التسعينيات هذا القطاع استهدافا مباشرا. فقد اغتيل رجال ونساء كانت مهنتهم الإبداع الأدبي والفني وفضل البعض الآخر شد الرحال بعيدا عن الوطن هروبا من العنف. كما تهجم الإرهاب أيضا على التراث المادي والمعنوي وكذلك البنى التحتية الثقافية.
وفي الميدان الثقافي، ألحق الإرهاب خسائر فادحة ظاهرة وخسائر أخرى لن يكمن تقييمها سوى على المدى الطويل.
وأمام هذه الآفة، وسعيا لتقديم بدائل للمواطنين من أجل صون التراث الثقافي الوطني وتشجيع الإبداع الثقافي بكل أشكاله، عملت الحكومة انطلاقا من العشرية السوداء على تكثيف الأنشطة الثقافية من خلال توخي مجموعة من التدابير التي تلم بكافة أبعاد النشاط الثقافي، نذكر من بينها ما يلي:
- زيادة عدد المهرجانات تدريجيا ليبلغ عددها اليوم 176 مهرجانا دوليا ووطنيا ومحليا (مقابل 28 مهرجانا في عام 1998) تقام سنويا بتمويل من الدولة.
- تنظيم العديد من التظاهرات الدولية التي تجري دون حوادث مما يؤكد على إلحاق الهزيمة بالإرهاب _الجزائر عاصمة الثقافة العربية 2007 والمهرجان الثقافي الأفريقي في الجزائر عام 2009 وتلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية في عام 2011 وقسنطينة عاصمة الثقافة العربية هذه السنة).
- إنشاء العديد من المكتبات تم تسليم 341 منها بين 2010 و2014.
- تشجيع الجمعيات الثقافية: خلال عام 2015، استفادت 507 جمعيات من الدعم الذي قدمته وزارة الثقافة عبر كافة التراب الوطني، مع ارتفاع ملحوظ في الميزانية المخصصة لدعم الجمعيات الثقافية في السنوات الأخيرة.
- إحياء ذكرى الفنانين في مختلف الميادين: وتمثل هذه الإشادات العامة إشارة قوية إلى المبدعين في المجال الفني بتنوع أشكاله لمعارضة محاولات إغلاق الساحة الثقافية من قبل المتطرفين والرقابة التي شرعوا في فرضها لصالح الفكر الظلامي.
- الأعمال الثقافية في المدارس: عمليات الحقائب المتحفية لتقريب التراث من التلاميذ.
- الارتفاع الملحوظ في الميزانية التي تخصصها الدولة للقطاع الثقافي.
- تكثيف المشاركة الجزائرية في التظاهرات المنظمة في الخارج بغية إثبات مقاومة بلد وشعبه للعالم بأسره. أصبحت الجزائر من جديد وجهة ثقافية للفنانين الأجانب. وبالتالي، نظمت في الجزائر العديد من الأسابيع الثقافية وبالمثل، تنظم العديد من الأسابيع الثقافية الجزائرية في الخارج.
- القانون المتعلق بحماية التراث الثقافي، الذي يمثل إرثا محددا للهوية ويتتبع مسار البلد على مر العصور التاريخية ويروي المساهمة التي قدمها إلى الثقافات الأخرى.؛
- تعدد الإنجازات في مجال البنى التحتية الثقافية الجوارية لاسيما تلك التي تستهدف الشباب؛
- مأسسة المهرجانات الموسيقية والمسرح والشعر وتشجيع المطالعة العمومية والإنتاج السينمائي؛
- ترميم قاعات السينما التي دمرها الإرهاب وإنشاء المركز الوطني للسينما الجزائرية من أجل إحياء الإنتاج السينمائي؛
- إصدار مرسوم تنفيذي سنة 2003 يحدد الإطار التنظيمي لنشر الكتب والمراجع في الجزائر وينشئ ترخيصا لا تمنحه سوى وزارة الثقافة من أجل إدخال المراجع إلى التراب الوطني. ويهدف هذا القانون على وجه الخصوص إلى منع استيراد الكتب التي تحرض على التطرف العنيف؛
- إعادة إحياء الصالون الدولي للكتاب والصالونات الجهوية التي تقام سنويا؛
- الانضمام إلى معاهدات منظمة اليونسكو (الاتفاقية بشأن حماية تنوع أشكال التعبير الثقافي وتعزيزه التي اعتمدت في شهر تشرين الأول/أكتوبر 2005 واتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي التي اعتمدت في عام 2003 والتي كانت الجزائر أول بلد يوقع عليها)؛
- تنظيم العديد من الندوات (من بينها الندوة عن القديس أوغسطين).
وأتاح هذا النهج السياسي تحفيز الإنتاج الثقافي والفني بوصفه شكلا من أشكال مكافحة التطرف العنيف والإرهاب وذلك في ميادين عديدة منها:
الفن السينمائي: أنتجت العديد من الأفلام بفضل الدعم المالي الذي قدمته وزارة الثقافة من خلال صندوق دعم الصناعة السينمائية وذلك بغية التوعية ضد الأصولية والظلامية. ويمكننا أن نذكر بعض الأفلام الروائية: ( "المنارة" لبلقاسم حجاج و "رشيدة" ليمينة بشير شويخ و "دوار النسا" لمحمد شويخ و"المشتبه فيهم" لكمال دهان و "مال وطني" لفاطمة بلحاج و "الشيطان امرأة" لحفصة زيناي و "تشريح مأساة" لآيتعودية و"عطر الجزائر" لرشيد بلحاج و"موريتوري" لعكاشة طويطة.
ولاقت سيناريوهات هذه الأفلام المستلهمة مباشرة من فترة العنف التي عاشتها الجزائر نجاحا باهرا لدى الجمهور. إذ تساهم جميعها في التنديد بالأفكار المتخلفة والتعصب وتبين مقاومة الجزائريين للإرهاب. وقبل تناول موضوع الإرهاب مباشرة، أنتج المخرجون الجزائريون أولا أفلاما عن الحركات الأصولية التي ظهرت في الجزائر والتي تحولت في نهاية المطاف إلى عنف جسدي حقيقي. ولذلك أخرج محمد شويخ فيلم "يوسف، أسطورة النائم السابع" وقامت حفصة زيناي بتصوير "الشيطان امرأة" الذي يعالج ظاهرة الدجل ومرزاق علواش فيلم "باب الواد سيتي".
في المسرح، تناول الإبداع مسألة التطرف والعنف بإنتاج العديد من المسرحيات مثل " حضرية والحواس" و"مزغنة" و"عرفية" و "رحلة حب"
وأنتجت العديد من المسرحيات عقب السنوات الدامية التي عاشتها الجزائر على غرار "رقصة الأبرياء" في المسرح الوطني بالجزائر العاصمة. "حتى لتم" (إلى النهاية) التي تصف المسار العقلي للأصوليين وتصرفهم. ويمثل هذا الإنتاج الجديد نموذجا حيا للتوعية ومكافحة الأفكار الرجعية. وينبغي أيضا أن نأخذ في الاعتبار كافة المسرحيات التي تعالج وضعية المرأة والتي تنادي إلى الارتقاء بحقوقها من خلال التشجيع غير المباشر لأفكار التسامح والتقدم.
الأدب: أخضعت الحكومة إدخال المراجع إلى أرض الوطن إلى ترخيص بغية تفادي استيراد كتب تشجع على التطرف والتعصب. وتخضع الكتب الدينية إلى الموافقة المسبقة لوزارتي الشؤون الدينية والثقافة عليها. كما عملت الدولة أيضا على إعادة إحياء الصالون الدولي للكتاب والصالونات الجهوية التي تقام سنويا والتي لاقت نجاحا باهرا لدى الجمهور.
ومن جهة أخرى، ومن أجل تشجيع الحوار بين الثقافات وحماية التراث غير المادي كرادع يقف في وجه الرسائل الأصولية، أقامت الحكومة ندوة عن "الثقافة والموسيقى والصوفية". وتعقد هذه الندوة بانتظام. وتتيح للباحثين من دول عديدة طرح نقاش عن مختلف الجوانب الثقافية والروحية والدينية والتراث الروحاني للإسلام والديانات الأخرى.
وتكتسب هذه الندوة أهمية نظرا لأن معرفة "الطرق" التي تستند إلى تصور عالمي للإسلام جد مهمة في الوقت الذي تخلط فيه مجتمعاتنا بين السياسة والدين. إذ تساهم الصوفية بطابعها المسكوني وتسامحها وعطائها مساهمة كبيرة جدا في معالجة مشكلة العلاقات الجوارية التي تربط شعوب العالم وثقافاته.
ودائما في إطار المساهمة في الحفاظ على التراث غير المادي، شجعت الدولة العديد من الأعمال التي تستهدف الزوايا التي احتفظت بهذا التراث الثقافي الكبير. وهي مواقع ثقافية هامة تعبر عن الجانب الروحي في الكرم والحكمة التي تحلى بها منذ القدم أسلاف المسلمين. كما باشرت الدولة ترميم الأضرحة التي تعتبر رمزا بارزا في المخيلة الجماعية وفي التراث الوطني غير المادي كما ترمز إلى إسلام مجتمعي رفضته الأصولية المتطرفة
13 - الإجراءات المتخذة في مجال التعاون الثنائي الأطراف والجهوي والدولي
إن الجزائر على قناعة بأن مكافحة التطرف العنيف والقضاء على الراديكالية تستوجب أن يولى بها اهتمام أكبر وأن تكون محل تعاون ثنائي جهوي ودولي مستمر، شأنها في ذلك شأن مكافحة الإرهاب.
وفيما يخص الجزائر، فقد أنجزت عملا يستند إلى المبادئ التالية:
- إدراج مسألة مكافحة التطرف العنيف والقضاء على الراديكالية في التبادلات السياسية مع مختلف الشركاء من أجل نشر الوعي بأهمية استئصال الشر من جذوره إضافة إلى ضرورة إقامة برامج فعالة غير البرامج الأمنية ومعاقبة الأشخاص المتورطين في حركات أو أعمال للتطرف العنيف.
- التوعية بشأن ظواهر الخوف من الأجانب والإسلام وهي جوانب أخرى من التطرف تعاني منها الجاليات المسلمة التي تعيش في عدد متزايد من الدول المتقدمة وضرورة محاربة هذه الظواهر باللجوء إلى إجراءات مؤسساتية.
- إدراج هذه المسألة في جدول أعمال المنظمات الإقليمية والدولية.
- دعم كافة المبادرات والمؤتمرات الإقليمية والدولية التي تندرج في إطار الحوار بين الحضارات والمشاركة فيها. وتجلت المشاركة في هذا الحوار على وجه الخصوص في عقد ندوة عن القديس أوغسطين في عام 2001 في الجزائر التي تعتبر أرضا للإسلام بحكم تعريفها.
- المشاركة في المؤتمرات الإقليمية والدولية بشأن مكافحة التطرف العنيف مثل قمة واشنطن في شباط/فبراير 2015،
- دعم عمل التوعية الدولية بشأن العروة الوثقى بين التطرف العنيف بمختلف أشكاله والإرهاب.
- تشجيع إقامة لقاءات جامعية في الجزائر بشأن مكافحة التطرف العنيف والتعصب ولاسيما تحت إشراف وزارة الشؤون الدينية والتعليم العالي إضافة إلى الجامعات الجزائرية.
- تطوير برامج تعاون بين المؤسسات الدينية العمومية والخاصة ومع نظيراتها في دول منطقة الساحل.
- تدعيم فكرة إنشاء جمعية علماء دول الساحل.
- تنفيذ برامج تكوين الأئمة في بلدان منطقة الساحل.
- توعية البلدان التي تستقبل الجاليات المسلمة بشأن الأشكال الجديدة للتطرف العنيف المتمثلة في الخوف من الأجانب والإسلام وأثر ذلك في استجابة فئات الشباب في هذه الجاليات إلى أنصار التطرف العنيف والجماعات الإرهابية ومن يسعون إلى تجنيدهم في صفوفها.
- برامج تكوين الأئمة الجزائريين ونقلهم للعمل في البلدان الأجنبية التي تستقبل على أراضيها نسبة كبيرة من الجالية الجزائرية برامج قيد الإنجاز حاليا مع فرنسا في إطار الاتفاق الذي تم توقيعه في هذا الصدد بين البلدين.
- التعاون مع منظمة الامم المتحدة في إطار برنامج يهدف إلى مشاركة الجزائر تجربتها في مكافحة الإرهاب بهدف محاربة التحريض على هذه الظاهرة وعلى التطرف العنيف. وركز هذا التعاون على وضع تحت تصرف منظمة الأمم المتحدة كمية كبيرة من الوثائق والأرشيف المكتوب والسمعي البصري إضافة إلى إنتاج مشترك لفيلم قصير عن أحد التائبين في شكل ملائم للعمل على القضاء على الراديكالية والفهم الذي يهدف إلى ردع التحريض على الإرهاب.
- الالتزام بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مجال الزيارات التي تقوم بها إلى المسجونين والمعاملة التي يتلقونها بما في ذلك الأشخاص المسجونون لارتكابهم أعمالا إرهابية. وتتم هذه الزيارات بانتظام وهي تتماشى مع الإجراءات الموحدة للجنة الدولية للصليب الأحمر. وي عام 2013، قامت اللجنة الدولية للصليب الأحمر ب 35 زيارة شملت ما مجموعه 18.191 سجينا من كل الفئات بما في ذلك الأشخاص المسجونون لارتكابهم أعمالا إرهابية.
استنتاجات
كما يمكن ملاحظته من خلال التطورات السابقة، أنجزت الجزائر عملا في العمق للقضاء على الراديكالية التي تطال كافة القطاعات وكافة شرائح المجتمع ولاسيما الشباب. ولهذا الغرض، حشدت وسائل معتبرة سواء الإنسانية منها أو المادية أو المالية. ويمثل ذلك تحديا يجب على البلد مواجهته على المدى الطويل. كما أن النتائج المحققة لحد الآن مشجعة وتحث على المضي قدما في هذا السبيل وإلى أبعد الحدود. ومن بين النتائج المحققة يمكننا أن نذكر فقط على سبيل الإشارة ما يلي:
1. إدراك السكان على نحو سريع لأهمية القضاء غلى الراديكالية وأثره وانضمامهم إلى تنفيذ التدابير التي اتخذتها السلطات العمومية ومختلف المؤسسات في البلد في هذا السياق ومشاركتهم فيها.
2. إضعاف الخطاب المتطرف ومصادره وتأثيره في أوساط السكان عامة وبين الشباب خاصة على نحو ملموس.
3. تركيز الشباب اهتمامهم على مختلف السياسات العمومية الاقتصادية والثقافية والاجتماعية الموجهة صوبهم والتي تقدم لهم فرصا حقيقية للاندماج في مسار البناء الوطني وتنمية البلد.
4. العدد القليل من الشباب الجزائريين في صفوف الجماعات الإرهابية كداعش وغيرها مقارنة بدول أخرى من المنطقة والذين يحصون بالآلاف وغياب الإرهابيين الجزائريين أكثر فأكثر عن مناصب القيادة في الجماعات الإرهابية في الخارج.
5. التراجع الكبير في الاهتمام الذي كان السكان يولونه إلى حد اليوم للقنوات التلفزيونية الفضائية الأجنبية بشكل عام والتي يعرف عنها برامجها السياسة والدينية المستوحاة من التطرف والعنف اللفظي.
6. التأطير المؤسساتي للفتوى وتكفل المؤسسات الرسمية بها.
7. نضوب مصادر التجنيد لدى التيارات المتطرفة والجماعات الإرهابية.
8. استعادة الفضاءات الثقافية والإقامة التدريجية والشاملة للوعظ بإسلام معتدل ومتسامح كما كان دائما الحال عليه في الجزائر.
9. التكوين الكمي والنوعي للأئمة والمرشدات وتفاعلهم الشديد مع السكان خارج الفضاءات الدينية.
10. إنشاء مؤسسات جديدة للتأطير العقائدي للنشاط الديني (أكاديمية علوم الفقه) وتتبع هذا النشاط عن كثب (المرصد الوطني لمكافحة التطرف الديني).
11. إصلاح المنظومة التربوية وإدراجها في منظور يركز على ترسيخ القيم الوطنية العريقة لدى الطفل الذي سيصبح مواطنا في المستقبل ويشجع بحزم على الحداثة والاندماج في بافي العالم الحديث مع تطوير الفكر النقدي والعلمي والعقلاني.
12. تنشيط الثقافة من جديد وتعبئتها من أجل إحياء وتنمية قيم التسامح والتفتح على العالم والحوار والأصالة واحترام الغير والعيش المشترك
13. تزايد الاهتمام الذي يوليه الشركاء الأجانب عن التجربة الجزائرية فيما يتعلق بالقضاء على الراديكالية.
ساهمت سياسة القضاء على الراديكالية أيضا في عودة الهدوء والثقة في أوساط السكان وتزايد مستوى يقظة هؤلاء السكان إزاء أنصار الخطاب المتطرف وتدعيم التلاحم الوطني وإعادة بناء النسيج الاجتماعي الذي تعرض للاضطراب الشديد من جراء المأساة الوطنية وحماية الأرواح البشرية التي كانت الآلة الإجرامية للتطرف العنيف والإرهاب ستزهقها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.