إستأنفت القوات السورية عمليات القصف الجوي ضد معاقل الإرهابيين في مدينة حلب بعد توقفها لعدة أسابيع, بينما أعلنت القوات الروسية من جهتها عن بدأ عملية عسكرية واسعة في ريفي حمص وإدلب وسط تواصل الدعوات الاممية لمزيد من التحالف الدولي لدعم عملية الإنتقال السياسي في سوريا. وجاء إستئناف الضربات الجوية بعد توقف دام 15 يوما إثر إعلان الجانب السوري والروسي في 18 أكتوبر الماضي عن وقف الضربات الجوية في مدينة حلب, وكذلك بعد إنقضاء مهلة منحتها الحكومة السورية لفصائل المعارضة المسلحة المتمركزة في الأحياء الشرقية من مدينة حلب 24 ساعة للخروج منها وإلقاء السلاح, مقابل ضمان سلامتهم. هجوم إستراتيجي على معاقل الارهاب في حلب وسط تواصل الحصار البري على المدينة كانت مصادر محلية الى جانب المرصد السوري لحقوق الانسان قد أكدتا , يوم أمس الثلاثاء, أن مناطق بالجزء الشرقي لمدينة حلب السورية تعرضت لضربات مكثفة وعنيفة وذلك في أعنف هجوم على المدينة . ونقل التلفزيون السوري الرسمي, أن سلاح الجو السوري شارك في الضربات الجوية ضد معاقل إرهابية في حلب القديمة بينما قالت الحكومة الروسية أنها وجهت ضربات لمواقع لتنظيم الدولة الاسلامية وجبهة النصرة التي غيرت إسمها إلى "جبهة فتح الشام" في أماكن أخرى من البلاد. وكانت القوات السورية قد منحت فصائل المعارضة في مدينة حلب, 24 ساعة للخروج منها وإلقاء السلاح, مقابل ضمان سلامتهم, محذرة من بدأ هجوم "إستراتيجي" في حال عدم تسليم المعارضة أسلحتها وخروجها من المنطقة. ومن جانبها أعلنت روسيا على لسان وزير دفاعها ,سيرجي شويجو, أن القوات الروسية بدأت عملية واسعة ضد "الإرهابيين" في ريفي حمص وإدلب بمشاركة حاملة الطائرات (الأميرال كوزنيتسوف) المتواجدة قبالة سواحل سوريا, وهو القرار الذي أتخذ خلال إجتماع عقده الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم أمس الثلاثاء في سوتشي مع القيادة العليا للقوات المسلحة الروسية. وأكد شويجو إنها أول مشاركة لحاملة طائرات روسية في أعمال قتالية في تاريخ الأسطول الحربي الروسي, مؤكدا توفير الحماية للقواعد العسكرية في طرطوس وحميميم, مشيرا إلى أن المجموعة البحرية الروسية تغطي بشكل وثيق بمنظومات "باستيون" ومنظومات "بانتسير" تنفيذا لإيعاز الرئيس بوتين. وشدد على أن روسيا ستواصل توجيه ضربات نحو الأهداف العسكرية والصناعية للمسلحين في سوريا. وأضاف التلفزيون الرسمي السوري أن هناك عمليات إنتشار واسعة للقوات على عدد من الجبهات الرئيسية في مسرح حلب إستعدادا لهجوم بري واسع النطاق, مضيفة أن هجوما وشيكا في إنتظار ساعة الصفر. الأممالمتحدة تدعو لمزيد من التحالف الدولي ضد الارهاب وحل سلمي للأزمة واصلت الأممالمتحدة على لسان مبعوثها الخاص إلى سوريا , ستيفان دي ميستورا, دعوتها للمجتع الدولي على رأسهم القوى الفاعلة في الصراع , للعمل سويا لحل الأزمة السورية سلميا والقضاء على التنظيمات الإرهابية في المنطقة. وإثر إنتخاب رئيس جديد في الولاياتالمتحدةالأمريكية, الاسبوع الماضي, دعا دي ميسترا الرئيس المنتخب دونالد ترامب, إلى تحقيق التعاون الدولي لدحر الارهاب في سوريا, مؤكدا على أنه أمر ضروري وملح أن يتم عقد إتفاق مع روسيا إذا كان ذلك ممكنا وتظافر جهود الجميع بما في ذلك موسكووواشنطن من أجل القضاء على الارهاب بإعتباره أمر حيوي للاستقرار في المنطقة. كما إعتبر سعي الرئيس الأمريكي المنتخب للعمل مع روسيا لهزم تنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية (داعش) في سوريا "بالأمر الصائب" مؤكدا أن تحقيق النصر على المدى البعيد يتطلب "نهجا جديدا تماما في ما يتعلق بالحل السياسي". و اعتبر الرئيس السوري بشار الاسد في مقابلة مع التلفزيون الرسمي البرتغالي بثت مساء امس الثلاثاء ان دونالد ترامب سيكون "حليفا طبيعيا" لدمشق اذا حاربت ادارته "الارهاب". وقال الرئيس الاسد بحسب ما نقلت وكالة الانباء السورية (سانا) "لا نستطيع أن نقول شيئا عما سيفعله ترامب. لكن إن وأقول إن - كان سيحارب الإرهابيين فإننا سنكون حلفاء طبيعيين له في ذلك الصدد مع الروس والإيرانيين والعديد من البلدان الأخرى التي تريد إلحاق الهزيمة بالإرهابيين". وفي اطار التعاون الروسي الامريكي لحل الازمة ينتظر أن يلتقي وزير الخارجية الروسي, سيرجي لافروف, غدا الخميس, مع نظيره الأمريكي جون كيري في عاصمة بيرو "ليما", وذلك على هامش اجتماع وزاري لمنتدى "أبيك" لبحث الوضع في مدينة حلب السورية وتسوية الأزمة الأوكرانية . وكانت الخارجية الروسية قد أكدت من قبل أن واشنطنوموسكو اتفقتا على مواصلة المشاورات (على مستوى الخبراء) من أجل التوصل إلى حل للوضع في مدينة حلب السورية, بينما كان الرئيسان الامريكي المنتخب والروسي فلاديمير بوتين قد أكدا في إتصال هاتفي على "ضرورة تضافر الجهود في إطار محاربة العدو رقم واحد وهو الإرهاب الدولي والتطرف كما ناقشا إمكانية تسوية الأزمة سلميا في سوريا. وبين هذا وذاك, لازالت الأممالمتحدة تحذر من تدهور الاوضاع في الاراضي السورية بعد خمس سنوات من الصراع الدامي, الذي تسبب في مقتل ونزوح الآلاف . ونبهت الأممالمتحدة اليوم, إلى إحتمال حدوث موجات نزوح جديدة داخل سوريا هربا من الجوع, وذلك في ظل تراجع الإنتاج الغذائي إلى أدنى مستوياته على الإطلاق جراء الصراع الدائر في البلاد. واستند فرحان حق المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة , امس الثلاثاء في تحذيره إلى تقرير لمنظمة الأغذية والزارعة (الفاو) وبرنامج الأغذية العالمي محذرا من أن الوضع الراهن قد يؤدي إلى "عواقب وخيمة ليس فقط بالنسبة للأمن الغذائي للأسر المزارعة ولكن أيضا على توافر المواد الغذائية في البلاد وربما يؤدي في نهاية المطاف إلى المزيد من عمليات النزوح" جراء الجوع.