تجري احتفالات هذه السنة بالذكرى المزدوجة لهجمات الشمال القسنطيني 20 أوت 1955 وانعقاد مؤتمر الصومام في 20 أوت 1956، وهما الحدثين البارزين في مسار ثورة أول نوفمبر 1954، في سياق خاص يتميز بنشوب حرائق مدمرة في عديد ولايات الوطن وانتشار وباء كورونا حيث أبان الشعب الجزائري خلال هتين المحنتين عن تضامن رائع. وبالفعل، فقد انطلقت من كل مناطق الوطن عدة قوافل تضامنية محملة بألاف الاطنان من المساعدات على اختلاف أنواعها صوب الولايات المتضررة من جراء الحرائق، ولاسيما تيزي وزو وبجاية والطارف وجيجل وسوق أهراس. كما نظمت عمليات عفوية لجمع الهبات عبر مختلف التراب الوطني. وبهذه المناسبة، نوه رئيس الجمهورية "بالهبة التضامنية للشعب الجزائري والتي تترجم عظمته وتعتبر ردا قويا على من يحاول استغلال الظرف الصعب الذي ستتجاوزه الأمة لا محالة". فمنذ نشوب الحرائق، أمر رئيس الجمهورية بتجنيد "كل الإمكانيات البشرية والمادية" لإخمادها. كما تتميز هذه الاحتفالات بالذكرى المزدوجة لهجمات الشمال القسنطيني 20 أوت 1955 وانعقاد مؤتمر الصومام في 20 أوت 1956 بإطلاق مشروع "من ذاكرتنا" بهدف التعريف بتاريخ الجزائر من 1830 إلى 1962. إقرأ أيضا: حرائق الغابات: دعوة لجعل الهبة التضامنية للشعب الجزائري مكسبا لبناء جزائر قوية ويتعلق الامر باعداد وزارة المجاهدين، بالتنسيق مع وزارة الاتصال، لملف حول تاريخ الجزائر سيتم نشره في الصحافة المكتوبة من أجل "الحفاظ على الذاكرة الوطنية وترقية الحس التاريخي لدى القارئ لتعويده على متابعة الصفحة المخصصة للتاريخ في الصحافة ووسائل الاعلام الوطنية". وقد أطلقت هجمات الشمال القسنطيني في 20 أوت 1955 لفك الخناق على منطقة الأوراس التي حاصرها جيش المحتل الفرنسي، واعطاء نفس جديد للثورة التي ولدت آنذاك. وتحت قيادة الشهيد زيغوت يوسف، استهدفت هجمات واسعة النطاق عدة مواقع المحتل الفرنسي، لاسيما في قسنطينة وسكيكدة وقالمة والقل. ونجحت هذه الهجمات في افشال محاولات فرنسا الاستعمارية لإحداث القطيعة بين الثورة والشعب الجزائري والقضاء على سياسة الادماج التي كانت تعتزم ترقيتها وتعتمد عليها لوقف مسار حرب التحرير. كما أبرزت الهجمات الانخراط التام للشعب الجزائري في مسار ثورته. إقرأ أيضا: حرائق الغابات: تضامن الشعب الجزائري أعطى "درسا" للأطراف التي تسعى لضرب الوحدة الوطنية وبعد مرور سنة على هذه الهجمات، انعقد بنفس التاريخ بمدينة ايفري أوزلاقان (بجاية) مؤتمر الصومام الذي سمح بتزويد الثورة باطار تنظيمي من خلال منصة تحمل نفس الاسم، وبهيكلة جيش التحرير الوطني وجبهة التحرير الوطني. ومن أهم ما انبثق عن مؤتمر الصومام، تحديد الولايات التاريخية الستة بمكوناتها، وتأسيس المجلس الوطني للثورة الجامع لقادة الثورة، ولجنة التنسيق والتنفيذ التي أفضت إلى قيام الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية.