بعث رئيس مجلس الأمة، صالح قوجيل، برسالة تعزية الى أسرة رئيس الدولة السابق عبد القادر بن صالح، الذي وفته المنية، يوم الأربعاء، مؤكدا أن الجزائر فقدت "علما" من أعلامها و"طودا برلمانيا شامخا" وأحد رجالات الدولة "المخلصين البارزين". وقال رئيس مجلس الأمة في رسالة التعزية: "بانتقال الرئيس عبد القادر بن صالح إلى عفو الله، تفقد الجزائر علما من أعلامها وطودا برلمانيا شامخا وأحد رجالات الدولة المخلصين البارزين، الذين خدموها بإخلاص وكفاءة وتفانٍ زهاء نصف قرن أو يزيد... حتى غدا نموذجا لخادم الدولة الحريص الأمين الذي لا يألو جهدا في أداء ما عليه أحسن أداء، مسخرا كل ما حباه الله به من رصانة ورجاحة فكر ومن كفاءة عالية". وأضاف قائلا: "رزئنا ورزئت الجزائر اليوم في وفاة رئيس الدولة السابق ورئيس مجلس الأمة والمجلس الشعبي الوطني السابق، المجاهد وفقيد الجزائر عبد القادر بن صالح، عطر المولى تربه وأكرم مثواه بعد حياة حافلة في خدمة الجزائر أثناء الثورة التحريرية، وبعد الانعتاق من ربقة الاستعمار ونيل الاستقلال في المناصب العليا التي تقلدها، كما في المهام السامية التي اضطلع بها داخل الوطن وخارجه"، فضلا عن "عطاءاته وإسهاماته في المحافل البرلمانية الدولية، رئيسا للاتحاد البرلماني العربي ثم رئيسا للاتحاد البرلماني الإفريقي". وأكد السيد قوجيل أن المرحوم بن صالح كان "عالي الهمة، حريصا على وحدة أمته، ثابتا في مواقفه، وفيا لمبادئه، بناء في انتقاداته"، إذ كان -- كما قال-- "ذا خصال إنسانية رفيعة وقناعات وطنية، كما كان نعم القدوة الحسنة في البر بالوطن والدفاع عن مصالحه". وأشار أن رئيس الدولة السابق كان "ملبيا لكل نداءات الوطن لما كان في أمس الحاجة إليه" حيث "حمل الأمانة حينما استدعي لتولي رئاسة المجلس الوطني الانتقالي العام 1994 في مرحلة الأزمة التي واجهت البلاد يومها، ليحملها مرة أخرى بعد أن أستدعي لمهام رئيس الدولة ذات أبريل 2019 في ظروف لم تكن بالهينة كادت تعصف بالبلاد"، مشيرا إلى أنه نجح في الحفاظ على كينونة الدولة واستمراريتها وتماسكها إلى أن تم تنظيم انتخابات رئاسية في 12 ديسمبر 2019. وذكر السيد قوجيل بأهم محطات المرحوم بدء من يوم التحاقه بصفوف جيش التحرير الوطني وعمره 18 سنة وإلى غاية استرجاع السيادة الوطنية، أين التحق بمهنة الإعلام كصحفي، فمراسل ومدير مكتب الشرق الأوسط لمجلة "المجاهد" (الأسبوعية) وجريدة الجمهورية". وفي الأخير قال السيد قوجيل: "إثر هذا الرزء الفادح، لا يسعني إلا التسليم بقضاء الله وقدره، ومشاطرتكم مشاعر الحزن وأتقدم إلى أسرته الجليلة وأقاربه وذويه، ومن خلالكم إلى الأسرة البرلمانية ورفاقه في دواليب الدولة وأصدقائه والشعب الجزائري قاطبة، بخالص التعازي وأحر مشاعر التعاطف، سائلا العلي القدير أن يرزقنا عن فقده جميل الصبر وحسن العزاء، ويجزيه الجزاء الأوفى عما أسداه لوطنه من جلائل الأعمال، ويتغمده بواسع رحماته ويتقبله في عداد الصلحاء من عباده، وأن يعوضكم فيه خيرا".