لا تزال الرياضة النسوية الجزائرية, تنجب البطلات اللائي رفعن الراية الوطنية عاليا في اكبر المحافل الدولية, بفضل ظهور موجة من البطلات مؤخرا, سطع بريقهن, بالإرادة والإصرار والصبر و تمكنن من تجاوز كل الصعاب, و نجحن في رفع التحدي في مختلف الاختصاصات الصعبة على غرار المصارعة و الكاراتي و الجيدو والعاب القوى, ليكن بحق, خير خلف لسلف قدم الكثير للرياضة, مثل بولمرقة وبنيدة وبوطمين, وأخريات. ولان الجزائر كانت دائما ولادة للمواهب, برزت من ولاية تيارت, الملاكمة الشابة ايمان خليف (24 سنة), التي شقت طريقها دوليا في اختصاص رياضي صعب كان لوقت قريب حكرا على الرجال فقط. فهذه الملاكمة الشابة تملك -رغم صغر سنها - تسعة ألقاب وطنية ولقبين إفريقيين (2018 و 2020) ومرتبة خامسة في الألعاب الاولمبية بطوكيو (2020), وتتواجد دوما فوق منصات التتويج في دورات دولية عديدة. وتألقت ابنة تيارت في الدورة الدولية التي أقيمت بمدينة صوفيا ببلغاريا-2021 , بإحرازها للميدالية الذهبية, كما توجت بالميدالية الفضية في بطولة العالم للملاكمة النسوية-2022 بإسطنبول التركية, قبل التألق مجددا, في نفس السنة, بذهبية بطولة إفريقيا بمابوتو بموزمبيق و ذهبية الألعاب المتوسطية بوهران (الجزائر). وحاليا, تواصل حاملة مشعل القفاز النسوي الجزائري, بنيودلهي (الهند), تحضيراتها للمشاركة في بطولة العالم سيدات المقررة في الفترة الممتدة من 15 إلى 26 مارس الجاري بالعاصمة الهندية, بعد أن كانت ومنذ شهر يناير المنصرم في تربص مغلق بباريس, ثم بميامي (أمريكا), في إطار المسار الإعدادي الطويل المدى التي استفادت منه البطلة, تحسبا للألعاب الاولمبية بباريس 2024. ودائما من الغرب الجزائري, وتحديدا من ولاية تلمسان, سطع نجم مصارعة الجيدو, أمينة بلقاضي (30 سنة), صاحبة أفضل تصنيف جزائري على الصعيد الدولي (أقل من 63 كلغ), بعد نجاحها في التوفيق بين الرياضة والدراسة, هي تشغل حاليا منصب مستشارة في الرياضة بعد تخرجها من المدرسة العليا لعلوم الرياضة والتكنولوجيا. ومن بين ابرز انجازات أمينة بلقاضي, حصولها على لقب نائب بطلة العالم في الألعاب العالمية الجامعية للجيدو بالصين 2017, و تتويجها بثلاث ميداليات افريقية, منها ذهبية بكاب تاون (جنوب إفريقيا-2019) , ومدغشقر-2020 , والجزائر-2022, وبميدالية برونزية في العاب البحر الأبيض المتوسط-2022, وبميدالية ذهبية في الألعاب الإسلامية بقونية التركية-2022. ناهيك اللقب العربي سنة 2014 و ال7 ألقاب وطنية على التوالي. الكاراتي دو وكرة القدم أيضا في الموعد ومن تلمسان إلى تيزي وزو حيث سطع في رياضة الكاراتي دو, نجم البطلتين الواعدتين في اختصاص الكوميتي, سيليا ويكان (20 سنة) و لويزة أبوالريش (20 سنة). فخلال سنوات قليلة, برزت البطلة ويكان الطالبة الجامعية في تخصص الكيمياء بجامعة مولود معمري بتيزي وزو, في عدة محافل دولية, رفعت خلالها الراية الوطنية عاليا, حيث توجت بذهبية بطولة العالم بمدينة كوسرلي التركية 2022 (لأقل من 21 سنة) في أقل من 55 كغ, وذهبية بطولة العالم بتركيا-2022, بالإضافة إلى خمسة ألقاب افريقية بين 2020 و 2022, وذهبية الألعاب المتوسطية-2022, وفضية الألعاب الإسلامية بقونية التركية 2022. ولم تحيد زميلتها لويزة أبو الريش (20 سنة) عن الركب, بتتويجها هي الأخرى بذهبية بطولة العالم بقونية التركية-2022 في أقل من 50 كغ, وفضية الألعاب الإسلامية بذات المدينة 2022, و صاحبة أول ميدالية ذهبية في الألعاب المتوسطية-2022. ناهيك للقبين إفريقيين وذهبية في دورة الفجيرة بالإمارات العربية المتحدة 2023, وعدة ألقاب وطنية. وفي كرة القدم, نجحت الحكمة الشابة غادة محاط, ابنة مدينة الشلف (27 سنة) في حمل شارة حكمة رئيسية دولية في مطلع عام 2022, لتكون ثاني حكمة دولية جزائرية حاليا, كاسرة بذلك الصورة النمطية عن الاختصاصات التي يمكن للمرأة ولوجها. وتسلحت غادة بالثقة في النفس والتحدي في طريق الصعود إلى القمة وسط محيط ذكوري بامتياز للإسهام في إدارة اللقاءات كحكمة رئيسية أو مساعدة على مدار قرابة ثماني سنوات من العطاء في الساحة الكروية. وقد تدرجت غادة محاط عبر كل الأصناف, قبل أن تنجح في 2022 في تحقيق أحد أحلامها المتمثل في ارتداء الشارة الدولية عقب نجاحها في الاختبارات الأساسية. ومن كرة القدم إلى رياضة ذوي الهمم حيث تمكنت نسيمة صايفي, ابنة مدينة ميلة (35 سنة), من التألق في اختصاص رمي القرص, وساهمت في تشريف الجزائر في مختلف المحافل الرياضية الكبرى التي شاركت فيها, حيث فازت صايفي بعدة ألقاب منها, خمسة كبطلة العالم, مع تحطيم الرقم القياسي العالمي. كما فرضت سيطرتها المطلقة على اختصاصها منذ 2011. ونالت صايفي, فضية الألعاب البرالمبية بطوكيو 2022, وعدة ألقاب افريقية أخرى. وتعد هاته البطلات خير خلف لسلف تفانى في رفع لواء الرياضة الوطنية من شاكلة, العداءات سكينة بوطمين, وحسيبة بولمرقة, صاحبة ملحمة برشلونة وعزيمة بنيدة مراح و إصرار المصارعتين صورية حداد و سليمة سواكري, دون نسيان إنجازات السباحة كنزة بناصر وزهرة قمير (المبارزة) ومحمودي في التنس, فكلهن قدمن الكثير للرياضة الجزائرية وتركن بصمات ستبقى راسخة عبر التاريخ.