الداخلة (الأراضي الصحراوية المحتلة) - تتوالى ردود الفعل المنددة بتصوير فيلم سينمائي في مدينة الداخلة المحتلة, والرافضة لاستخدام الاحتلال المغربي للفن ل"شرعنة" احتلاله للصحراء الغربية. وفي هذا الإطار, أكدت آلية تنسيق الفعل النضالي- فرع الداخلة المحتلة, في بيان لها, أن تصوير هذا الفيلم في منطقة الدانوب الأبيض, أحد المعالم الطبيعية والثقافية ذات الرمزية العميقة لدى الشعب الصحراوي, يعد "خطوة مستفزة للشعب الصحراوي, تتجاهل بشكل فج الوضع القانوني للإقليم". وأكدت أن تصوير هذا الفيلم هو "تطبيع فني مع واقع الاحتلال المغربي ومساهمة مباشرة في طمس معالم القضية الصحراوية وإظهار الأراضي المحتلة وكأنها جزء من +التراب المغربي+, خلافا لكل الأعراف والقوانين الدولية التي تؤكد أن الصحراء الغربية لا تزال إقليما غير محكوم ذاتيا ولم تستكمل بعد عملية تصفية الاستعمار فيه". كما أعربت الهيئة الصحراوية عن أسفها "لتحول أراض محتلة تعاني من القمع اليومي ونهب الثروات إلى خلفية تصوير سينمائية فاخرة, دون أي اعتبار للشعب الذي يقصى ويسحق في صمت", مؤكدة رفضها المطلق لأي محاولة لاستغلال ثقافي أو طبيعي للمناطق المحتلة في مشاريع تساهم في "شرعنة" الاحتلال و"تجميل وجهه". وطالبت الهيئة ذاتها ب"التوقف الفوري" عن التصوير في الداخلة المحتلة, احتراما للحق المشروع للشعب الصحراوي في تقرير مصيره, داعية التنظمات الحقوقية والثقافية والفنية الدولية الى الوقوف في وجه هذا النوع من التطبيع الثقافي والتضامن مع القضية الصحراوية العادلة. من جهته, قال الصحفي الصحراوي, محمد راضي الليلي, أن المغرب "يستخدم اليوم كل الأوراق بما فيها ورقة السينما والفن من أجل تكريس احتلاله للصحراء الغربية", مشددا على أن هذه الممارسات "لن تساعد الاحتلال المغربي في فرض سيادته المزعومة على الصحراء الغربية" وأن الشعب الصحراوي "سيواصل اليوم أكثر من أي وقت مضى كفاحه من أجل الحق في تقرير المصير والحرية والاستقلال". بدوره, أكد الحقوقي الصحراوي, بوجمعة عبد الله ابراهيم, في تصريح صحفي, أن تصوير هذا الفيلم "غير مقبول" لأن الصحراء الغربية إقليم محتل يعاني شعبه من الاعتقالات التعسفية والتعذيب داخل السجون ونهب الثروات الطبيعية. وأشار الحقوقي إلى أن سلطات الاحتلال المغربية تقوم بتطويق مكان التصوير ومنع الأشخاص من الوصول إليه, مطالبا فريق التصوير بالتوجه إلى المدينة لاكتشاف الوجه الحقيقي للاحتلال المغربي والاطلاع على الانتهاكات التي تطال الصحراويين من قمع للمظاهرات السلمية المطالبة باستقلال الشعب الصحراوي وتعذيب داخل سجون الاحتلال. وفي الختام, طالب ذات المتحدث الأممالمتحدة والمنظمات الدولية ذات الصلة ب"التدخل العاجل" من أجل وقف هذه الأعمال التي ترمي بطريقة أو بأخرى إلى "شرعنة" تواجد الاحتلال في الصحراء الغربية, المدرجة على طاولة الأممالمتحدة كقضية تصفية استعمار.