يتهافت الكثير من الأولياء بولاية بجاية مع الدخول المدرسي الجديد على تسجيل أبنائهم في الأطوار الثلاثة، قصد تلقي دروس الدعم، وهو ما يفرض عليهم اقتطاع حصة مالية من مرتباتهم الشهرية لتخصيصها لهذه الدروس ، سعيا منهم لمساعدة أبنائهم وتفادي رسوبهم نهاية السنة الدراسية. في هذا السياق وقفت ‘الشعب'، على بعض المدارس الخاصة التي تقدم هذه الدروس، ونقلت انطباعات بعض الأولياء، ومن بينهم السيدة جميلة التي أكدت قائلة :« تمثل هذه الدروس ضرورة بالنسبة لنا ولأبنائنا، وذلك بالنظر إلى البرامج التعليمية التي تحتاج لدروس خصوصية، خاصة فيما يتعلق بالمواد العلية، على غرار الرياضيات والفيزياء، فضلا عن اللغات الأجنبية، وأنا أضطر رفقة زوجي للجوء إلى تسجيل ابنتي التي تدرس في السنة الخامسة ابتدائي، وولدي المقبل على اجتياز شهادة الباكالوريا نهاية السنة الدراسية الحالية، حيث تمكنهما هذه الدروس الإضافية من التركيز أكثر، وفهم ما فاتهما من مختلف التمارين المعقدة التي يصعب استيعابها وفهمها داخل المؤسسات التربوية”. ومن جهته أشار بشير ، إلى أن ظاهرة الدروس الخصوصية عرفت انتشارا واسعا خلال السنوات الأخيرة، حيث يلجأ الأولياء إلى تسجيل أبنائهم اعتقادا منهم أنها الوسيلة الوحيدة، التي من شانها أن ترفع من المستوى التعليمي والمعرفي لهم، ولا تقتصر هذه الظاهرة على تلاميذ المستويات الضعيفة، بل أصبحت الآن ضرورة لكل التلاميذ بما فيهم النجباء، وبذلك فقد أصبحت الدروس الخصوصية حتمية لا مفر منها وميزانيتها تلتهم جزءا كبيرا من رواتب الأولياء، وبالرغم من هذا فإن ما يهم هو نجاح أبنائهم وتفادي رسوبهم”. السيدة صبيحة تقول بدورها في الموضوع أنها “ أغلب الأسر تقوم بتسجيل أبنائها في مختلف المستويات، مع بداية الدخول المدرسي، حيث تلجأ لاختيار الأساتذة الذين لديهم سمعة طيبة في المجال التعليمي، مقابل دفع مبالغ كبيرة، ولا يتعلق الأمر بالأقسام المقبلة على الامتحانات بل تعدى ذلك ليشمل كلّ المستويات التعليمية دون استثناء، خاصة في المواد الرئيسية كالرياضيات والفيزياء والفلسفة واللغات وغيرها، وبالرغم من الثمن المرتفع لهذه الدروس، إلا الاقبال كبير”.
