زوبة: تذكير الشباب بمؤسسة فريق جبهة التحرير ضرورة ملحة أشاد أستاذ التاريخ بجامعة الجزائر الدكتور محمد لحسن زغيدي، أمس بالحس الثوري والوطني لشباب الجزائر خلال الثورة التحريرية، وهي نفس الفترة التي يعيشها شباب اليوم من خلال الحراك الشعبي السلمي الذي اظهر فيه المستوى الراقي من الوعي والتحضر. قال الأستاذ زغيدي، أمس، من منتدى الذاكرة المنظم من جمعية مشعل الشهيد بالتنسيق مع يومية “المجاهد” وإحياءا للذكرى 63 لاستشهاد البطل سويداني بوجمعة، عضو المجموعة 22 التاريخية والذكرى 61 لتأسيس فريق جبهة التحرير الوطني لكرة القدم، أن مساهمات جيل نوفمبر لا تقف عند تكوين فريق رياضي، بل كانت ثورية وطنية أكثر منها رياضية تزامنت مع عشرية 1917 - 1927 التي عرفت ولادة البطل سويداني في 10 جانفي 1922. وأوضح زغيدي بشأن هذا الجيل، انه جاء بعد الحرب العالمية وكبر وسط الحرب وما بين الحربين كان الجيل في مدرسة الحركة الوطنية حيث كان البطل من القيادة الوطنية تربى يتيما تكفلت به أمه، مشيرا إلى معجزة الجزائريين في النساء الجزائريات اللواتي ينجبن ويكونن أجيال وهو ما حدث مع السويداني الذي درس في المدرسة الفرنسية، ونال شهادة الابتدائية في الإدارة الفرنسية ما خلق له الكثير من الأعداء الذي أوقفوه عن الدراسة وأرسلوه للعمل في مطبعة قالمة. و حسب المؤرخ تقلد الشهيد سويداني الكثير من، المناصب وانخرط في حزب الشعب وأسندت له مهمة مسؤول خلية ومسؤول فرقة مكونة من 30 مناضلا ودخل السجن سنة 1941، أين كان يحب المطالعة وقرأ “كتاب البؤساء” لفيكتور ايغو ودخل إلى عين أرنات لأداء الخدمة العسكرية في 1912، ثم إلى قالمة أين انضم إلى فريقها الذي كان يجمع الكثير من الوطنيين، وشارك في مظاهرات 8 ماي 1945 والقي عليه القبض في عديد المرات وأضاف أن البطل درس المناضلين واستمر إلى غاية 1949 وألقى عليه القبض مرة أخرى ولم يظهر بعدها إلا في أكتوبر بالتحديد في قضية برين ووهران، باعتباره من أرسل للتحضير والمرافقة ووضع استراتيجية ليظهر فيما بعد بالونزة، بودواو وبوفاريك إلى غاية 1954 واختص في التكوين والتدريب بالنظر إلى خبرته العسكرية، كما سجل حضوره التاريخي في اجتماع ال22 بمقولته “هل نحن وطنيين” مصرا على تفجير الثورة والإمكانات تأتي فيما بعد، لتمكن خبرته من أن يصبح نائب بيطاط بالمنطقة الرابعة وفي طريقه إلى حمر العين عبر الواد الرابط بين مقطع خيرة، وزرالدة وقع تبادل الرصاص وسقط شهيدا. بدوره قال اللاعب محمد معوش عضو فريق جبهة التحرير لكرة القدم، أنه كان الفريق الأول بعد الطلبة المتكون في فرنسا والذي توجه إلى موسكو سنة 1957 ودرب من طرف بومزروق الذي جاء بتكوين فريق وطني بالمحترفين، أين أجريت العديد من الإتصالات وكان الالتقاء كل أربعاء لوضع النقاط وتكوين لاعبين قدموا أربع مباريات وكانت الانطلاقة الفعلية في 2 نوفمبر أين توجه الفريق للعديد من البلدان ولازلت الكثير من الدول تتحدث اليوم عن عطاءاته في تلك الفترة. من جهته أبرز عبد الحميد زوبة اللاعب الأسطوري لفريق جبهة التحرير، دور مؤسسة فريق جبهة التحرير الوطني المنوط بها في التوعية وتذكير الشباب بالتاريخ العريق لهذا الفريق، الذي لم يلعب من أجل الأموال بل كانت وطنيته من دفعته لذلك. وأشار الإعلامي الرياضي مراد بوطاجين إلى دور لاعبي جبهة التحرير قبل وبعد الاستقلال، وما قاموا به من تكوين وتدريب، أو كما يسميه البعض فريق “11 للاستقلال” حيث كانت الانطلاقة ب 12 لاعبا وبعدها 31 لاعبا منهم من لم يذكر بعد مثلوا الجزائر أحسن تمثيل بمشاركتهم في 80 مباراة حققوا خلالها نتائج ترتكت بصماتها في تاريخ الجزائر.