كتبت المجلّة الشّهرية، في مقال بشأن هذه الحملة التّشهيرية ضد الجزائر، أنّ «المغرب، الذي ينتهج منذ سنوات عديدة استراتيجية التوتر الدائم تجاه جارته الشّرقية لحملها على مراجعة موقفها المبدئي من مسألة تصفية الاستعمار بالصحراء الغربية (وهو موقف المجتمع الدولي كله) أقدم هذه المرة على خطوة بغيضة جديدة بالتّهجم العنيف وبصفة غير مبرّرة ودنيئة» على المؤسّسات الجزائرية المدنية منها والعسكرية. وأضافت المجلة المختصّة في التحليل السياسي، أنّ «المخزن المؤسّساتي، الذي يستخدم كالعادة أبواقه الإعلامية المقرّبة من القصر الملكي على غرار الموقع الإخباري «360.ma» الذي تربط صاحبه علاقة وطيدة بمسؤول سام مغربي، قد ارتكب عملا يكاد يكون فتيل حرب، بقذفه الوقح والكاذب لسلطات الجزائر العليا، غداة اليد الممدودة لرئيس الدبلوماسية الجزائرية صبري بوقدوم، خلال مقابلة خصّ بها القناة التلفزيونية الروسية، روسيا اليوم». واعتبرت المجلة أنّ هذا التصرف «يعكس الدرجة غير المعقولة للحقد الذي تكنّه بعض دوائر المخزن المؤسّساتي» للجزائر، مضيفة أنّ «هذه الجهات الموالية للسّلطة الحقيقية في المغرب، وإذ لا تكتفي بالابتهاج لأي وضع مؤلم يلم بالجزائر، تتكالب في نزعتها المكيافيلية المسعورة على المساس بسمعتها الطيبة بالاعتماد على مختلف اللوبيهات السّامة التي تتلقى أجورا ضخمة في فرنسا والولايات المتحدة وبلجيكا على وجه الخصوص». وفي نفس السياق، أشارت المجلّة إلى أنّ «الزلّة» التي ارتكبها القنصل السابق للمغرب بوهران حين وصف الجزائر «بالدولة العدو» ليست بالخطأ لأنّها تعكس جليّا فكر المسؤولين المغربيين الرسميين، وأشدّهم كرها للجزائر من بين سائر وزراء الشؤون الخارجية ناصر بوريطة. «وما الخرجة الأخيرة لرئيس مجلس النواب، حبيب المالكي، وتلميحاته الدّنيئة بشأن الظروف الخاصة التي تمر بها الجزائر ومواقفها إلاّ دليل لمن أراد، على أن هذه الحملة الجديدة من التضليل والشتم والتشهير مدبّرة من أعلى هرم السلطة في المغرب»، تقول «أفريك-آزي». وتساءلت المجلة بهذا الخصوص: «هل يمكن أمام هذا السّلوك العدائي الدائم الاستمرار في الصّلح والتهدئة؟ حتى وإن كان ذلك يحمل المخزن الناقم على مضاعفة الغطرسة والعدوانية كما هو معتاد في كل مرة تتحلى فيها الجزائر بالحكمة وضبط النّفس؟