أكد الخبير في الدراسات الأمنية والإستراتيجية محمد بهلول، مساندة الجامعة العربية لجهود الجزائر في التحضير للقمة العربية التي تجمع كافة الدول العربية بمرافقة الجامعة، ولعل ما يوضح تصريحات الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط ومساعده حسام زكي اللذان أشاد بجهود الجزائر لإنجاح القمة وجعلها عرسا عربيا يتزامن والاحتفال بعيد الثورة المجيدة. قال الأستاذ في تصريح ل»الشعب»، إن مرافقة الجامعة العربية، تظهر من خلال تكثيف اللقاءات الدبلوماسية حول القمة، سواء التي تعقد في الجزائر أو القاهرة، حيث اجتمع ممثلو جامعات الدول العربية بالمسؤولين الجزائريين، سواء على مستوى رئاسة الجمهورية أو وزارة الخارجية ما لا يقل عن ست مرات بين 9 مارس و 26 أكتوبر 2022، للتحضير لهذا الحدث العربي الهام. وأشار أيضا إلى تصريحات الأمين العام لجامعة الدول العربية، ومساعده حسام زكي اللذان أشاد بالاهتمام البالغ الذي أبداه رئيس الجمهورية خلال لقائه بالأمين العام في عديد المرات آخرها 17 أكتوبر الماضي، حيث أبدى رئيس الجمهورية اهتمام كبير بتفاصيل وبرنامج جدول عمل القمة العربية، موضحا أن الجزائر بعد نجاحها في لم شمل الفلسطينيين، ستكون فاعلا حقيقيا في لم شمل العرب من جديد. وذكر محمد بهلول بهذا الصدد، أن جدول أعمال القمة العربية ناقش في عديد المرات الاستعدادات التي قامت بها الجزائر للوصول إلى تنظيم أمثل، آخرها اجتماع وزير الخارجية رمطان لعمامرة بالأمين العام لجامعة الدول العربية الذي نوّه بجهود الجزائر للاستعداد لهذا الحدث العربي، كذلك التنسيق المتواصل واستعراض الجوانب التنظيمية والتدابير التي اتخذتها الجزائر، هذا ما أوضحه وزير الخارجية خلال استقباله للأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية بتاريخ 28 سبتمبر 2022. وأضاف في هذا الشأن، أن نائب الأمين العام المساعد أقر بالكثير من الطلبات والشروط على الجزائر التي استقبلت الاقتراحات بصدر رحب، ولم تتوان الجزائر في توفير سبل الراحة لإنجاح العمل العربي المشترك، الذي من شأنه المساهمة في معالجة التحديات الموجودة على المستوى الإقليمي والدولي. وبخصوص دور الجامعة العربية، قال الدكتور «الجامعة العربية منذ تأسيسها تعمل على توحيد الرؤى العربية على المستوى السياسي والاقتصادي وتفعيل دور العربي في المنطقة، وكذا زيادة قوة التواجد العربي، والحضور العربي في النظام الدولي». تعمل الجامعة -بحسبه-، أيضا على حل النزاعات الدولية والإقليمية، خاصة ما تعلق بالنزاع الليبي واليمني، وبالتالي هي الوعاء الذي يحصّن الدول العربية تجاه الأزمات، خاصة الأزمات المفاجئة التي تكون بالغة الشدة وتكون ارتداداتها عنيفة تؤثر على استقرار المنطقة، ما يستدعي تعزيز التعاون العربي المشترك، من أجل ضمان الاستقرار الإقليمي. أما على الصعيد الاقتصادي، الجامعة تعمل على إيجاد آليات مشتركة من أجل استحداث ميكانيزمات جديدة للاستثمار البيني، وتسهيلات ضريبية بين الدول، بدل الاستثمار في الخارج، لاسيما وأن البيئة العربية خصبة للاستثمار على غرار دول الخليج في حال أرادت الاستثمار في شمال إفريقيا، مثل الشراكة القطرية الألمانية التي وضعت حجر الأساس المستشفى المشترك، بالإضافة إلى فرص أخرى للاستثمار في مجال السياحة. وأضاف الأستاذ بهلول، القدرة المالية ومؤهلات دول شرق أوسط تمكنها من تجسيد عديد المشاريع في دول شمال إفريقيا وفي مجالات مختلفة، والجزائر لابد أن تستغل القمة من أجل جلب ولفت انتباه الدول العربية إلى إمكانياتها السياحية الخصبة، التي يمكن أن تكون سوق واعدة للمستثمرين العرب . وأكد الدكتور في الدراسات الأمنية والإستراتيجية محمد بهلول، أن الجامعة العربية ترافع لطرح العمل العربي المشترك، وهي تبذل مجهودا كبيرا لتفعيل هذا الدور العربي، لكن لابد من إيجاد ميكانيزمات أو طرق لأجل دعم أكثر لجهود الجامعة العربية وتنفيذها على أرض الواقع.