تشكل زيارة الرئيس الجنوب إفريقي جاكوب زوما إلى الجزائر محفزا لدفع العلاقات الاقتصادية ودفعها إلى مستوى العلاقات السياسية المثالية التي تجمع البلدين.ويمكن للجزائر التي تحتل الصف الثاني بعد جنوب إفريقيا 555 مليار دولار من حيث الناتج الداخلي الخام في إفريقيا ب 250 مليار دولار من أن تشكل تحالفا هاما مع جوهانسبورغ لتعزيز تواجدها في الأسواق الإفريقية ورفع معدلات النمو التي تبقى ضعيفة بالمقارنة مع الإمكانيات الهائلة التي تتمتع بها القارة السمراء من خلال تواجد معظم المواد الأولية بها وانخفاض تكاليف اليد العاملة وتوفر سوق استهلاكية واعدة. ولكن كل هذه الإمكانيات والموقعين الاستراتيجيين للدولتين لم تستغل أحسن استغلال بالمقارنة مع حجم المبادلات التجارية بين الدولتين ومختلف قارات العالم فجنوب إفريقيا تغيب عن ترتيب 15 دولة لزبائن الجزائر كما تغيب عن ترتيب 15 دولة في قائمة مموني الجزائر في صورة تعكس هشاشة العلاقات الاقتصادية بين البلدين. وتبقى كل من الولاياتالمتحدةالأمريكية والاتحاد الأوربي والصين يهيمنون على العلاقات الاقتصادية مع الجزائر التي صّدرت 73,9 مليار دولار في 2012 واستوردت 46 مليار دولار. وتبقى قطاعات الطاقة والمناجم والسياحة والصناعات التحويلية التي قطعت فيها جنوب افريقيا أشواطا هامة مجالات لمد يد العون للجزائر التي تملك ثروات منجمية هامة لم تستغل بالشكل الكافي خاصة في مجالات التنقيب عن الذهب والألماس ومختلف المعادن التي حققت فيها جوهانسبورغ تقدما كبيرا وتحتل مراتب عالمية ريادية مكن اقتصادها من احتلال الصف ال 25 عالميا من حيث الناتج الداخلي الخام بالمقارنة مع الجزائر التي تحتل الصف ال 47 وفقا لتقارير صندوق النقد الدولي. ويبقى القطاع السياحي من المحاور الهامة التي يمكن أن تفتح أفاقا واسعة للاستثمار الجنوب إفريقي في الجزائر خاصة في مجال تسيير الحظائر الطبيعية وحماية الحيوانات التي تعتبر من أكبر مصادر المداخيل في جنوب إفريقيا ولعبت الكأسين العالمية والإفريقية اللذين احتضنتهما جوهانسبورغ في 2010 و 2013 في اكتشاف قدرات هامة للتبادل السياحي بين البلدين وهو ما جعل الكثير من المتعاملين الاقتصاديين من كلا الجانبين يدعون لفتح خط جوي بين البلدين. وتسعى الجزائر من خلال الزيارات الدبلوماسية لمختلف الوفود الإفريقية تعزيز العلاقات جنوب - جنوب لتنويع الزبائن والممونين وضمان مصادر دخل جديدة تفاديا لهمينة منطقة معينة على الصادرات والورادات ومنه تأمين وتحصين عائدات الجزائر من العملة الصعبة.