أكدت السيدة الإطار فاطمة الزهراء قسوم، بأن تجربتها في العمل النقابي تعود إلى سنة 2005، عندما كانت تناضل كنائبة رئيس فرع اكمالية خديجة بن يخلف بعاصمة التيتري، ومنذ ذلك الوقت لم تتوان وبكل استماتة في الدفاع عن زملائها وزميلاتها، على اعتبار أنها كانت على يقين بأن هذا النشاط ليس لصيقا حتما بمصلحة آنية أو بوقت معين، لكون أنه رسالة من الرسائل النبيلة الهادفة لخدمة المجتمع. أشارت هذه المسؤولة النقابية، بأن العمل النقابي الصادق لا يمكن أن تكون نتائجه في مهب الريح، بدليل أن نشاطها وعملها الدؤوب ظهر جليا، حيث أستدعيت للعمل بالأمانة العامة الولائية نظير مثابرتها وتفانيها في أدائها النضالي، بقصد العمل على استقطاب العنصر النسوي وتعزيز حضوره، الأمر الذي ترجم وقتها في تكريم العديد من النقابيات المتقاعدات في شتى القطاعات بمقر الولاية، للتأكيد على أنها الحاضنة والمدرسة الحقيقية في النضال النقابي النوعي المبني عل الوفاء والإلتزام. أوضحت السيدة قسوم أيام قبل حلول عيد المرأة ، بأن نشاطها كنقابية مع بعض زميلاتها وزملائها لم يتوقف يوما قط، وقد ترجم مجهودهن في إنشاء الاتحادية الولائية للمرأة الموظفة بهذه الولاية في26 جانفي 2013 لأجل تحقيق مصالح مشروعة من بينها جلب أكبر عدد من المنخرطات في هذه المنظمة، الوقوف على انشغالات المرأة الموظفة ورفعها إلى الجهات المعنية، العمل على التخفيف من الضغط على المرأة الموظفة بتوفير لها الجو المناسب لتفجير قدراتها وتحقيق ذاتها بأن العمل النقابي قبل أن يكون ممارسة ودفاع عن الحقوق، فهو فلسفة وتطوع ونضال دائم لتحقيق مآرب مشروعة، وهو ما تصبو إليه هيئتها على المستوى الوطني بعد الدعم الذي خصت به من طرف إطارات النقابة على المستوى المحلي والوطني، معتبرة بأن عملية الدفاع عن حقوق المرأة الموظفة في نظرها على المستوى الوطني، تبدأ برصد حاجياتها وانشغالاتها محليا ثم رفعها على المستوى المركزي للتكفل بها. وصفت ذات المتحدثة العمل النقابي في الجزائر بأنه الإيمان بالعمل النضالي وليس العمل السياسي، لكون أن هذا العمل الناجم عن تضحيات، يجب أن يخصص له النقابي جزءا من الوقت، منبهة في هذا الصدد بأن هذا العمل بالنسبة للمرأة الموظفة هو حتمية لحماية نفسها ومحاولة جادة لتوفير لها المناخ المناسب لفرض ذاتها، منتقدة بعض الموظفات اللواتي تلجأن للنقابة، بعد حدوث المشاكل والصراعات، على أن ذلك يعد من باب الاستغراب حسبها، مستشهدة بتجربة قطاعي التربية والصحة في مجال اكتساح المرأة الموظفة للهياكل النقابية، داعية في هذا السياق لأن يكون هذا العمل بالنسبة لها من باب الاقتناع والنضال الدائم لتوفير فرص عمل أريح لها بما يسمح لها بتقديم البديل. ربطت السيدة قسوم نجاح نضال المرأة النقابي في المجتمع بضرورة توافر مجموعة من العوامل الأساسية، من بينها المشاركة في مختلف الدورات التكوينية، التدريب، حتى تكون خير لسان حال لزميلاتها الموظفات، بحيث أنه يستحيل أن يكون الرجل النقابي مدافعا حقيقيا عنها، معرجة بأن آفاق نضالها في هذه الاتحادية لا يقتصر في العمل على المستوى المحلي، بل النضال على المستوى الوطني، كما أن قناعتها في كل هذا هي القيام بأي شيء مشروع من شأنه أن يعمل على تقدم المرأة الموظفة.