انطلاقا من تنامي مكانته ودوره كمنتظم قارّي، يحرص الاتحاد الافريقي على ترسيخ أسس الديمقراطية والشفافية ليس فقط في أداء مهامه واتخاذ قراراته، بل أيضا في بناء هياكله المختلفة، وفي انتخاب من يتولّون إدارتها. وفي هذا الإطار، وتحضيرا لانتخاب رئيس جديد لمفوضية الاتحاد الافريقي شهر جانفي القادم خلفا ل «نكوسازانا دلاميني زوما» التي تقلّدت هذا المنصب في أكتوبر 2012، فضّل المشرفون على هذا الاقتراع المصيري استلهام الأسلوب ذاته الذي يتم به انتخاب الأمين العام للأمم المتحدة، حيث خاض المرشّحون الخمسة مناظرة يوم الجمعة الماضي أمام سفراء الدول الاعضاء في الاتحاد، وعرضوا ملامح تصوراتهم السياسية في توجيه وقيادة هذا التكتل القاري الكبير، كما حدّدوا وجهات نظرهم وحلولهم للمشاكل التي تشغل بال شعوب السمراء، خاصة ما تعلّق بالحروب الحدودية البينية، البطالة،الهجرة، الارهاب والجريمة العابرة للحدود. وتدور المنافسة على رئاسة المفوضية الافريقية بين كل من وزيرة خارجية بوتسوانا الدكتورة بيلونومي فينسون مويتي، وزير الخارجية التشادي موسى فكي محمد، وزير خارجية جمهورية غينيا الاستوائية أغابيتو إمبا موكوي، وزيرة خارجية كينيا أمينة محمد، ومبعوث الأممالمتحدة إلى جمهورية إفريقيا الوسطى السابق وزير البيئة والطاقة السنغالي السابق عبد اللّه باتيلي. وقد خاض المرشّحون المناظرة التلفزيونية باللغات الأربع المعتمدة في الاتحاد (الانجليزية، الفرنسية، العربية والبرتغالية)، وذلك في مقر الاتحاد الإفريقي بأديس أبابا بحضور أعضاء المجلس التنفيذي لوزراء خارجية الدول الإفريقية، وأعضاء لجنة الممثلين الدائمين بالاتحاد الإفريقي، ومفوضي الاتحاد الإفريقي، ووسائل الإعلام والضيوف المدعوين. وكان الاتحاد الأفريقي أعلن في بيان له في 29 من أكتوبر الماضي عن «تنافس 10 مرشّحين على منصب رئيس المفوضية ونائبه، بينما يتنافس 41 مرشّحًا لرئاسة المفوضيات الثمانية بالاتحاد في الانتخابات التي ستجرى في 30 جانفي المقبل خلال القمة القادمة التي تستضيفها أديس أبابا. لكن عدد المترشّحين تقلّص إلى خمسة، بينما تتنافس 4 شخصيات على منصب نائب رئيس المفوضية. يشار إلى أنّ قمة الاتحاد الإفريقي الماضية التي شهدتها كيغالي في الفترة من 17 - 18 جويلية الماضي، أخفقت في انتخابات رئيس المفوضية وأعضاء مفوضيات الاتحاد الإفريقي، لعدم حصول المرشّحين المتنافسين على النصاب المطلوب «ثلثي الأغلبية» بعد 7 جولات من التصويت. وستغادر الجنوب أفريقية «دلاميني زوما» منصب رئاسة مفوضية الاتحاد الإفريقي بداية العام المقبل، بعد مرور 4 سنوات على توليه، لتصبح بذلك أول امرأة تترأّس مفوضية الاتحاد الإفريقي منذ تأسيسه في العام 1963. وتعتبر مفوضيات الاتحاد الإفريقي الثمانية، هي «المصنع» الفعلي لقرارات القمم الإفريقية، ومن أبرزها مفوضية مجلس السلم والأمن الإفريقي، يليها مفوضية الشؤون السياسية، ثم مفوضيات البنية التحتية والطاقة، والشؤون الاجتماعية، والموارد البشرية والعلوم والتكنولوجيا، والتجارة والصناعة، والاقتصاد الريفي والزراعة، وأخيرا مفوضية الشؤون الاقتصادية. مفوّضية الاتحاد الإفريقي..هياكل ومهام تعتبر الأمانة العامة في الاتحاد الافريقي، وعلى غرار المفوضية الأوروبية الجهاز التنفيذي للاتحاد. تتكون من 10 أعضاء بينهم رئيس و نائب رئيس وثمانية مفوضين. دور المفوضية الرئيس هو تمثيل الإتحاد الأفريقي والدفاع عن مصالحه تحت رعاية المؤتمر (جمعية رؤساء الدول و لحكومات) والمجلس التنفيدي وتتمثّل مهمة اللّجنة في أن تكون محركا للتكامل الإفريقي ومواكبة عملية التنمية في القارة بالتعاون مع الدول الأعضاء في الاتحاد، ومع المجموعات الإقتصادية الإقليمية والمواطنين الأفارقة. المبادئ التوجيهية لعمل المفوضية هي التبعية والتكامل لجميع الهيئات والمنظمات والمجموعات الإقلمية والدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي، إضافة إلى التنسيق و التعاون مع الجميع للوصول إلى الأهداف المرجوة وتحقيق سياسات الإتحاد. تتكوّن المفوضية من 10 أعضاء بينهم الرئيس ونائبه، وثمانية مفوضين حيث لكل واحد منهم مهمة في المفوضية هم: مفوّض السّلم والأمن يقود مجلسه حاليا الجزائري اسماعيل شرقي، وهذا المجلس مسؤول عن تنفيذ قرارات الاتحاد الافريقي، وهو مشابه إلى حد ما لمجلس الأمن الدولي التابع للامم المتحدة. مفوّض الشّؤون السياسية. مفوّض البنى التّحتية والطّاقة. مفوّض الشّؤون الاجتماعية. مفوّض الموارد البشرية والعلم والتّكنولوجيا. مفوّض التّجارة والصّناعة. مفوّض الاقتصاد الرّيفي والزّراعة. مفوّض الشّؤون الاقتصادية. مفوّض الشّؤون القانونية. مفوّض المرأة ومسائل الجنسين والتّنمية. مفوّض مديرية المجتمع المدني والأفارقة في المهجر.
