لموشية في حوار حصري مع الشباك

سعدان حرمني من المونديال بدون حق ومازالت تحرق في قلبي

بن شيخة يملك شخصية قوية ومكان اللاعب المحلي في المنتخب من بكري
عودتي مستحقة وتؤكد أنني لم أنته رغم أنف من أرادوا تحطيمي
بعد انتظارنا لانتهائه من أداء صلاتي المغرب والعشاء مباشرة بعد نهاية مواجهة شبيبة بجاية ووفاق سطيف خصنا خالد لموشية، بهذا الحوار الحصري الذي أكد لنا فيه تعلقه بمدينة بجاية التي يلجأ إليها دوما بحثا عن الهدوء وإعادة شحن بطارياته، لأنها مدينة ساحلية جميلة وسكانها معروفين بكرم الضيافة. خالد ورغم الخسارة التي مني بها فريقه على يد شبيبة بجاية، حافظ على خفة دمه من خلال سرده لأول مرة لبعض الطرائف التي حدثت له ببجاية، بدءا بعرض الموب الذي وصله من مدربه السابق في فرنسا الدولي الفرنسي آلان موازون، الذي درب الموب قبل 5 سنوات، وكذا كشفه لأمور تتعلق بتجربته الماضية في المنتخب الوطني، وحرمانه من طرف الناخب الوطني السابق رابح سعدان، من المشاركة في المونديال بدون وجه حق رغم دفعه فاتورة الدم في لقاء أم درمان، وارتياحه للعمل مع بن شيخة الذي يعتبره الرجل الأنسب في الوقت الحالي، أراهن لقيادة الخضر بالنظر لقوة شخصيته وعدم تأثره بالضغوطات.
محدثنا دافع بقوة عن اللاعب المحلي، الذي يعتبر تواجده ضمن المنتخب في الوقت الحالي، أمرا ضروريا لإحداث توازن في الفريق، رافضا في السياق ذاته تسمية المغترب والمحلي، باعتبار أن الكل جزائريين والأجدر هو من يستحق الدفاع عن ألوان الوطن الغالي، بغض النظر عن مكان ولادته. كما طالب لموشية من أنصار الوفاق عدم فقدان الثقة في فريقهم، معتبرا خسارة بجاية التي تملك فريقا قويا عثرة جواد سينهض منها في الجولة المقبلة، ولم ينس أيضا تهنئة زرداب الذي يعتبره أحد أفضل لاعبي البطولة بالتحاقه بالمنتخب الوطني للمحليين.
قبل كل شيء تقبل الله يا خالد منك الصلاة؟
منا ومنكم يا أخي. شكرا لك.
أود إجراء حوار معك إن تفضلت، أنا ممثل جريدة الشباك في بجاية ...
بكل سرور، أنا تحت تصرفك.
بصراحة لقد فاجأتني، فكنت أتوقع ردا سلبيا منك، في ظل حديث البعض عن رفضك الإدلاء بأي تصريح للصحافة، وكل ما يكتب عنك هو حوار مفبرك؟
إنه هراء ولا يمت للحقيقة بشيء. فأنا لاعب محترف، وأتعامل مع الصحافة المحترفة والتي تراعي المصداقية في كتابتها باحترافية، فأهلا بجريدة الشباك، وخير دليل على أن ما يقال في شأني بعدم التعامل مع الصحافة كذب، أنك تقوم بتسجيل هذا الحوار وأنا مرحب بذلك.
فلنبدأ إذا من خسارة اليوم أمام شبيبة بجاية (الحوار أجري عقب نهاية المواجهة أمام غرفة حفظ الملابس المخصصة للوفاق) كانت قاسية نوعا ما، أليس كذلك؟
خسرنا المواجهة أمام فريق لعب بشكل جدي وجيد، كان الأفضل على العموم في اللقاء، نجح في التسجيل في بداية كل شوط، وحافظ على النتيجة إلى غاية نهاية اللقاء، أقول لبجاية بصحتكم. لقد خسرنا ثلاثة نقاط، واليوم يبقى في رصيدنا ستة نقاط كاملة، وهو نفس رصيد مستضيفنا، ستة نقاط من أصل تسعة ممكنة إنجاز مقبول ولا يدعو للقلق.
لكن ثورة أنصار الوفاق تؤكد أن درجة القلق لديه كبيرة، كيف تفسر ذلك؟
صحيح أن الأمور خرجت نوعا ما عن إطارها بسبب ما حدث في المدرجات، فغضب الأنصار مشروع ولكن يجب التعبير عنه بطريقة حضارية، خاصة وأن الأمر لا يتطلب القلق، فالوفاق فريق كبير معرض للخسارة في أي وقت، والمهم أنه ينجح في النهوض من كبوته ويعيد الإعتبار لنفسه. فذلك هو الفريق الكبير، وليس ذاك الذي يحصد الألقاب في مدة قصيرة، ثم ينهار من بعد ذلك، فحتى الهزيمة ما "نحشموش" بها، لأنها جاءت أمام فريق محترم يلعب الأدوار الأولى ويملك أحد أفضل تشكيلات الدوري.
نفهم من كلامكم أنكم تعدون بتدارك الوضع أمام الحراش في الجولة المقبلة؟
أكيد، ومن هنا أطمئن أنصارنا بأننا سندخل الواجهة المقبلة أمام الحراش بعزيمة فولاذية، وسنفوز آداءا ونتيجة. نملك فريق تنافسيا ولاعبين مميزين جلهم دوليين، فالتعثر داخل الديار ممنوع منعا باتا لفريق يلعب على اللقب، فهزيمة بجاية أصبحت من الماضي بمجرد انتهاء اللقاء، وكل تركيزنا على مواجهة الحراش التي سنمتع بها أنصارنا ونعيد البسمة لهم بحول الله.
على ذكرك لزملائك الدوليين في الوفاق وشبيبة بجاية، ألا تظن أن الوقت حان لوضع الثقة في اللاعب المحلي، بعد خيبة "وتبهيدلة" بانغي أمام أفريقيا الوسطى؟
أكيد، إن البعض منهم يملكون المؤهلات للعب مع المنتخب الأول، "ما نكدبش عليك"، فبحكم تجربتي في البطولة الوطنية منذ 5 سنوات، أؤكد لك أن هناك لاعبين محليين "بلاصتو في المنتخب الوطني بلا نقاش"، فبدون ذكر الأسماء خوفا من نسيان البعض، أقول أن البطولة تزخر بمواهب ولاعبين مميزين، ولكن الفرصة لم تتح لهم. فلاعب عندما يكون في فورمة عالية ويقدم مردودا جيدا بشهادة الجميع، وينتظر الدعوة للمنتخب التي لن تأتي، فإن معنوياته تنحط وثقته في نفسه تهتزو فالعديد منهم فقد الأمل في الإلتحاق بالخضر فيصبح يلعب بدون أي هدف.
نفهم منك أنه من الضروري إحداث توازن في المنتخب الوطني، بإقحام المحليين لتفادي استفراد المغتربين بالمنتخب، وتسجيل نكسات أخرى بعد النكسة الأخيرة؟
لأكون صريحا معك، أنا ضد تسمية اللاعبين بالمغترب وآخر بالمحلي، يا أخي كلنا جزائريين ونعتز بجزائريتنا، فكلنا في خدمة هذا الوطن العزيز، ولا يهم مكان المولد والنشأة والمسكن، فالإختيار يكون على حسب المردود والإمكانيات التي يقدمها كل لاعب فوق المستطيل الأخضر، فأنا ابن المهجر ولدت في فرنسا وترعررت فيها، لكني لم أفقد جزائريتي بدليل أنني حار كيما كل الجزائريين، وكذا زملائي في المنتخب، واندمجت بدون أي إشكال في الوفاق، فأين سيتم تصنيفي يا ترى، مغترب أو محلي؟ فالمهم عندي أن الأفضل هو الذي سيمثل الجزائر.
على ذكر ذلك، تواجد زرداب في المنتخب المحلي يفتح المجال لظاهرة التحاق اللاعبين المغتربين من بواية البطولة، هل من تعليق؟
إنه أمر طيب ومشجع جدا لفرق النخبة، التي باتت تنتهج ذات المسلك، بعدما كانت الأبواب في وقت ساب موصدة في وجه أبناء الجالية الجزائرية في المهجر، أنا جد فرح لانضمام زرداب الذي يعتبر من أعز أصدقائي ومعرفته القديمة للمنتخب، لقد هنأته على ذلك لأنه لاعب جيد ومحترف بأتم معنى الكلمة، فرغم أنه لاعب معروف في فرنسا (الدرجة الإحترافية الثانية)، وقدومه من البطولة البلجيكية الدرجة الأولى أيضا، إلا أنه بقي متواضعا واندمج في فريق أقولها بصراحة محترف منظم كشبيبة بجاية، وفبحمد الله صبره ومجهوداته لم تذهب سدى، وها هو في المنتخب الوطني بجدارة واستحقاق، بعد المستوى الكبير الذي أبانه خلال الفترة التحضيرية للفريق وكذا البداية القوية للبطولة، شخصيا أعتبر زرداب من بين اللاعبين المميزين الذين سيلتحقون آجلا آم عاجلا بالمنتخب الأول.
عودتك إلى المنتخب جاءت على يد مدرب يؤمن باللاعب المحلي وهو بن شيخة، ماذا تقول؟
بن شيخة يعرف إمكانياتي جيدا ويعرف عقليتي أيضا، أنا لاعب نحب نربح ونلعب بالقلب بزاف، فأنا سعيد جدا بعودتي إلى المنتخب الأول، رغم حزني العميق على الخسارة التي عدنا بها من إفريقيا الوسطى، فرغم مرارتها إلا أننا لم نفقد الأمل في تحقيق التأهل.
هناك من اتهم بعض اللاعبين بتعمد الخسارة، ما رأيك؟
هذا كلام زائد، صحيح أننا خسرنا المواجهة ولم نقدم المردود المطلوب، ونتحمل كلنا الخسارة، كنا خارج الإطار، لهذا أقول أنه لا يجب تحميل فلان أو علان المسؤولية لوحده. لم نلعب جيدا استحقينا الخسارة، بغض النظر عن مستوى أو قيمة المنافس، علينا بتدارك الوضع مستقبلا، حسابيا لم نقصى بعد نبعد بأربعة نقاط عن متصدر المجموعة، سنلعب المواجهة المقبلة داربي مغاربي لنا الوقت الكافي لتحضريه في ظروف جيدة، وبحول الله سنسترجع الروح التي ميزت هذا الفريق المتألق منذ أربعة سنوات، ونعيد البسمة للجمهور الجزائري العزيز.
عودتك تتطلب منك مجهودا أكبر للتأكيد أنك تعرضت للحڤرة من طرف سعدان، أليس كذلك؟
والله ماني حاب نهدر على الشيخ سعدان، إنها صحفة طويتها وانتهت، لقد كانت مرحلة صعبة في حياتي، أعتبرها خلافا واختلاف في الرؤى بينني وبين الشيخ، المكتوب أراد أن أدفع الثمن قاسيا بحرماني من حق المشاركة في المونديال، الذي دفعت ثمنه من دمي بالقاهرة ، أمر يصعب جدا على أي لاعب أن يصل إلى الماء
"وما يشربش"، الشيخ حرمني منه بسبب أمور خارج إطار الكرة ولا أتحكم فيها للأسف، وهذا الأمر يصعب عليا نسيانه بسهولة، إنه المونديال يا أخي حلم أي لاعب في هذا الكون، فلحد الساعة مازالت تحرق في قلبي، فدوما أقول عندما أتذكر ذلك، قدر الله وما شاء فعل للتخفيف من حزني.
عودتك إلى الواجهة تؤكد أنك قوي الشخصية، خاصة وأنك كنت وحيدا في محنتك، هل هذا صحيح؟
كان معايا ربي يا خويا هو الصح، وكذا عائلتي التي كانت سندا معنويا لي طول محنتي، وكذا الناس الذين يثقون في من الجمهور الجزائري ووفاق سطيف. ولا تنسى أنني صحيح في راسي وقوي معنويا، لهذا نجحت في تخطي العقبات والمطبات، وكنت في كل مرة يشتد عليا الضغط نجي لبجاية خفية باحثا عن الهدوء والراحة، أين أملك أصدقاء كثر في هذه المدينة الجميلة المضيافة، وأعيد شحن البطاريات، وأصمم العودة إلى العمل وبحمد الله أكدت لمن أرادوا تحطيمي أن لموشية لم ينته، وإنني رجل واقف وصامد، ولازال عطائي غزيرا للوفاق والمنتخب الوطني.
على ذكر بجاية، تبدو معجبا بهذه المدينة؟
كيف لا يا أخي والمكتوب كاد أن يرمينا في أحضانها، إذ كدت أن ألعب للفريق الثاني لها الموب قبل 5 سنوات، لقد تلقيت عرضا من مدربي السابق في فريق ليون لادوشير فريق في بطولة الهواة بفرنسا الدولي الفرنسي آلان موازون، حيث كان يشرف على فريق الموب في الدرجة الثانية، إذ ألح علي كثيرا وقدم لي دعوة رسمية من رئيس الفريق (رئيس الموب حينها، نور الدين لقلاق)، فحضرت عدة مواجهات للفريق وانبهرت كثيرا بحماس أنصاره كثيرا. وكنت بصدد الإمضاء للموب، لكن عرض الوفاق السطايفي كان أفضل من كل الجوانب. فاعتذرت لموازون والتحقت بالوفاق الذي أعتز لانتمائي إليه، فعقد موسم واحدا تحول إلى 5 سنوات لحد الآن.
كلمة أخيرة؟
أولا شكرا لجريدة الشباك على إتاحتها لي هذه الفرصة، لتوجيه دعوة للشعب الجزائري من أجل الوقوف مع الناخب الوطني والمنتخب الجزائري الذي يعتبر ملكهم، فنحن بدونهم لا يمكن لنا فعل أي شيء، فكل الإنجازات التي حققها المنتخب كانت بفضلهم ومن توقيعهم، فحضورهم المكثف ومساندتهم لنا المتواصلة كانت تفقد المنافس 50 بالمائة من إمكانياته. لهذا أقول أننا بفضل دعمهم ستسترجع روح أم درمان، ونعيد ترتيب أنفسنا لتجديد العهد مع الإنتصارات.